القدس المحتلة سلطان ناصر لم يكن إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل أيام، وقف التخطيط لإقامة 20 ألف وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية والقدس أمراً مبشراً بالخير بالنسبة للفلسطنيين كما يرى الخبراء المختصون في الاستيطان، فسرعان ما أعلنت الإدارة المدنية الإسرائيلية اليوم عن بناء نحو 800 وحدة استيطانية جديدة في نقاط «عشوائية» بالضفة الغربية. ووفقا لما جاء في بروتوكول«مجلس التخطيط الأعلى» فإن الإدارة المدنية أقرت أن يكون ثلث هذه الوحدات في مستوطنة «نوفي بْرات» بالقرب من مستوطنة «معليه أدوميم» التي اعتبرتها حكومة تل أبيب في وقت سابق غير قانونية وأخلتها عدة مرات، الأمر الذي يضع اليوم علامات استفهام حول قرار «تبييضها» وتحويلها إلى مستوطنة كبيرة. وتبين أن البروتوكول أقر بناء 94 وحدة استيطانية في مستوطنة سلعيت العشوائية في غور الأردن هو ما يعني أن إسرائيل بدأت شرعنة «سلعيت»، فيما أقرت أيضا بناء 30 وحدة سكنية معظمها على شكل شرعنة بأثر رجعي لمنازل غير مرخَّصة حتى الآن في مستوطنة شيلو جنوبي نابلس التي تقع خارج الكتل الاستيطانية. يذكر أن وزير الإسكان الإسرائيلي المستوطن اوري اريئيل، كان نشر مناقصة لتخطيط بناء 1200 وحدة استيطانية في المنطقة المصنفة «اي 1» التي تقع بين مستوطنة «معليه ادوميم» والقدس وتخطيط بناء 20 ألف وحدة سكنية في الضفة الغربية. وكان نتنياهو أعلن آنذاك أنه طلب من وزير إسكانه إعادة النظر في الخطة الاستيطانية، رابطا ذلك بالمفاوضات بين الدول الغربية وإيران. ومن ناحيته يرى خبير الاستيطان الفلسطيني خليل التفكجي أن إسرائيل تسعى إلى تبييض البؤر الاستيطانية العشوائية للاستفادة منها مستقبلاً كما حدث في البؤر التي أقامتها عام 1991 في جبال الضفة الغربية حيث حولتها إلى مؤسسات سياحية وتعليمية ومنحتها الشرعية. واعتبر التفكجي أن القرار يسعى للحصول على الشرعية للبؤر العشوائية، ويحقق فكرة دولة مستوطنات ذات تجمع جغرافي متواصل تسعى إسرائيل لإقامتها، ودولة تجمعات للفلسطينيين يكون فيها التواصل عبر الجسور كما يحدث بالضفة. ولفت التفكجي إلى وجود رابط بين التزامن الذي يحدث في استمرار الاستيطان والدعوات لاقتحام الأقصى، نابع من استغلال إسرائيل الصمت العربي والفلسطيني، لا سيما بعدما حولت ساحات الأقصى لساحات عامة تتبع لبلدية القدس، وهو ما يتفق مع استراتيجية التفكير الإسرائيلي ببناء قبة الأقداس الإسرائيلية مكان قبة الصخرة، مشدداً على خطورة هذا الملف.
مشاركة :