نظمت السفارة الصينية في الأردن اليوم (الإثنين) ندوة بمناسبة الاحتفال بمرور 100 عام على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، ومئوية الدولة الأردنية، أكدت على أن تطور العلاقات الصينية الأردنية أمام فرصة جديدة في مواجهة القرن الثاني للبلدين. وقال البيان الختامي للندوة إن الصين على استعداد لبناء توافق دائم مع الأردن في بناء الصداقة والتنفيذ الكامل للاجتماع المهم بين قيادة البلدين في عام 2015. وأضاف أن التعاون في مختلف المجالات سيدفع الشراكة الاستراتيجية بين الصين والأردن إلى مستوى جديد يعود بالنفع على الشعبين. وتابع البيان أن تأسيس الحزب الشيوعي الصيني في عام 1921 كان حدثا عظيما في تاريخ الصين أكد الشعب الصيني على مصيره وسعيه إلى الاستقلال والتحرر. وقال السفير الصيني في الأردن تشن تشوان دونغ، في كلمة إن الحزب الشيوعي الصيني عمل خلال مائة عام بجد لإنقاذ البلاد والشعب، حيث وجد مسارًا يناسب الظروف الوطنية للصين وأحدث تغييرات جذرية فيها. وأضاف أن الحزب يواصل السعي إلى تجديد شباب الأمة الصينية وقيادة الشعب الصيني في رحلة عظيمة من البناء والإصلاح. وأشار إلى أنه بعد أكثر من 70 عامًا من تأسيس جمهورية الصين الشعبية زاد الناتج المحلي الإجمالي للصين بأكثر من 1600 مرة ليصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأصبحت الصين أكبر دولة صناعية في العالم مع أكبر شبكة اتصالات متنقلة (5جي)، وشبكة سكك حديدية فائقة السرعة. وقال السفير تشن إن 800 مليون فقير تخلصوا تمامًا من الفقر المدقع، مشيرا إلى أن الصين أنشأت أكبر نظام تعليمي وضمان اجتماعي ونظام طبي في العالم، وزاد متوسط العمر المتوقع من 35 إلى 77 عامًا. وأكد أن الصين تنتهج بثبات سياسة خارجية مستقلة قائمة على السلام، وتدعو وتشجع بنشاط بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية ونوع جديد من العلاقات الدولية يتسم بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون. وشدد على أن الصين تلتزم بالمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، وتشجع البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" بمتوسط معدل مساهمة سنوي يبلغ 30٪ في النمو الاقتصادي العالمي، وهي أكبر شريك تجاري لأكثر من 130 دولة ومنطقة. وبشأن الأردن، قال السفير الصيني إنه خلال المائة عام الماضية، وتحت قيادة ملوك الأسرة الهاشمية المتعاقبين حقق الشعب الأردني استقلاله الوطني، وأقام نظام دولة حديثا، وتغلب على الصعوبات والتحدي الواحد تلو الآخر في عملية التنمية من خلال الجهود المضنية على مدى عدة أجيال. وأضاف أن الأردن بذل في السنوات الأخيرة جهودا كبيرة لتطوير اقتصاده ومواصلة تعميق الإصلاحات، وحقق إنجازات كبيرة، واستمرت مستويات معيشة الناس في التحسن، وظل المجتمع مستقرا حتى أصبحت الأردن واحة للأمن الإقليمي. بدوره، أكد نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق جواد العناني، على عزيمة الإرادة وحسن الإدارة للحزب الشيوعي الصيني، والذي ركز في البدايات على الزراعة والتجارة دعماً للانتاج في المناطق الريفية، وتأميناً للغذاء لكل أبناء الشعب الصيني. وقال العناني إن الصين حققت في هذين القطاعين فوائض كبيرة مكنتها من تحقيق معدلات نمو عالية بدون غلاء أو ارتفاع في تكاليف المعيشة، مشيرا إلى أنه صار الوقت مناسباً لكي تبدأ بالانفتاح. وتابع أن الصين حققت خلال سنوات قليلة قفزة نوعية كبيرة في معدلات النمو وزيادة الصادرات وتكاثر النجاح حتى صارت ذات أكبر فائض في العملات الأجنبية، وصاحبة أكبر فائض في الميزان التجاري. وأضاف أن الصين تدخل الدائرة الدولية كقوة عسكرية سياسية اقتصادية وتكنولوجية عظمى تنافس أكثر الدول تقدماً، ولذلك كان لا بد من أن يحصل تغيير في المنهج دون تغيير الثوابت في النهج الأساسي. من جانبه، دعا العضو في مجلس الأعيان الأردني جمال الصرايرة، شعوب وحكومات العالم إلى دراسة التجربة الصينية فى مجال الاقتصاد والتنمية الاجتماعية، والتي تميزت عن سائر التجارب، إذ استطاعت أن تحقق معجزة تنموية أذهلت العالم خلال فترة وجيزة. وقال الصرايرة إن الاقتصاد الصينى يعد من أسرع الاقتصاديات العالمية نموا خلال العقود الثلاثة الماضية بمعدل 10 في المائة، والذي يعود إلى سياسات الحزب الشيوعي الحكيمة، والذي جعل الصين دولة مؤثرة في حركة الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" تعتبر بمثابة المشروع الاقتصادي الأول في العالم، والتي يمكن للأردن أن يشارك فيها بحكم موقعه الاستراتيجي على ثلاث قارات والبنية التحتية المتطورة والبيئة التشريعية المرنة، التي تسمح باستقطاب المزيد من الاستثمارات الصينية في مختلف القطاعات الصناعية والخدمية. من جهته، قال الأمين العام لمنتدى الفكر العربي محمد ابوحمور، إن المواقف الصينية إزاء مختلف القضايا العربية والدولية اتسمت بالحكمة وبعد النظر في إطار السعي للحفاظ على الوئام ونهج التعاون لصالح الشعوب. وثمن الدور الداعم الكبير الذي قامت به الصين لمكافحة جائحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والحد من آثار انتشاره، وتقديم المطاعيم والإمدادات والمساعدات الطبية، وخاصة في الدول العربية، ومنها الأردن. وأشار ابوحمور إلى أن التبادل التجاري بين الصين والدول العربية سجل ارتفاعاً ملحوظاً خلال السنوات الماضية بنسبة 9 % سنوياً، ووصل إلى أكثر من 266 مليار دولار عام 2019، وهناك حوالي 107 مشاريع تعاونية واستثمارية، من بينها مشاريع استثمارية في الأردن تشمل مجالات الطاقة والتعدين والصناعة.
مشاركة :