الكل يجرى وراء «التريند»!

  • 6/11/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سألت صديقى الفنان الكبير الذى كان فى الماضى يكره أن تُطلق عليه الصحافة لقب نجم، لما توحى به من ظلال الوهج والضوء، وهو ما يعقبه لا محالة خفوت وانطفاء، صديقى الآن صار يتمسك بلقب نجم، برغم أنه أصبح مثل (كابتن) فى كرة القدم، نُطلقه على كل اللاعبين حتى المبتدئين منهم، وليس فقط الحريفة. قلت له كيف تغيرت قناعاتك؟ أجابنى لأن الجمهور نفسه تغير، أصبحت تفرق معه، قلت له لن تجد عادل إمام فى المسلسلات التليفزيونية يحرص أبدا على أن ننعته بالنجم؟ قال لى لأنه عادل إمام واحد فقط لا غير فى المجموعة الشمسية، الدنيا بعد الفضائيات صارت غير الدنيا، وينبغى أن أنصت لرأى الناس وانطباعاتهم، من الذكاء أن تعرف كيف يفكر الجمهور، عادل استثناء يؤكد القاعدة. ولم يكن هذا هو فقط ملخص الحوار، الذى دار بيننا فى المحادثة التليفونية، كنت قد قرأت له مؤخرا العديد من الآراء المتحفظة فى التعامل مع الفن، حيث يُصر على أن يطبق المعايير الدينية والأخلاقية المباشرة، خاصة فى شهر رمضان، على كل ما تبثه الشاشة. قلت له الحلال بين والحرام بين، سواء فى رمضان أو شوال، ولو قررنا إخضاع العمل الدرامى لـ(ترمومتر) دينى أو أخلاقى مباشر، يجب أن نلجأ إليه طوال شهور العام، ولو حدث ذلك لقلنا على الفن السلام؟ وأضفت لا يعنى كلامى قطعا أن الفن يخترق القيم الأخلاقية والدينية التى تربينا عليها، ولكنه لا يقيم مباشرة بها. وأضفت: انزعج البعض من مشاهد يحيى الفخرانى فى أول أيام رمضان (نجيب زاهى زركش) وهو يحتسى كؤوس الخمر، إلا أنه فى النهاية كان يمهد للحلقات الأخيرة عندما تغيرت قناعاته، حتى علاقته بالله ووجدناه لأول مرة يصلى، ورغم ذلك حتى لو افترضنا جدلا أنه دراميا استمر فى التعاطى مثل تابعه وظله (طريف) محمد محمود، فلا أتصور أن العمل الفنى فى هذه الحالة يستحق الاستهجان. قال لى: المجتمع لن يتقبل هذه الأفكار، وأنا تعودت أن أعرف بالضبط أين يقف الناس، وأين أقف، لست صدى للشارع ولا يجوز أيضا أن أصبح مجرد (حافظ مش فاهم)، ولكنى أيضا أعلم جيدا أنه لا يمكن أن أقف على الجانب الآخر، بحجة أن قناعتى أو ثقافتى دفعتنى للموافقة على شىء مستهجن عند الناس. وأضاف الشخصيات المنحرفة تتباين ردود أفعالها لدى الناس، مثلا قد يغفر الجمهور للفنان دور القاتل أو حتى السفاح، ولكنه أبدا لن يسامحه لو أدى دور شاذ جنسيا، مهما قدمت من مبررات، لا أستطيع أن ألقى محاضرة للجمهور فى كل مرة تسبق العرض، وتقول للناس لا تصدقوا هذا تمثيل فى تمثيل، قلت له ولكن الجمهور أيضا قد ينحاز كأغلبية إلى رأى ما تحكمه القناعات التى توارثناها، فلا يمكن أن يجرى المبدع وراء (الشعبوية)، وكأنها بلغة هذا الزمن (التريند)، وأضفت: أغلب النجوم عندما أتابع أحاديثهم أكتشف أنهم يرفضون أن تمارس بناتهم المهنة من منطلق أيضا أخلاقى، وأتعجب كيف يمارسون مهنة لديهم عليها تلك النظرة المتدنية، وجاءت إجابته صادمة. وكان ينبغى أن يتوقف الحوار عند هذا الحد، لنتابعه وجها لوجه فى حوار آخر، أستأذنه أولا فى كتابة اسمه!!.

مشاركة :