حذر مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، اليوم (الإثنين)، من أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة "هش". جاء ذلك في بيان صحفي مقتضب تزامنا مع تحذيرات فلسطينية لإسرائيل من عودة التوتر في حال اقتربت "مسيرة الأعلام" للمستوطنين المقررة الخميس المقبل من القدس والمسجد الأقصى. وكان وينسلاند قد زار قطاع غزة بداية يونيو الجاري لعدة ساعات. ودعا وينسلاند في بيانه إلى تثبيت التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي "ووقف أي خطوات واستفزازات أحادية الجانب، وضبط النفس، وتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار". وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في وقت سابق اليوم، أنها "لن توافق" على السماح بـ"مسيرة الأعلام" في مدينة القدس المقررة الخميس وفقا للتاريخ والمخطط الحالي الذي وضعه المنظمون. وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان، إنه "بعد تقييم الوضع الليلة الماضية، واجتماع عقد صباح اليوم بين ممثلي شرطة إسرائيل والمنظمين، تقرر أن يقوم الطرفان بتعديل موعد ومخطط المسيرة"، لافتة إلى أنها "ستحيل توصيتها إلى المستوى السياسي وفقًا لذلك". وأضافت الشرطة أنه وفقا للمخطط الحالي الذي قدمه المنظمون لن يتم الموافقة على الحدث، مشيرة إلى أنه إذا قرر المنظمون تغيير المخطط أو التاريخ فسيتم فحص الأمر. وقال رئيس قسم التحقيقات في الشرطة دودو بواني اليوم خلال جلسة الخارجية والأمن بحسب ما نشرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، "إننا نعيش حالة من التوتر الأمني، وبناءا على ذلك قرر قائد الشرطة العام تأجيل المسيرة وإتاحتها في موعد محدد سيتم الموافقة عليه من قبل المستوى السياسي". وردا على ذلك اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن إلغاء المسيرة "تثبيت للمعادلة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية على الاحتلال بأن القدس والأقصى خط أحمر لا يمكن تجاوزه". وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن الاحتلال الإسرائيلي أدرك بمدى "خطورة تجاوز الخطوط الحمراء وتبعات ذلك على الأرض". وأكد برهوم ضرورة إلزام الوسطاء "للاحتلال بإنهاء كل مظاهر الاستفزاز والعربدة والتي من شأنها تفجير الأوضاع مع المقاومة في أي وقت". وفي العاشر من مايو الماضي كان مقررا أن تجرى المسيرة فيما يسمى يوم "توحيد القدس"، أي ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة المقدسة، قبل أن يعدل مسارها نتيجة لضغوط شعبية ودولية، فيما ألغيت لاحقا مع إطلاق فصائل فلسطينية قذائف صاروخية على المدينة يوم المسيرة. ورعت مصر اتفاقا لوقف إطلاق النار لإنهاء موجة توتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل دامت خلال الفترة من 10 إلى 21 من مايو الماضي، وأسفرت عن مقتل أكثر من 250 فلسطينيا في مقابل مقتل 13 شخصا في إسرائيل، بحسب إحصائيات فلسطينية وإسرائيلية رسمية.
مشاركة :