تفصح مبادرات المملكة للحفاظ على البيئة عن أمرين: الأول مسؤوليتها الاجتماعية تجاه الكوكب والناس؛ فبصفتها إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط، وما قد يسببه ذلك من مشكلات للبيئة والإنسان على حد سواء، آثرت أن تكون صاحبة يد طولى في حماية البيئة والحفاظ على الإنسان. ومبادرات المملكة للحفاظ على البيئة تشير أيضًا إلى أنها ليست بعيدة عما يجري على الساحات العالمية، ولا هي بمنأى عن انشغالات وهموم سكان هذا الكوكب. وقد تمثل هذا الوعي وتلك المسؤولية في قيام المملكة، حسب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ بإعادة هيكلة شاملة لقطاع البيئة، وتأسيس القوات الخاصة للأمن البيئي في عام 2019م، ورفع نسبة تغطية المحميات الطبيعية من 4% إلى ما يزيد على 14%، وزيادة الغطاء النباتي في المملكة بنسبة 40% خلال الأربع سنوات الماضية. وتمكنت المملكة كذلك من الوصول لأفضل مستوى من الانبعاثات الكربونية للدول المنتجة للنفط، وغيرها من المبادرات التي بدأت على أرض الواقع وحققت نتائج إيجابية ملموسة في الوضع البيئي العام. اقرأ أيضًا: تطبيقات وزارة الصحة السعودية.. رفاهية طبية لأبناء المملكة مبادرات المملكة للحفاظ على البيئة ويرصد « رواد الأعمال » طائفة من مبادرات المملكة للحفاظ على البيئة، وذلك على النحو التالي.. مبادرة السعودية الخضراء هي مبادرة أعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز؛ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وستعمل جنبًا إلى جنب “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” على رسم توجه المملكة والمنطقة إلى حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة، وستسهمان بشكل قوي في تحقيق المستهدفات العالمية. وقال الأمير محمد بن سلمان: سنعمل من خلال مبادرة السعودية الخضراء على رفع الغطاء النباتي وتقليل انبعاثات الكربونومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية. وأضاف سموه: إن مبادرة السعودية الخضراء ستعمل كذلك على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4% من الإسهامات العالمية؛ وذلك من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50% من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول عام 2030م، ومشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحو أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94%. مبادرة الشرق الأوسط الأخضر ستبدأ المملكة، حسب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، العمل على مبادرة الشرق الأوسط الأخضر مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والشرق الأوسط. وتسعى السعودية، بالشراكة مع الأشقاء في دول الشرق الأوسط، إلى زراعة 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الأوسط. وأوضح الأمير محمد بن سلمان أن البرنامج يهدف لزراعة 50 مليار شجرة، وهو أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم، وهو ضعف حجم السور الأخضر العظيم في منطقة الساحل (ثاني أكبر مبادرة إقليمية من هذا النوع). ولفت سموه إلى أن هذا المشروع سيعمل على استعادة مساحة تعادل 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة؛ ما يمثل (5%) من الهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة ويحقق تخفيضًا بنسبة (2.5%) من معدلات الكربون العالمية. اقرأ أيضًا: التوطين في القطاع الخاص.. إجراء غير روتيني الرياض الخضراء برنامج الرياض الخضراء أحد مشاريع الرياض الأربعة الكبرى التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ وكذلك إحدى مبادرات المملكة للحفاظ على البيئة، والمساهمة في تحقيق أحد أهداف “رؤية المملكة 2030” برفع تصنيف مدينة الرياض بين نظيراتها من مدن العالم. ويرتكز برنامج “الرياض الخضراء” _إحدى مبادرات المملكة للحفاظ على البيئة_ على زراعة أكثر من 7.5 مليون شجرة في كل أنحاء العاصمة، بما يشمل: الحدائق العامة وحدائق الأحياء والمتنزهات والمساجد والمدارس والمنشآت والمرافق الأكاديمية والصحية والعامة والأحزمة الخضراء الواقعة على امتداد خطوط المرافق العامة، إضافة إلى مطار الملك خالد الدولي، وشبكة الطرق والشوارع، ومسارات النقل العام ومواقف السيارات والأراضي الفضاء، والأودية وروافدها. ولتوفير كميات الري المطلوبة للمشروع؛ سيتم إنشاء شبكات جديدة باستخدام المياه المعالجة التي تهدر في الأودية؛ ما يساهم في رفع معدل استغلالها في المدينة من 90 ألف متر مكعب حاليًا إلى أكثر من مليون متر مكعب يوميًا. وسيتم استخدام أنواع مختارة من الأشجار المحلية ذات الظل الكثيف التي تلائم بيئة مدينة الرياض ولا تتطلب استهلاك كميات كبيرة من الري، مع توفير المتطلبات الداعمة والممكنة للمشروع من: إنشاء شبكة مشاتل لتغذية المشروع بالشتلات والشجيرات والأشجار، وتطوير التشريعات والضوابط العمرانية لتعزيز التشجير في المشاريع العامة والخاصة، وتقديم الحوافز لكل فئات المجتمع؛ لتشجيعهم على المشاركة في مبادرات تطوعية ضمن البرنامج وتحفيزهم على تشجير المرافق والمنشآت الخاصة بالمدينة، والاستفادة من أفضل التطبيقات والتجارب العالمية الناجحة في هذا المجال. وسيساهم المشروع في رفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء في المدينة من 1.7 متر مربع حاليًا إلى 28 مترًا مربعًا للفرد، ورفع نسبة المساحات الخضراء الإجمالية في المدينة إلى 9% بما يعادل 541 كيلو مترًا مربعًا، إلى جانب دوره في تحسين جودة الهواء، وخفض درجات الحرارة في المدينة، فضلًا عن الحفاظ على المناطق الطبيعية والتنوع الأحيائي داخل المدينة وفي محيطها. اقرأ أيضًا: اقتصاد ما بعد النفط.. كيف تخطط المملكة؟ مشاريع التشجير تمكنت المملكة؛ نتيجة جهود برنامج التحول الوطني ووزارة البيئة، من زراعة أكثر من 2.3 مليون شجرة محلية، كالسمر والمانجروف والغاف والسلم وغيرها، بالإضافة إلى تأهيل وتسوية 100 هكتار من المدرجات الزراعية واستصلاح أكثر من 89 ألف م2. وتسعى المملكة كذلك إلى زراعة 10 مليارات شجرة خلال العقود القادمة؛ ما يعادل إعادة تأهيل حوالي 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة. وهو ما يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفًا، تمثل إسهام المملكة بأكثر من 4% في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية؛ للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1% من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة. وبعدما أطلق الأمير محمد بن سلمان مبادرة السعودية الخضراء حتى توالت المبادرات في المملكة، والتي تنسج على ذات المنوال ومن هذه المبادرات نذكر ما يلي.. القطيف خضراء تستهدف مبادرة القطيف الخضراء _إحدى مبادرات المملكة للحفاظ على البيئة_ التي أطلقتها أمانة الشرقية ممثلة في بلدية محافظة القطيف، مرحلتها الأولى وهي زراعة 50 ألف شجرة بمشاركة المتطوعين والمتطوعات من أبناء المجتمع، وذلك في نطاق البلديات الفرعية تحقيقًا للأهداف التجميلية والبيئية. وتهدف المبادرة، كذلك، إلى زيادة الرقعة الخضراء، وتنمية الغطاء النباتي الطبيعي؛ من خلال دعم التشجير في المدن وتجميلها، والحد من التلوث البيئي، وتعزيز الشراكة المجتمعية مع المتطوعين والتوعية بأهميتها في التشجيع على الزراعة والمحافظة على الأشجار، وتطوير الحدائق والساحات وممرات المشاة والملاعب، وتحسين المشهد الحضري ورفع جودة الحياة بما يتوافق مع أهداف “رؤية المملكة 2030م”. وقد روعي في اختيار الأشجار أنواع محددة لا تستهلك الكثير من المياه؛ من حيث تحمل العطش والحرارة والملوحة وسريعة النمو وجمالية المنظر، وتتناسب مع مناخ وطبيعة المحافظة. الدارة الخضراء تأتي مبادرة «الدارة الخضراء»_إحدى مبادرات أمانة الشرقية ممثلة في بلدية محافظة القطيف_ التي أطلقتها دارة الملك عبد العزيز تحقيقًا لرؤية القيادة الطموحة في رسم توجه المملكة في حماية كوكب الأرض، وتبني دور دولي؛ للإسهام في تخفيف التغييرات المناخية التي تهدد مستقبل الإنسان. وتحقق مبادرة «الدارة الخضراء» الالتزام بكل الممارسات والنشاطات التي تكفل المحافظة على البيئة، وتزيد من مقومات البيئة الخضراء، وتقليل الانبعاثات الكربونية؛ عبر تبني توريد المواد القابلة للتوريد، والتحويل الرقمي للمواد الورقية، وتقديم الخدمات عن بعد للمستفيدين. وستشرع دارة الملك عبد العزيز في تنفيذ الحملات التوعوية بأهمية المحافظة على البيئة وصون مواردها الطبيعية عبر المنصات الإعلامية والرقمية للدارة وعبر قواعد بياناتها، موجهة للعاملين والمستفيدين؛ لتأكيد الدور الوطني والإنساني لكل فرد تجاه هذه القضية المهمة. اقرأ أيضًا: زيادة دخل المواطن وتوطين الوظائف.. التفكير على نحو مستدام ذكرى بيعة ولي العهد.. رؤية استشراف المستقبل برنامج «دروب إن».. منصة التدريب الإلكتروني الأولى في المملكة
مشاركة :