أكد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، أمس، أن الأجهزة الأمنية والقضائية جادة بالعمل للوصول إلى قتلة الناشطين في العراق. وقال الكاظمي، خلال زيارته، أمس، عائلة القتيل أنس مالك الذي لقي حتفه متأثراً بجراحه بعد إصابته خلال التظاهرات في مدينة الناصرية العام الماضي: «لقد تمكنا في وقت سابق من إلقاء القبض على قتلة الصحفي أحمد عبد الصمد وفرق الموت في البصرة وعدد من قتلة المتظاهرين». وذكر أن «الناصرية عانت التهميش لعقود طويلة، ويعاني أبناؤها بسبب قلة الخدمات والسياسات الخاطئة، وأن الحكومة تولي اهتماماً كبيراً بالمحافظة وقد افتتحنا اليوم عدداً من المشاريع المهمة التي من شأنها تقديم الخدمات لأبنائها». وفي السياق، أكد الكاظمي خلال لقائه مجاميع من المتظاهرين وشرائح أخرى في ذي قار، أن الحكومة الحالية مكبلة بشكل كبير بسبب تقييد الموازنة المالية، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على إجراء الانتخابات العامة البرلمانية المقبلة لتكون المعبر الحقيقي عن صوت العراقيين. وقال الكاظمي، إن الحكومة «تعمل على تنفيذ الانتخابات المبكّرة بما يضمن أن تكون الصناديق هي المعبر الأساس والحقيقي عن صوت العراقيين، والوسيلة الكفيلة بديمومة حضور المطالب في ساحة القرار». وأضاف أن «ما يُطالب به المتظاهرون لا يخرج عن طموح ما تعمل عليه الحكومة، وما هي عازمة على تنفيذه، وأنها قد وضعت نصب العين هدف التنمية الاقتصادية التي توفر فرص العمل والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية، وبقية مطالب الشباب المتظاهر». وأكد أن «تغييب الناشطين والاعتداء عليهم يأتيان ضمن معركة تخوضها الدولة بالضد من الفساد والخراب، وتمدد العابثين المفسدين إضافة إلى المتاجرين بالمطالب، حيث اختار الشباب مكانهم في خندق المواجهة مع هؤلاء منذ اللحظة التي خرجوا فيها للتظاهر من أجل العراق». وجدد الكاظمي «رفض حكومته منطق الانتقام، وأنها عازمة على إحقاق الحقوق وفق الآليات القانونية والقضائية التي تعيد للدولة هيبتها، وتعزز ثقة المواطن وأمن مستقبله». وقال: «لقد تأخرت مشاريع الإعمار والخدمات في محافظة ذي قار لأعوام طويلة، وذلك بسبب الأزمات المتراكمة والمستمرة ونحن اليوم أمام استقرار نسبي يجب أن نحافظ عليه ونستثمره للمضي بقوة نحو تقديم الخدمات لأهلنا في المحافظة، وإطلاق واكمال المشاريع العمرانية فيها». وأضاف: «هناك مشاريع استراتيجية، مثل مطار الناصرية الذي وضعنا حجر الأساس للإنشاء والتأهيل»، داعياً الجميع للتعاون من أجل إنجازه بأسرع وقت ممكن، وأن المشاريع الكبيرة في محافظة ذي قار، مثل مطار الناصرية قد تفتح المجال لاستثمارات عدة ومتنوعة في مجالات السياحة والنقل والتجارة. وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد وصل صباح أمس، إلى محافظة ذي قار وافتتح عدداً من المشاريع الخدمية المهمة في المحافظة، بينها محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية بطاقة 500 ميجا واط ومستشفى الناصرية الذي يستوعب 492 سريراً. وفي سياق آخر، أعلن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن ناصر الغنام، أمس، إحباط مخطط إرهابي لاستهداف المدنيين في مدينة الفلوجة. وقال الغنام في بيان: إنه «تم إحباط مخطط لتنظيم داعش لاستهداف المواطنين الأبرياء في قضاء الفلوجة»، وأضاف: «بمتابعة ومعلومات استخبارية دقيقة تم العثور على حزام ناسف لعصابات داعش الإرهابية في أحد الهياكل في قضاء الفلوجة منطقة الشهداء من لواء 40 الفرقة العاشرة وقوة من استخبارات ومكافحة الإرهاب». إحياء ذكرى مجزرة «سبايكر» أحيا العراقيون، أمس، جريمة مقتل أكثر من 1700 عسكري عراقي في مجمع القصور الرئاسية في الحادثة المسماة «جريمة سبايكر» بعد اجتياح تنظيم «داعش» للعراق في العاشر من يونيو 2014. وتجمع الأهالي في أحد القصور الرئاسية على نهر دجلة في محافظة صلاح الدين، وشهدت عام 2014 جريمة مقتل 1700 عسكري عراقي كانوا يعملون في قاعدة «سبايكر» الجوية من قبل عناصر التنظيم الإرهابي ورمي جثثهم في مياه النهر. وحمل المشاركون، في المناسبة التي دخلت عامها السابع، صوراً لضحايا الحادثة في مشهد خيم عليه الحزن والأسى، وطالبوا الحكومة العراقيّة بالقصاص من عناصر تنظيم «داعش» الذين نفذوا الجريمة. وأُقيم حفل تأبين في موقع الجريمة ألقى خلالها مسؤول محلي كلمة دعا فيها الرئيس العراقي برهم صالح إلى الإسراع بالمصادقة على قرار إعدام المتورطين بهذه الجريمة الذين تم اعتقالهم والسعي لملاحقة الفارين الاخرين، كما دعا إلى مقاضاة الدول المتورطة والداعمة للإرهاب، وخاصة في هذه الجريمة وتعويض ذوي الضحايا. وطالب المسؤول العراقي الحكومة بالعمل على حل قضية 600 مفقود من جراء هذه الجريمة والتحقق من الفحص الطبي، وإبلاغ ذويهم عن مصير أبنائهم.
مشاركة :