نفت جماعة الإخوان رسميا انتماء منصور عباس ، زعيم الحركة الإسلامية في الداخل العربي بإسرائيل وزعيم القائمة العربية الموحدة لها، وذلك عقب توقيعه على اتفاق الشراكة مع اليميني المتطرف نافاتالي بينت، واليساري يائير لابيد زعيم حزب "هناك مستقبل" لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة . وقالت الجماعة في بيان رسمي، إن منصور لا ينتمي لها فكريًا أو تنظيمياً، وكذلك حركته المسماة بالحركة الإسلامية، وأنها بعيدة عن الإخوان. كما نفى البيان صلة الجماعة بالحركة الإسلامية التي أسسها عبد الله نمر درويش قبل 50 عاما على أسس وأفكار الجماعة الإخوانية. انتماء فكري للإخوان بالطبع بيان الجماعة يتنافى كلية مع التصريحات التي يطلقها منصور والتي تؤكد انتماءه الفكري للإخوان، وارتباطه بهم، كما يتنافى مع تصريحات سابقة لعبد الله نمر درويش زعيم الحركة الإسلامية، التي ينتمي لها منصور وأكد فيها ارتباطه بالإخوان أيضا. عبد الله نمر درويش زعيم الحركة الإسلامية الأسبق، هو أحد قيادات جماعة الإخوان فعليا، وكان قد تواصل أثناء دراسته بجامعة الخليل، ومعه رفيقه رائد صلاح بقيادات الإخوان في مصر وفلسطين، وأسسا مع قيادي آخر يدعى فريد أبو مخ في العام 1979، تنظيما مسلحا عرف باسم "أسرة الجهاد" على غرار تجربة عز الدين القسام الذي أطلق اسمه على الجناح المسلح لحركة حماس. وارتبط عبد الله نمر درويش فكريا بسعيد بلال، أحد القيادات الفاعلة السابقة في جماعة الإخوان في فلسطين وأحد واضعي النواة الأولى للجماعة في الأراضي المحتلة، وبتوجيه من بلال سعى درويش لتأسيس فرع للجماعة في عدة بلدان فلسطينية وهي كفر قاسم، وكفر برا، وجلجولية، والطيرة والطيبة وأم الفحم وباقة الغربية وجت، والنقب، والناصرة وبلدات الجليل. فرع جنوبي.. وآخر شمالي كما اعتقل درويش في العام 1981، وحكم عليه بالسجن 4 أعوام، أمضى منها 3 أعوام، وأفرج عنه في العام 1984، وعقب خروجه من السجن تغير كثيرا وبدأ يخفف من حدة انتقاداته لإسرائيل، وتوسع في إنشاء شبكات من الجمعيات والمؤسسات الخيرية والطبية تدر أرباحا للفرع الإخواني. وفي لقاء تلفزيوني له وقبيل انتخابات الكنيست في العام 1999، قال درويش نحن جزء من فكر ونهج ونظام الصحوة التي أطلقها حسن البنا، وذلك بعد 3 سنوات من انقسام الحركة الإسلامية في فلسطين في العام 1996 بسبب الخلاف حول المشاركة في انتخابات البرلمان الإسرائيلي حيث انقسمت الحركة لفرعين: الفرع الجنوبي وهو فرع صغير يتزعمه عبد الله نمر درويش ومعه إبراهيم صرصور وحامد أبو دعبس، والفرع الشمالي، ويترأسه رائد صلاح ومعه كمال الخطيب، وكان الفرعان ومازالا رافدين من روافد جماعة الإخوان كلاهما يتبنى نفس الفكر والأيدلوجية والتوجه، ويختلفان في وسائل التنفيذ والتطبيق. كلمات مرشد الإخوان في مصر أما منصور عباس فهو أحد قادة الفرع الجنوبي وتتلمذ على يد عبد الله درويش وتشرب أفكاره التي هي أفكار جماعة الإخوان ومازال ينتمي للحركة والتنظيم فكريا وأيدلوجيا، كما تكشفت له عدة وقائع لافتة تؤكد توجهه الإخواني، منها فيديو تم تداوله على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، يتحدث فيه منصور عباس عن الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي وينعته بـ"الشهيد"، ويؤكد أنه "يمثل رمزا لكل الشباب العربي"، وأن "استشهاده يمثل محطة مهمة"، بحسب تعبيره. وعلى حساباته على مواقع التواصل لوحظ أن منصور يستشهد بكلمات لمرشد الإخوان في مصر محمد بديع ومنها التي قال فيها خلال مشاركته في أحداث واعتصام رابعة وسط عناصر الجماعة المحتشدين احتجاجا على عزل مرسي "سلميتنا أقوى من الرصاص"، كما كتب مغازلا الجماعة بقوله "الإخوان سلم ومحبة وخير وحلم وأناة، كما تبين أن منصور يتابع تغريدات مفتي الإخوان يوسف القرضاوي وكذلك الداعية الإخواني سلمان العودة ويعلق مؤيدا لتغريداتهما".
مشاركة :