الغرور والعنجهية الفارسية معروفة وهي موروث ثقافي فارسي قديم تضاعف مع غرور واستعلاء العمامة الايرانية وصلفها فظنت ان صبر دول المنطقة على تجاوزاتها الفجة في انتهاكات متكررة لسيادة هذه الدول وتدخلاتها الحمقاء في شؤونها الداخلية ناهيك عن سلسلة خطاباتها وتصريحاتها وماكينات اعلامها التي دأبت على الهجوم والنيل المستهتر من هذه الدول ومن شعوبها ومن سياستها وادارتها لشؤون الخاصة حتى باتت ايران تنتشي بشكل مرضي بهذا الاسلوب الذي تمادت فيه ظناً منها ان دول المنطقة تخافها وهو ظن يعكس الغرور الايراني والعنجهية الفارسية واستعلاء العمامة في قم على كل من يجاورها بل وعلى العالم أجمع. ومن الطبيعي أنها زادت انتشاء ونشوة حين ظنت ان خوف دول المنطقة يمنع هذه الدول ويحول بينها وبين ان ترد الصاع صاعين عليها، وأنها دول عرف عنها على مدى عقود الاتزان في الفعل ورد الفعل والتحلي والتمسك بالصبر أمام الخصومة الفاجرة ومع من يفجر في خصومته كما فجر النظام الإيراني في شواهد كثيرة أثبتت لدى القاصي والداني انها وراء العديد من ظواهر العنف والارهاب وتمويل جماعاته بالسلاح والأموال والعدة والعتاد والتدريب والترتيب. والبحرين هذه الدولة المسالمة الآمنة والقادرة على التسامح والتعايش منذ بدايات تاريخها الأول كانت ومازالت مستهدفة من ايران الفارسية ومن ايران الولي الفقيه هذا النظام الثيوقراطي الغارق في ثيوقراطية القرون المظلمة والذي وضع البحرين في بؤرة أهدافه الأولى منذ استيلائه على الحكم فكان ما كان من انتهاكات لسيادة بلادنا قابلناها بكثير من الصبر والحكمة لعل عمائم قم ترعوي وتعود إلى شيء من الصواب المفقود عندها والذي اغراها واغواها خلال الاعوام القليلة الماضية لان تندفع اندفاعاً متتابعاً في التدخلات السافرة والعلنية وعلى كل صعيد وبشتى الاساليب والطرق وعبر مختلف الوسائل وفي المقدمة منها ايواء الارهابيين وتدريبهم للقيام بأعمال إرهابية خطيرة باتت مصدر تهديد خطير لحياة مواطنينا وأمن بلادنا. وعندما باتت هذه الانتهاكات الايرانية علنية وعلى رؤوس الاشهاد كان لابد للبحرين وقد نفد صبرها ان تعلن احتجاجها ورفضها لهذه التدخلات الخطيرة والكبيرة. ولان البحرين بلد مؤسسات وقوانين ولان البحرين عضو في المنظومة الدولية كان لابد وان يكون احتجاجها وفق الطرق وعبر الاساليب الدولية المعروفة ومن خلال العمل بمنطق القوانين والاعراف الدولية.. فكان قرارها بسحب سفيرها من طهران والاعلان عن ان القائم بالأعمال الايرانية شخص غير مرغوب فيه وعليه مغادرة المنامة خلال 72 ساعة ليكون كل ذلك تعبيراً عن موقف احتجاجي واضح ومرفوع امام العالم. وعندما رفعت البحرين شكوى رسمية للأمم المتحدة فإنها في ذلك العمل وتلك الخطوة تضع العالم امام مسؤولياته التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة بشأن التدخلات الخطيرة في بلادنا.. وهي شكوى موثقة ومرصودة صوتاً وصورة وبالأرقام لاطلاع العالم وحكوماته على المدى الخطير جداً الذي بلغته التدخلات الايرانية في شؤوننا الداخلية وبشكل عظيم في خطورته على استقرارنا وأمننا ونظامنا الذي ارتضيناه واخترناه كشعب حرٍ مستقل في ارادته يرفض عن بكرة ابيه فرض الوصاية والولاية عليه من ذلك النظام الثيوقراطي الايراني الذي يرفضه شعبه. ولعل عمامة قم تستفيق من غرورها وعنجهية ثيوقراطيتها فتدرك ان دول المنطقة لا تهابها ولا تخاف منها كما توهمت حتى سكنها الوهم واستولى على تفكيرها فراحت تمارس بشكل علني كل اشكال الانتهاكات والتدخلات الفظة والشديدة الخطورة والمرفوضة من شعب الخليج العربي الذي يطالب العالم والمجتمع الدولي من خلال منظوماته بان يتحمل مسؤولياته امام هكذا انتهاكات وتدخلات.
مشاركة :