جدّدت واشنطن أمس الخميس، انتقادها لدعم السلطات الإيرانية ميليشيات مسلحة في المنطقة. وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن، إن إيران تواصل دعم الجماعات المسلحة التي تعمل بالوكالة، والتي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط في محاولة لتهديد جيرانها الإقليميين. كما أكد أنها مستمرة في تطوير برامجها النووية والصاروخية الباليستية. وفي معرض استعراض ميزانية الدفاع الأمريكية، أشار إلى أن جزءًا من هذه الميزانية يهدف للتصدي للصواريخ الباليستية لدول مثل إيران. من ناحية أخرى أعلنت واشنطن، الخميس، فرض عقوبات على أعضاء شبكة تساعد ميليشيات الحرس الثوري الإيراني المتمردين الحوثيين في اليمن. وقال بيان لوزارة الخزانة الأمريكية، إن الشبكة تجمع عشرات ملايين الدولارات للحوثيين، من مبيعات سلع منها النفط الإيراني. يأتي ذلك فيما خصصت واشنطن مكافآت تصل إلى 3 ملايين دولار مقابل معلومات عن هجمات مخطط لها أو سابقة ضد المنشآت الدبلوماسية الأمريكية بالعراق. وكشفت واشنطن عن هذه المكافآت عبر برنامج يتبع الخارجية الأمريكية على موقع تويتر. وتأتي الخطوة غداة تعرّض قاعدة يتمركز فيها أمريكيون لهجوم بثلاث طائرات مسيرة. وفيما تندّد السلطات العراقية مرارًا بمنفذي الهجمات «الإرهابية» لكنها لم تتمكن من معرفة الجهات المسؤولة عنها، أما واشنطن فتنسبها من جهتها لمليشيات مسلحة موالية لإيران. وفي السياق نفسه، باتت أنباء الهجمات بالطائرات المسيرة، حدثًا شبه يومي في العراق، والتي تشنّها ميليشيات مسلحة عراقية مرتبطة بإيران، ضد مصالح وأهداف عسكرية ومدنية، عراقية وأمريكية في البلاد. وآخر حلقة في سلسلة الهجمات بالمسيرات، التي تشير تقارير أمريكية وغربية إلى أنها إيرانية الصنع، كشفت خلية الإعلام الأمني العراقي في ساعة متأخرة من بعد منتصف الليل، في بيان مقتضب عن هجوم بثلاث طائرات مسيرة على مطار بغداد الدولي. ورغم مرور عدة ساعات من بعد صدور البيان، لكن لم توضح السلطات العراقية بعد أية تفاصيل جديدة عن الهجوم، الذي يُعد سابقة كونه تم تنفيذه عبر 3 طائرات مسيرة. هذا الأسلوب في الهجمات هو تكتيك جديد، تتبعه الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق، من أجل إجبار الأمريكان على ترك العراق ومغادرته، والمقلق والخطير في الأمر أن هذه الهجمات لا يمكن رصدها وكشفها بالرادارات التقليدية. وكانت قيادات عسكرية أمريكية قد وصفت مؤخرًا الخطر الذي تمثله الطائرات المسيرة ضد الجنود الأمريكيين في العراق، بأنه أكبر مصدر قلق للمهمة العسكرية هناك. وتؤكد القيادات العسكرية في البنتاغون أن الجهود جارية لتطوير أنظمة دفاعية لاحتواء خطر الطائرات المسيرة، بينما تجد الإدارة الأمريكية نفسها أمام خطر عسكري من نوع مختلف في الساحة العراقية ممثلاً بالطائرات المسيرة، مما سيدفعها إلى تعزيز قدراتها المتعلقة بالردع، في ظل حديث عن أن امتناع البيت الأبيض عن الرد على الهجمات السابقة، قد يتغير وفقًا للخسائر التي تتسبب بها هذه الطائرات.
مشاركة :