على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، خرجت ويلز بتعادل مستحق في مواجهة سويسرا 1 - 1 ما منح إيطاليا صدارة المجموعة الأولى بالجولة الأولى لكأس أوروبا لكرة القدم بعد انتصارها على تركيا 3 - صفر على الملعب الأولمبي في العاصمة الأذربيجانية باكو أمس. وافتتح بريل إمبولو التسجيل لسويسرا، فيما أدرك كيفر مور التعادل لويلز، ليحصد كل منتخب نقطة ويتشاركا المركز الثاني في المجموعة التي تتصدرها إيطاليا بثلاث نقاط فيما تتذيلها تركيا دون نقاط. ويأمل مدرب ويلز روبرت بايج إلى تكرار إنجاز فرنسا 2016، حينها وقع المنتخب في مجموعة تضم عملاقاً كروياً آخر مثل إيطاليا وهو الجار الإنجليزي، إلا أن ذلك لم يمنعهم من التصدر أمام «الأسود الثلاثة»، قبل إقصاء الجار الآخر آيرلندا الشمالية (1 - صفر) في دور الـ16 وبلجيكا القوية (3 - 1) في دور الثمانية، قبل أن تنتهي المغامرة في دور الأربعة على يد البرتغال التي أحرزت اللقب لاحقاً. أما سويسرا المشاركة للمرة الخامسة في النهائيات، فلا تسعى إلا إلى التأهل ونفض غبار معاناتها في الأدوار الإقصائية. وسلط تعادل سويسرا وويلز الضوء مرة أخرى على نقاط ضعف النظام الجديد للبطولة بمشاركة 24 منتخباً، حيث بدا الرضا عن النتيجة وراء العرض الباهت من الفريقين حيث إنها تمنحهم دفعة للتأهل للدور الثاني حتى كأفضل الحاصلين على المركز الثالث. وفي النظام القديم بمشاركة 16 منتخباً كانت المنافسة ستشتعل بين ثلاثة منتخبات على المركز الثاني للتأهل إلى أدوار خروج المغلوب. لكن في النظام الحالي تتأهل أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث من المجموعات الست إلى الدور التالي وهو ما يجعل الغاية من المباراة الأولى هو تفادي الخسارة بدلاً من السعي لتحقيق الفوز. وفي فرنسا قبل خمسة أعوام، في النسخة الأولى للمشاركة الموسعة، لم تفز البرتغال في دور المجموعات وتعادلت في المباريات الثلاث وفي النهاية شقت طريقها إلى اللقب... ولخص آشلي ويليامز لاعب ويلز السابق وقائدها في طريقها إلى الدور قبل النهائي في 2016 المباراة بافتقارها للحدة، وقال: «بدون إثارة، لكن كل شيء على ما يرام. واجهنا فريقاً جيداً ونحن سعداء بالحصول على نقطة. نحن نعلم بالفعل أنه يجب علينا الفوز على تركيا وهذا ما نسعى إليه، نشعر بخيبة أمل جراء النتيجة». وستبقى ويلز في باكو لمواجهة تركيا الأربعاء ومن المفترض أن تكون مباراة ذات عواقب، لأن الأخيرة ليست لديها سوى القتال للفوز للإبقاء على آمالها. من جهتها أثبتت إيطاليا بفوزها 3 - صفر على تركيا أنها تمتلك كل المقومات للذهاب بعيداً. وكان الفوز مكافأة مناسبة لفريق المدرب روبرتو مانشيني الذي مدد انتصاراته المتتالية إلى 28 مباراة بأداء مثير للإعجاب، بينما حافظ أيضاً على نظافة شباكه مرة أخرى في 12 بين آخر 13 مباراة. وحول مانشيني، الذي تولى المسؤولية عقب الفشل في التأهل إلى كأس العالم 2018، فريقاً باهتاً إلى آخر متكامل يضم هجوماً ثلاثياً فعالاً إلى جانب خط وسط لا يفتقر للإبداع ودفاع رائع. وتخلى مانشيني عن أسلوب إيطاليا المتحفظ دفاعياً وصنع فريقاً مغامراً يعتمد على أسلوب اللعب من لمسة واحدة ليحقق عشرة انتصارات متتالية في التصفيات وسجل 37 هدفاً واهتزت شباكه أربع مرات فقط. وبدا الفوز 4 - صفر على جمهورية التشيك في المباراة الودية الأخيرة قبل البطولة يوم الأحد الماضي، اختباراً لما حدث في الملعب الأولمبي في روما، حيث دفع مانشيني بالتشكيلة ذاتها دون تغيير أمام تركيا ونجح فريقه مرة أخرى. وصمدت تركيا، رغم أنها بدون أنياب، في الشوط الأول دفاعياً، لكن إيطاليا تركت انطباعاً بأن الأمر مجرد وقت قبل أن تفتتح التسجيل عندما مر دومينيكو بيراردي من الجانب الأيمن وأرسل تمريرة عرضية اصطدمت في صدر التركي ميريه ديميرال لتدخل مرماه بالخطأ في الدقيقة 53. وحصل تشيرو إيميلي على مكافأة لمجهوده عندما جعل النتيجة 2 - صفر في الدقيقة 66 قبل أن يكمل لورينتسو إنسيني الثلاثية في الدقيقة 79 بتسديدة رائعة تجاوزت أورغان شاكر حارس تركيا. وبعد تسجيل إيطاليا ثلاثة أهداف لأول مرة في مباراة في بطولة أوروبا، يبدو أن الثقة الجديدة التي اكتسبتها والتزامها بالكرة الهجومية سيؤتي ثماره. وستخوض المباراتين التاليتين في المجموعة الأولى أمام سويسرا وويلز في الملعب نفسه مدعومة بأداء أسعد جماهيرها التي تتطلع للمزيد من الأداء الجيد والانتصارات. وقال مانشيني إن صبر فريقه أمام الأداء الدفاعي لتركيا كان مفتاح الفوز، لكنه سخر من وجود فريقه ضمن المرشحين للفوز باللقب. وقال مانشيني: «واجهنا العديد من الفرق فعلت ما فعلته تركيا الليلة. دافعوا بكثافة ومنحونا القليل من المساحة ما جعل من التسجيل صعباً. تحلى اللاعبون بالصبر. انتظرنا وواصلنا اللعب وحاولنا تسجيل هدف، وعندما نجحنا في ذلك قدم اللاعبون أداءً رائعاً».
مشاركة :