إستكمالاً لحديث الأمس عن المعسكرات الصيفية لطلبة المرحلة الثانوية والدبلومات وكيفية تصعيد هذه الأنشطة من مديرية تعليم إلى كامل الجمهورية – ورفع درجة الإهتمام من معسكر في منطقة إلى معسكر في محافظة إلى معسكر عام بالإسكندرية – كانت الجامعات والمعاهد العليا – أيضاً تنظم معسكرات التربية الفنية والرياضية والعسكرية – وكانت تلك المعسكرات تنتقل ما بين كليات التربية الرياضية في الهرم أو في معسكرات حلوان أو معسكر أبي قير – وكذلك مطروح ومعسكر الغردقة والسويس – تلك المعسكرات التي يتقابل فيها شباب الجامعات – ويرفع منهم المتميزون للمشاركة في معسكرات دولية حيث كان تبادل الطلاب في الصيف مع يوغسلافيا السابقة ومع ألمانيا الشرقية , ومع تشيكوسلوفاكيا , ومع صوفيا (رومانيا) – كل هذه الدول – دخلت في مشاركة مع مصر – في النشاط الطلابي – وكنا ونحن في أثناء العام الدراسي نرنوا إلى مجيئ الصيف للمشاركة في هذه الأنشطة حتى نتفوق وحتى نرشح للسفر ضمن المعسكرات الدولية . وكان هناك مشروع قومي اسمه ( تعمير الوادي الجديد ) – وشمال التحرير ( طريق مصر إسكندرية ) حيث تقام المعسكرات الدولية لشباب مصر والخارج للزراعة وغرس الأشجار ... كل هذا كان يتم .. والحقيقة إن مثل كل هذا يمكن أن يتم اليوم !! بس مفيش نفس !! "على رأي المثل" ومفيش حد يتحمل المسئولية !! كما أن هناك أنشطة أخرى للطلبة إنتشرت في الخمسينيات والستينيات حينما أعلن مركز شباب الجزيرة – ومراكز الشباب التابعة لجهاز الشباب والذي كان يتولاه شاب بدرجة وزير – يقيم المعسكرات في الصيف – وينمي قدرات الطلبة الرياضية في المدارس والجامعات أثناء الدراسة ويزيد إنتماء الشباب لبلادهم – وكانت هذه المراكز تسلم للطلبة المتقدمين كتالوج أو ( باسبور محلي ) – فيه صفحات بيضاء سجل عليها كلمة "أعرف بلدك وحقق 4000 كيلومتر "– حيث يقوم الطلبة كمجموعات بإستخدام (الأوتوستوب) لكي يتنقلوا بين البلاد في مصر . وفي كل محافظة يصلوا إليها يقوموا بختم الباسبور المحلي – بيوم الوصول ويوم الذهاب – من إدارة المرور في كل بلد يتوقفون فيها -وحينما يجمعوا فوق الأربعة ألاف كيلومتر من القاهرة إلى أسوان – ومن أسوان إلى مرسى علم ومنها إلى السويس ثم القاهرة وهكذا – وتجمع تلك الكيلومترات – وحينما تصل إلى أربعة ألاف كيلومتر – يحصل الطالب على نسخة اشتراك في برنامج الأوتوستوب في الدول المشاركة في البرنامج – وكانت كلها دول أوربا الشرقية – ويعود الطالب للدراسة – حاملاً ذكريات وخبرات – وكذلك كنا نعمل في كل أنواع العمل من غسيل أطباق إلى بيع جرائد إلى نظافة سيارات إلى كل أنواع العمل حيث نتعلم أنه لا عيب في العمل ولكن العيب في أن تسرق أو ننصب أو حتى نجلس على قهوة لكي نفعل أي شيئ لأجسامنا أو عقولنا – هكذا كنا تحت إدارة واعية للشباب – إدارة واعية للتربية والتعليم – إدارة واعية للتعليم العالي – يا خسارة وألف خسارة !! على هذا الزمن –والمسئولين في تلك المراكز التى تهتم بمستقبل الوطن وهم شباب مصر . -إن كل الفرص متاحة ومفتوحة أمامنا اليوم –لكى نطور من الأداء ولكى نغرس في نفوس أبنائنا كل القيم الجميلة –والإنتماء للوطن لكن المشكلة أن المسئول لا يعرف ولا يعلم ولم يكن من حملة التجارب السابقة "يعنى اللى ما يعرفش يقول عدس" !! [email protected]
مشاركة :