كوبنهاغن - تريد الدنمارك الاستفادة من استعادة صانع ألعابها كريستيان إريكسن مستوياته السابقة، عندما تستهل مبارياتها على أرضها السبت ضد فنلندا في الجولة الأولى من المجموعة الثانية لكأس أوروبا لكرة القدم. قال إريكسن المنتشي من تتويجه بلقب الدوري الإيطالي مع إنتر "أن تصل إلى كأس أوروبا وفي حقيبتك أحد الألقاب، فهذا يلعب دورا هاما". قبل مواجهة بلجيكا في 17 الجاري وزميله في إنتر روميلو لوكاكو، يبحث إريكسن عن تحقيق انطلاقة جيدة للدنمارك أمام فنلندا التي تُعدّ الأكثر تواضعا في المجموعة الثانية. تخوض فنلندا أوّل بطولة كبرى لها بعد عدة محاولات فاشلة في التصفيات. وفي 21 زيارة لها إلى الدنمارك منذ العام 1949، خسرت 18 مرة وتعادلت 3 مرات. قال مدرب الدنمارك كاسبر هيولماند "لا يجب أن نخسر لأننا غير مستعدين بما يكفي. لا يجب أن نخسر لأننا لم نرغب بالفوز أكثر من الخصم. لا يجب أن نخسر لأننا لم نقدم أفضل ما لدينا. يجب أن نقدم كل شيء في الملعب ونفعل كل شيء لتحقيق الفوز". بدوره، قال ماركو كانيرفا مدرب فنلندا "تملك الدنمارك فريقا جيدا جدا. إذا نظرنا إلى مبارياتهم الأخيرة، فقد حققوا نتائج رائعة وسجلوا الكثير من الأهداف. دفاعهم قوي ويملكون لاعبين موهوبين. الدنمارك حقا فريق جيد ويلعبون على أرضهم، لكننا أثبتنا انه بمقدورنا التفوق على منتخبات أكبر من الدنمارك". وبعد تعادلها مع ألمانيا (1-1) وديا وسيطرتها على البوسنة (2-صفر)، تبدو الدنمارك قادرة في المنافسة على صدارة أو وصافة هذه المجموعة التي تضمّ أيضا روسيا. حتى أن البعض يحلم بالذهاب أبعد من ذلك، على غرار الحارس المخضرم كاسبر شمايكل الراغب بالسير على خطى والده بيتر المتوّج في نسخة 1992، بعد أن حصلت بلاده على بطاقة دعوة في اللحظة الأخيرة اثر ابعاد يوغوسلافيا الغارقة في حرب البلقان. وتملك الدنمارك، المشاركة للمرة التاسعة في النهائيات، مقومات الذهاب بعيدا في النهائيات، إذ تخوض مبارياتها الثلاث في دور المجموعات على أرضها في العاصمة كوبنهاغن التي تستقبل الجماهير للمرة الأولى منذ 2019 بسبب تداعيات فيروس كورونا، فيما استعاد إريكسن بسمته بعد تراجع مستواه وخسارة مكانه في تشكيلة المدرب السابق لإنتر أنتونيو كونتي. وصل في كانون الثاني/يناير 2020 إلى صفوف نيراتزوري، لكن اللاعب الخجول احتاج لأكثر من سنة لفرض نفسه في التشكيلة التي أنزلت يوفنتوس عن عرشه. لقد كبرت وفيما كان يفكّر بالرحيل، سجّل لاعب توتنهام الإنكليزي السابق هدفا حاسما في كأس إيطاليا ضد ميلان (2-1) من ضربة حرة في الوقت البدل عن ضائع، فتبدّلت معالم نهاية موسمه بشكل إيجابي. أخذ مركز التشيلي أرتورو فيدال وحافظ عليه حتى النهاية، ليصبح لاعبا ضروريا في تشكيلة فريق مدينة ميلانو بدور صانع الألعاب المتأخر. تحدّث عن هذا التغيّر في آذار/مارس الماضي "لا أعرف إذا يجب التحدّث عن إريكسن الجديد أو ببساطة إريكسن الذي يلعب أكثر (..) كنا بحاجة أنا وكونتي لمزيد من الوقت للتعرف أكثر إلى بعض". ويشعر ابن التاسعة والعشرين بأنه جاهز لتحمل المسؤوليات في تشكيلة "رود-هفيدي" (الأحمر والأبيض) التي كانت بمثابة قارب نجاة له خلال فصل الخريف، عندما منحته فرصة اللعب فيما كان لاعبا مستبعدا من تشكيلة كونتي. أكّد في مقابلة مع وكالة ريتزاو الدنماركية "قبل عشر سنوات، كنت اعتبر اني لست بحاجة لنظرة الآخرين تجاهي. لكني كبرت وبت أدرك ان التطلعات مرتفعة تجاهي". تابع اللاعب الذي سجل 36 هدفا في 108 مباراة دولية لبلاده الاسكندينافية "بت الآن اتعامل مع الضغط كعامل إيجابي". بدوره، قال زميله المهاجم يوسف بولسن الذي سجل في ألمانيا بعد تمريرة من إريكسن "نحن سعداء أن يكون معنا لاعب من طرازه. يتمتع كريستيان ببرودة أعصاب وقدرته على التسديد في الوقت المناسب". غابت الدنمارك عن كأس أوروبا 2016. خلال التصفيات، حلّت وصيفة لسويسرا في مجموعتها ولم تخسر في 8 مباريات، علما بأنها لم تلمع كثيرا في مونديال 2018 لكنها بلغت ثمن النهائي. في المقابل، تخوض فنلندا الشهيرة بالرياضات الشتوية على غرار الهوكي على الجليد، أول بطولة كبرى في تاريخها في كرة القدم. يعوّل المدرب ماركو كانيرفا على هدافه تيمو بوكي الذي عانى اصابة قبل النهائيات، وأمثال غلن كامارا لاعب وسط أرسنال الإنكليزي سابقا ورينجرز الاسكتلندي راهنا، يويل بوهيانباولو مهاجم أونيون برلين الألماني، بالإضافة إلى حارس باير ليفركوزن الألماني لوكاش هراديتسكي.
مشاركة :