بعد انقطاع 17 شهرا .. أول سفينة سياحية في البندقية تثير جدلا بشأن «وحوش البحر»

  • 6/7/2021
  • 00:13
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أحيا إبحار أول سفينة سياحية في البندقية بعد انقطاع استمر 17 شهرا بسبب جائحة كوفيد - 19، جدلا واسعا بين مؤيدي وجود "وحوش البحر" هذه في البحيرة الإيطالية الشهيرة ومعارضيه. وفيما كانت ظلال السفينة "إم إس سي أوركسترا" الضخمة تبدو في الأفق قبالة ساحة سانت مارك، لوح متظاهرون بلافتات كتب على بعضها "لا للسفن السياحية"، فيما رددوا معارضتهم بأصوات مرتفعة من على متن قوارب بخارية صغيرة. ووفقا لـ"الفرنسية"، قالت متظاهرة "السفن السياحية تسبب ضررا، وهي في الواقع لا تعود بالنفع الكبير على البندقية". كذلك، يتهم المدافعون عن البيئة والتراث الثقافي الأمواج الكبيرة التي تولدها هذه السفن التي يبلغ طولها مئات عدة من الأمتار وترتفع طوابق عدة، بالتسبب في تآكل أسس مباني سيرينيسيما، أحد مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونيسكو" وتعريض النظام البيئي الهش لبحيرتها للخطر. في المقابل، تجمع مؤيدو السفن السياحية متحدين ضمن حركة "العمل في البندقية" لتسليط الضوء على عديد من الوظائف التي سيوفرها وجودها للبندقية التي يقوم اقتصادها على السياحة التي تأثرت بشكل خاص خلال الوباء. وسفينة "أوركسترا إم إس سي" التي وصلت فارغة الخميس من ميناء بيرايوس اليوناني، غادرت وعلى متنها نحو 650 راكبا أجبروا على تقديم نتيجة اختبار سلبي لكوفيد - 19 يعود تاريخه إلى أقل من أربعة أيام، والخضوع لاختبار جديد، حتى تمكنوا من الصعود على متنها. وخضع السياح لإجراءات السلامة الصارمة المعمول بها التي تهدف إلى منع السفن من أن تصبح بؤرا لانتشار الفيروس، كما حدث في السابق مرات عدة. ومن المقرر أن تتوقف هذه السفينة التي تعمل بنصف طاقتها القصوى البالغة ثلاثة آلاف راكب امتثالا للتدابير المفروضة لمكافحة كوفيد، في باري "جنوب إيطاليا" وكورفو "اليونان" وميكونوس "اليونان" ودوبروفنيك "كرواتيا". وخلال توقفها الذي استمر يومين في البندقية، تولى موظفوها عمليات الإمداد وانتهزوا الفرصة أيضا من أجل تعزيز بروتوكولات السلامة الضرورية لهذه السفن الضخمة. وقال فرانشيسكو جالييتي رئيس الرابطة الدولية لشركات الرحلات البحرية "يسعدنا تقديم مساهمتنا لإحياء هذه المدينة التي عانت كثيرا خلال الأشهر الـ17 الماضية، خلال عام واحد، فقد القطاع عددا كبيرا من الركاب يقدر عددهم بنحو 800 ألف، ما يعني بالنسبة إلى الاقتصاد، خسارة نحو مليار يورو". ولا يقتصر الجدل حول وجود هذه السفن السياحية على سكان البندقية فقط، بل كان له دائما بعد دولي نظرا إلى شهرة هذه الوجهة السياحية التي تعد من الأكثر شعبية في العالم. فالثلاثاء، أرسل عدد كبير من الفنانين العالميين من بينهم ميك جاجر وويس أندرسون وفرانسيس فورد كوبولا وتيلدا سوينتون، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، وماريو دراجي رئيس الوزراء، ورئيس بلدية البندقية، مطالبين بـ"توقيف دائم لحركة السفن السياحية". ودعت هذه الرسالة التي تحمل عنوان "الوصايا العشر من أجل البندقية" الموقعة أيضا من فرانسواز نيسن وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة، إلى إدارة أفضل للتدفقات السياحية وحماية النظام البيئي للبحيرة ومكافحة المضاربة العقارية، من أجل حماية "السلامة المادية" للمدينة وهويتها الثقافية.

مشاركة :