كشف رئيس اللجنة السياحية بغرفة الأحساء ورئيس اللجنة الوطنية للسياحة بمجلس الغرف السعودية عبداللطيف العفالق عن تخصيص مبلغ 150 مليون ريال لتنفيذ مشروع حصن المشقر السياحي، داخل أرض متنزه مشتل الأحساء، مع امتداد الطريق الرابط بين بلدتي الحليلة والقارة شرق الهفوف التابعتين للأحساء، وذلك لكامل مراحل المشروع، حيث سيحتضن مختلف المهرجانات والفعاليات الثقافية والترفيهية، واقامة الاجتماعات والملتقيات والمعارض، مبينا أن هناك خطة عمل للإسراع في وتيرة أعمال المشروع، وذلك مع مطلع العام الميلادي المقبل. وبيّن أن التصاميم الهندسية والفنية لمشروع المشقر، تحاكي استعادة الموقع التاريخي حصن المشقر، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى للمشروع تتضمن حصنا للفعاليات، ومسرحا في الهواء الطلق، ومبنى القصر وفيه قاعات بتجهيزات الصوت والصورة، ومنطقة للفعاليات، والمنطقة الخضراء الأشجار، ومنطقة نادي الشباب، ونزل ريفية في المراحل الأخرى، وتقدر المساحة الإجمالية للمشروع بـ 275 ألف متر مربع، لافتا إلى أن توقيت انتهاء المراحل في المشروع مرتبط بـالتمويل المالي، والقروض الحكومية. واضاف العفالق إن حصن المشقر الذي بناه طسم بن لاوذ بن سام بن نوح عليه، ويخضع في الوقت الحالي لأعمال التشطيب من حيث سيحتضن مختلف المهرجانات والفعاليات الثقافية والترفيهية، واقامة الاجتماعات والملتقيات والمعارض. وتبلغ مساحة المشروع واحدا وعشرين ألفا وثلاث مائة وثمانين مترا مربعا، ويضم الحصن في الجزء الجنوبي الشرقي والشمالي الشرقي قاعتي اجتماع في ابراج الحصن تستوعب كلُّ قاعة 80 زائراً، كما يحتوي على مصعدين، ومما يميز الحصن إهتمامه بذوي الإعاقة في كافة المباني والمسارح الخارجية، كما تم تزويد الحصن بتجهيزات لنقل الصوت والصورة من المسارح الخارجية إلى قاعات الحصن من جهة ومن جهة أخرى بين قاعات الحصن، وعلي بعد أمتار من واجهة الحصن تمتد ساحة داخلية يبلغ طولها أكثر من 100 متر تحتوي على ثلاثة مسارح، حيث يستوعب المسرح الرئيسي أكثر من 10 آلاف زائر، والمسرحان الآخران أحدهما مسرح بحري والآخر ريفي يستوعب كل منهما 2000 زائر، وهذه المسارح مستوحاة من عناصر البيئة الطبيعية في الأحساء. يذكر أن المؤرخون اختلفوا في تحديد المشقر هل هو جبل القارة الذي يطلق عليه أحياناً رأس القارة أم أن حصن المشقّر أو قلعة المشقر وقمة الجبل غريبة التكوين لأن بها مداخل ومخارج ومخابئ وقد اشتهر المشقَّر بمكانته في العصر الجاهلي، واستفاض ذكرُه في الشعر، وألهب مشاعر كثيرين من الشعراء، فراحوا يُفسِحون له مكانًا في شِعْرهم، ويردِّدونه في قصائدهم، وتكراره في الشعر يدل على المكانة المرموقة التي حظي بها، ويقع المُشقر في قلب بلدة القارة وهو موقع أثري حيث كان في أعلاه حصن جاهلي يعرف بالمشقر يتوسطه بئر حفر في جوف صخر الجبل ليوصل إلى عين تحت الجبل تسمى عين الخسيف كانت تسقي المتحصنين بالقلعة في فترات الحصار للأهالي في عصر الجاهلية. اما الباحث عبدالخالق الجنبي يورد في كتابه الصادر حديثا (2004) بعنوان هجر وقصباتها الثلاث، المشقر ـ الصفا ـ الشبعان أن القارة سميت بهذا الاسم لأنه يوجد في جنوبها الملاصق لها تلّ كبير الحجم غريب الشكل والتكوين ذو كهوف متفاوتة الحجم، وفوقه صخرة كبيرة منحوتة بشكل عجيب: إنها ثلاث رؤوس أحدها متجه إلى الجنوب وهو يشبه رأس امرأة، وآخر متجه نحو الشمال، وهو يشبه رأس رجل، أما الثالث فهو الوسط بينهما ويشبه رأس أسد في منظره، وهذا الجبل ما زال يُعرف حتى اليوم باسم جبل «رأس القارة» وهو الذي عناها الجغرافيون العرب، وأن حصن المشقر هو نفسه هذا التلّ العجيب التكوين.
مشاركة :