متابعة - صفاء العبد: تتجه الأنظار من الآن صوب ملعب البطولات، استاد جاسم بن حمد بنادي السد، حيث اللقاء المرتقب والمهم الذي يجمع العنابي مع نظيره الصيني عند الساعة السادسة والنصف من مساء بعد غد الخميس في الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الثالثة للتصفيات القارية المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم "روسيا 2018" ونهائيات أمم آسيا "الإمارات 2019".. وتأتي أهمية هذا اللقاء من كونه يجمع بين أبرز منتخبين في هذه المجموعة حيث يبدو الصراع بينهما ساخنا جدا للظفر بالبطاقة الأولى التي تؤهل صاحبها للانتقال إلى المرحلة الحاسمة من التصفيات المونديالية بين أبرز عشرة منتخبات في القارة إلى جانب أن ذلك يعني أيضا التأهل المباشر إلى النهائيات القارية.. وتبدو فرصة العنابي قائمة فعلا لتحقيق تطلعات جمهوره ومحبيه في قطع شوط مهم جدا على طريق هذا التأهل حيث إن الفوز في هذا اللقاء يعني ابتعاده في الصدارة بفارق خمس نقاط عن المنتخب الذي ينافسه بقوة على هذه الصدارة وذلك من خلال كسب النقاط الثلاث التي سترفع رصيده إلى (12) نقطة لينهي مرحلة الذهاب بالدرجة الكاملة ومن خلال أربعة انتصارات متتالية كونه سبق وأن تغلب على المالديف في المالديف بهدف وحيد ثم على بوتان في الدوحة بنتيجة قياسية كبيرة بلغت (15) هدفا دون رد قبل أن يتغلب في مباراته الثالثة على هونغ كونغ في هونغ كونغ بثلاثة أهداف لهدفين.. وبقدر ما سيكون العنابي بقيادة الأورغواني كارينيو عازما على تحقيق الفوز على ملعبه ووسط جمهوره وبالتالي الاقتراب كثيرا من فرصة التأهل بالبطاقة الأولى عن هذه المجموعة بقدر ما هو كذلك أيضا بالنسبة إلى المنتخب الصيني تحت قيادة مدربه الفرنسي آلان بيران، العارف بخفايا وأسرار الكرة العنابية، كونه سبق وأن عمل في قطر لأكثر من موسم وهو ما يمثل ورقة مهمة يراهن عليها الصينيون كثيرا في بحثهم عن فوز يعزز آمالهم في قلب واقع الصدارة الحالية والقفز إلى القمة وبالتالي الإبقاء على فرصتهم في إمكانية مواصلة المشوار في المرحلة التالية والحاسمة من تصفيات القارة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم التي سبق وأن سجل فيها الصينيون أول وآخر ظهور لهم فيها قبل (13) سنة من الآن وذلك في النسخة التي استضافتها كوريا واليابان عام 2002. وفي الحقيقة فإن مباراة بعد غد إنما تمثل قمة لقاءات هذه المجموعة ليس فقط لأنها تجمع بين أبرز منتخبين فيها وإنما أيضا لكونهما يتمتعان بالكثير من المزايا التي تؤهلهما لتقديم عرض يمكن أن يتسم بالكثير من القوة وبالتالي فإن ذلك هو ما يجعلنا نذهب إلى أن المباراة لن تكون سهلة أبدا على كلا المنتخبين.. غير أن المؤشرات الفنية هنا يمكن أن تذهب نحو ترجيح الكفة العنابية لعدة اعتبارات يأتي في مقدمتها أن المباراة تقام على أرضنا وبين جمهورنا، الذي لابد وأن يكون حاضرا وبقوة لدعم المنتخب وتحفيز لاعبيه ودفعهم نحو تقديم كل ما لديهم، إضافة إلى أن واقع الحال يؤكد حقيقة التصاعد في إمكانات العنابي الفنية إذ كان قد بدأ رحلته في هذه التصفيات بشيء من التواضع عندما خرج من أول مباراة له بفوز تحقق بشق الأنفس وبهدف وحيد سجله في الرمق الأخير من عمر اللقاء الذي جمعه مع منتخب المالديف في المالديف لكنه عاد بعد ذلك ليبطش بمنتخب تايوان بنتيجة تاريخية عندما دك مرماه (15) مرة في المباراة التي جرت هنا في الدوحة قبل أن يشد الرحال نحو هونغ كونغ ليواجه منتخبها هناك ويهزمه (3 - 2) ويعود بالدرجة الكاملة من مواجهاته الثلاث الأولى في هذه التصفيات.. ولا يخفى طبعا حقيقة استعادة العنابي لطاقته الكاملة من خلال تكامل صفوفه بعودة بعض لاعبيه الذين غابوا عن تلك المباريات وهو ما يضفي إليه المزيد من القوة التي يمكن أن نراهن عليها في بحثنا عن فوز جديد سيكون الرابع من نوعه على الصين في تاريخ المواجهات التي جمعت بينهما على مستوى التصفيات المونديالية إذ سبق وأن التقى المنتخبان سبع مرات كان الفوز فيها مناصفة وبمعدل ثلاث انتصارات لكل منهما مع تعادل واحد. وربما يكون مهما هنا الإشارة إلى أن العنابي كان قد أثبت مؤخرا نجاحه في تجاوز مشكلة العقم التهديفي التي سبق وأن عانى منها حيث نجح في تطبيق بعض المفردات التكتيكية السليمة التي أكدت قدرته على أن يكون ضاربا وبقوة في الأمام وهو ما أهله لتسجيل (18) هدفا في مباراتين.. ومع أن الفارق الفني قد يكون حاضرا بين مبارياته السابقة ومباراة بعد غد إلا أن ذلك لا يقلل من حقيقة ما يمتلكه العنابي من مؤهلات تمنحه القدرة على ترجمة تحركاته بالشكل الأمثل في الشق الهجومي رغم أن دفاعات الصين كانت صلبة حتى الآن ولم تسمح باهتزاز شباك مرماه في ثلاث مواجهات متتالية.. غير أن ذلك يجب أن لا ينسينا ضرورة الارتقاء بالإمكانات الدفاعية أيضا لاسيما وأن المنتخب الصيني كان قد أثبت جدارته في هذا الجانب ليس من خلال لاعبيه في الأمام وإنما من خلال الانطلاقات المباغتة من وسط الملعب وهو ما يفسر ظاهرة أن أغلب أهدافه كانت قد جاءت بتوقيع لاعبين من الوسط والدفاع.. ومن هنا نقول إن وسط العنابي سيكون أمام مسؤولية كبيرة في هذا اللقاء إذ سيكون عليه العمل بكل قوة على منع تقدم أو توغل لاعبي الوسط أو تغلغل المدافعين لتأدية الدور الهجومي بدلا من المهاجمين الذين يتولون مهمة المشاغلة في الأمام وفرض الانفتاح على مدافعينا وبالتالي السعي لخلق ثغرات أمام مرمانا.. والمؤكد هنا هو أن ملاحظات كهذه، وأخرى غيرها مثل مراهنة الخصم على التسديد المباغت من بعيد، باتت معروفة لدى كارينيو بعد أن اطلع على مباريات المنتخب الصيني السابقة وتعرف على طريقة لعبه وإمكانات لاعبيه.. نقول إن آمالنا تبقى كبيرة بقدرة لاعبينا على حسم مواجهة الخميس لا سيما وأن التجارب السابقة كانت قد أثبتت إمكانية تحقيق ذلك إذ سبق للعنابي أن هزم الصين هناك في الصين الأمر الذي يرفع من حجم آمالنا في إمكانية عبور سور الصين في مباراة تحظى بكل هذا الاهتمام والترقب على مستوى منافسات مجموعتنا في هذه التصفيات..
مشاركة :