خرجت مظاهرات، اليوم السبت، في أكثر من 140 مدينة في فرنسا، للتنديد بـ«الاعتداءات على الحريات» التي تتزايد، بحسب قولهم، لصالح تصاعد اليمين المتطرّف والقوانين «المدمّرة للحريات». وأفادت السلطات، أن أكثر من 37 ألف شخص شاركوا في 119 مسيرة، بينهم 9 آلاف في العاصمة باريس. وأكد المنظمون من جهتهم تسجيل مشاركة 150 ألف شخص في التظاهرات في أنحاء البلاد، بينهم 70 ألفاً في باريس. في وسط العاصمة، تعرض رئيس حزب «فرنسا الأبية» جان لوك ميلانشون، النائب في البرلمان الفرنسي لرشق بالطحين على وجهه بيد شاب عندما كان يدلي بتصريح للصحافة. ونفض السياسي الفرنسي غبار الطحين عن نفسه، ورد بهدوء «هناك توتر كبير. لا أعرف سبب إلقاء الطحين علي». وأوقف الشاب، في وقت لاحق، ووضع رهن الحبس الاحتياطي بشبهة ارتكاب «عنف متعمد ضد شخص مكلف مهمة خدمة عامة». وكان المشتبه به قد أعلن أمام صحافيين بعيد الحادثة أنه «من أنصار السيادة». وأشار ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنه صاحب قناة على موقع «يوتيوب» قريبة من اليمين المتطرف. جاء ذلك بعد أيام من تعرّض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لصفعة من رجل يتبنى أفكاراً يمينية أثناء زيارة له إلى جنوب البلاد. و«مسيرة الحريات» هي خطوة كبيرة للناشطين بعد عام ونصف عام من الأزمة الصحية. وشاركت في التحرك أكثر من مئة منظمة. قبل عام من الانتخابات الرئاسية، يفرض موضوع الحريات نفسه بحسب المنظمين؛ لأن تصاعد اليمين المتطرف في البلاد على الصعيدين الانتخابي والثقافي هو مسألة أساسية من المسائل التي تثير الغضب. ويعتبر المرشح الاشتراكي السابق للانتخابات الرئاسية عام 2017 بونوا هامون، أن أفكار اليمين المتطرف «لم تعد حكراً على أحزاب اليمين المتطرف (...)، وانتشرت على نطاق واسع في الطبقة السياسية».
مشاركة :