لقاحات «كوفيد - 19» المزيفة تشكل تهديدا جديدا في أفريقيا

  • 6/7/2021
  • 01:35
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

%0.4: فقط من سكان أفريقيا البالغ عددهم 1.5 مليار نسمة تم تلقيحهم ضد كوفيد 19، وفقا لمنظمة الصحة العالمية «أدى ارتفاع الطلب على الأدوية، وندرة مرافق الإنتاج المحلية، إلى جعل قارة أفريقيا نقطة ساخنة لبيع الأدوية الزائفة» جوهانسبرج - في صباح أحد أيام شهر نوفمبر الماضي، داهم ضباط من الجمارك ووحدة للجريمة المنظمة، ومعهم دعم من وحدتي كيه 9 مسلحتين، مستودعا صغيرا في منطقة صناعية وصادروا مادة مهربة جديدة مقلقة، وهذه المادة كانت عبارة عن لقاحات كوفيد 19 المزيفة.وفي الداخل، عثرت السلطات على حوالي 2400 جرعة من اللقاح غير المشروع في 400 أمبولة مخبأة في حاويات بلاستيكية في الثلاجة، وفقًا لمسؤولي الشرطة. وتم اكتشاف أقنعة من نوعية N95 مزيفة تحمل علامة شركة ثري أم 3M، بقيمة 450.000 دولار، في مستودع مجاور. وتم تأجير الوحدتين من قبل مواطن زامبي تم القبض عليه في الموقع مع مواطن صيني، واعتُقل مواطنان صينيان آخران بعد مزيد من التحقيقات.وكانت عملية مدينة جرميستن في دولة جنوب أفريقيا، هي أكبر مصادرة عامة في أفريقيا للقاحات فيروس كورونا المزيفة. وتحذر الحكومات الأفريقية ووكالات الشرطة والسلطات الصحية من أن ذلك قد يكون مجرد بداية.وتلك المشكلة ليست موجودة في أفريقيا فقط، حيث قالت شركة فايزر في أبريل الماضي، إنها حددت الحالات الأولى المؤكدة للإصدارات المزيفة من لقاح كوفيد 19، الذي طورته بالاشتراك مع شركة بيونتيك أس إي، في المكسيك وبولندا أيضًا. لكن القلق يتزايد بشكل خاص في قارة أفريقيا، المتخلفة بشكل كبير عن العالم المتقدم في ركب التطعيمات، وهي بالفعل أكبر سوق في العالم للأدوية المزيفة.وليس من الواضح ما هي المادة التي كانت موجودة في الجرعات التي تم التحفظ عليها في جنوب أفريقيا. وفي يناير الماضي، حثت الوكالة الوطنية لإدارة الغذاء والدواء والرقابة في نيجيريا الجمهور على أن يكونوا على دراية بالتقارير التي تفيد بأن هناك لقاحات مزيفة متداولة، والتي يمكن أن «تسبب أمراضا شبيهة بكوفيد، أو أمراضا خطيرة أخرى يمكن أن تؤدي إلى الوفاة» ولم تحتوِ الجرعات التي تم ضبطها في بولندا على مكونات رئيسية للقاحات، ومن بينها أحد المكونات المستخدمة في منتجات العناية بالبشرة.وفي أبريل الماضي، أوقفت كينيا استيراد لقاحات كوفيد 19 من قبل الشركات الخاصة، بسبب مخاوف من أن بعض الجرعات قد تكون مزيفة. ووفقًا لخبراء الإنترنت، فإن عدد اللقاحات المزيفة المعروضة للبيع على شبكات الويب الظلامية آخذ في الازدياد أيضًا.وقال يورغن ستوك، الأمين العام لمنظمة الإنتربول، في مارس الماضي، بعد اعتقالات إضافية مرتبطة باعتداءات نوفمبر في جنوب أفريقيا: «هذه ليست سوى قمة جبل الجليد عندما يتعلق الأمر بجرائم لقاح كوفيد 19». وقالت الإنتربول إنها حددت شبكة تبيع لقاحات مزيفة وداهمت مختبرًا في الصين تم تصنيع هذه اللقاحات فيه، واعتقلت 80 مشتبهًا بهم.وليس لدى مسؤولي شرطة جنوب أفريقيا القدرة على التأكد من ماهية المادة الموجودة في اللقاحات المزيفة، أو ما إذا كانت ضارة، لكنهم قالوا إنهم يعملون على اختبارها.ولم يتم تسجيل أي حالات مؤكدة للقاحات مزيفة يتم إعطاؤها في مواقع التطعيم الحكومية. لكن مسؤولي الصحة قلقون من أن يلجأ الناس إلى عيادات الشوارع، أو عبر الإنترنت لشراء اللقاحات.وتعاني البلدان الأفريقية بالفعل من الأخبار الكاذبة، حيث تعمل 54 دولة وأكثر من 1000 لغة ووسائل الإعلام المحلية، التي تعاني من نقص مزمن في التمويل، على تعقيد جهود مكافحة انتشار الشائعات والمعلومات المضللة. وأدى ارتفاع الطلب على الأدوية وندرة مرافق الإنتاج المحلية، إلى جعل القارة نقطة ساخنة لبيع الأدوية الزائفة.وتقدر منظمة الصحة العالمية أن 1 من كل 10 منتجات طبية يتم تداولها في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل إما دون المستوى المطلوب أو مزيفة. وبين عامي 2013 و2017، استحوذت أفريقيا على 42٪ من الحالات المبلّغ عنها. وعلى الأرجح، لم يتم الإبلاغ عن العديد من الحالات الأخرى، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.وفي حين أن العديد من البلدان المتقدمة تسرع من حملات التطعيم، فإن معظم البلدان الأفريقية بالكاد تركت بوابة البداية. وتم تلقيح 0.4٪ فقط من سكان أفريقيا البالغ عددهم 1.5 مليار نسمة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.وقال كريج موفات، رئيس برنامج الحوكمة والتنفيذ والتأثير في مؤسسة جود جوفرنانس أفريكا Good Governance Africa غير الربحية: «أنظمتنا ليست قوية مثل الأنظمة الغربية». وأضاف: «طالما استمر التأخير في طرح التطعيم لدينا؛ فسيفتح هذا طريقًا لانتشار العقاقير غير المشروعة».ولطالما كان الطب المزيف مشكلة في قارة أفريقيا. وقال الباحثون إنهم شاهدوا مؤخرًا ملصقات في جوهانسبرج تعلن عن «لقاحات» غير محددة مقابل 150 راند جنوب أفريقي، أو ما يعادل 11 دولارًا.وقال ريتشارد شيلين، كبير الباحثين في منظمة الإيناكت ENACT، وهي شراكة بين معهد الدراسات الأمنية والإنتربول مع المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية: «هذه السوق ناضجة بالفعل؛ لأنها كانت موجودة مسبقًا».وأضاف: «تمتلك العصابات الإجرامية بالفعل سوقًا مزدهرًا في مجال الأدوية المزيفة»، وذلك بسبب الأنظمة السيئة وتنظيم سلسلة التوريد، جنبًا إلى جنب مع التشريعات الضعيفة المحيطة بالسلع المقلدة في جميع أنحاء القارة. واستطرد: «لقاحات كوفيد المزيفة هي مجرد إضافة لذلك».وفي أواخر مارس الماضي، أجازت هيئة تنظيم الدولة الكينية الاستخدام الطارئ للقاح سبوتنيك V الروسي، قائلة إن اللقاح قد استوفى جميع المتطلبات بعد تقييم شامل. ولكن بعد أكثر من أسبوع بقليل، أوقفت الدولة استيراد لقاحات كوفيد 19 من قبل الشركات الخاصة، بسبب مخاوف من أن بعض الجرعات الواردة إلى البلاد قد تكون مزيفة.ومع تدفق العديد من الأشخاص إلى المستشفيات الخاصة للحصول على اللقاحات، خشي مسؤولو الصحة من أن يبدأ التجار عديمو الضمير في إعطاء التطعيمات المزيفة.وقال موتاهي كاجوي، وزير الصحة في مجلس الوزراء الكيني، في تصريحات متلفزة أذيعت 2 أبريل الماضي: «إن مشاركة القطاع الخاص في تجربة التطعيم تهدد المكاسب التي تحققت في الحرب ضد كوفيد 19، وتعرض البلاد لخطر دولي، إذا وجدت السلع المقلدة طريقها إلى السوق الكينية».وارتفع معدل توافر لقاحات كوفيد 19 على مواقع الويب الظلامية من بضع عشرات إلى حوالي 1500 منذ ديسمبر، وفقًا لأوديد فانونو، رئيس أبحاث ثغرات المنتجات في شركة الأمن السيبراني شيك بوينت سوفت ووير تكنولوجيز المحدودة في تل أبيب.وقال فانونو: «كان جميع بائعي اللقاحات على الإنترنت سعداء بالشحن إلى أي وجهة»، على الرغم من قوله إنه من غير الواضح عدد الجرعات، إن وجدت، التي تشق طريقها إلى أفريقيا. وأضاف: «إنهم يقدمون عدة عروض في كل بلد».أيضًا، تضاعفت الأسعار أربع مرات خلال ذلك الوقت، لتصل إلى حوالي 1000 دولار لجرعة لقاحات قد تكون حقيقية - لكنها غير قانونية - أو مزيفة.وقال شيلين: «يعرف المجرمون المنظمون بالفعل كيفية العمل على شبكات الإنترنت الظلامية». واختتم: «إنها مسألة وقت فقط».ساهم نيكولاس باريو في كتابة هذا المقال

مشاركة :