واشنطن – تصمم الشركة الاميركية العملاقة غوغل على علاج نقاط الضعف في محرك بحثها الشهير العالمي وذائع الصيت لتحافظ على صدارتها وتفوقها في هذا المجال. وغالبا ما يشهد الفضاء الالكتروني عمليات تجسس وابتزاز وتلاعب واعتداءات ويتحول الى بؤرة لممارسات تنتهك القانون. وبعد تعرضها لانتقادات عديدة، تعهدت غوغل بمواصلة محاربة المحتويات المضللة والكاذبة كما انها صممت على الانتفاضة على انشطة الابتزاز والتشويه عبر الإنترنت وقد أعلنت في هذا الصدد عن خطوة جديدة وجريئة تتمثل في تغيير الخوارزميات المسؤولة عن تشغيل محرك البحث لديها. ومن المتعارف عليه ان غوغل تبنت تاريخيا استراتيجية تقوم على عدم التدخل الكبير في عرض نتائج البحث لديها. وتنتشر على مواقع التواصل ومنصات البحث على الانترنت معلومات كاذبة وغير موثوق فيها وحتى مسيئة عن الأشخاص. ودقت صحف عالمية عريقة ناقوس الخطر على غرار نيويورك تايمز من ظهور مواقع الكترونية تبتز الضحايا باستخدام خوارزميات محرك بحث غوغل الحالية. وتظهر في كثير من الاحيان على رأس قوائم نتائج البحث على محرك غوغل معلومات مضللة عند البحث عن اسم شخصية ما، ولا تقوم تلك المواقع بحذف هذه المواد إلا إذا حصلت على أموال من الضحية. وتعهدت غوغل بتدارك القصور في محرك البحث لديها وذلك باجراء تحسينات واسعة فيه الى جانب انشاء قائمة "الضحايا المعروفين" والتي تتضمن أسماء الأشخاص الذين يبلغونها عن وقوعهم فريسة للابتزاز الالكتروني. وتؤكد غوغل على توفير الحماية لهؤلاء الأشخاص عند عرض نتائج البحث وترتيبها، بحيث يتم منع ظهور المحتويات المسيئة الموجودة على مواقع أخرى عند القيام بعملية بحث عن اسماء او بيانات متعلقة بهم. ويعرف الإبتزاز الإلكتروني بأنه الحصول على مكاسب مادية أو معنوية أو جسدية بالإكراه، عن طريق التهديد بنشر بيانات مضللة او سرية او صور خاصة عبر مواقع التواصل الإجتماعي. وتصل عادة الصور والبيانات الشخصية إلى المبتزّ، إمّا عن طريق اختراق الحسابات الشخصية أو استعادة محتويات الهاتف الذكي او الكمبيوتر بعد بيعهما، أو من خلال الضحايا أنفسهم الذين قد يرسلون صورهم وفيديوهات لهم في أوضاع غير لائقة إلى آخرين. واتخذت غوغل تدابير للقضاء على ظاهرة "الانتقام الإباحي" القائمة على نشر صور وتسجيلات مصورة ذات طابع جنسي من دون موافقة الأشخاص المعنيين بهذه التسجيلات. وقررت غوغل سحب نتائج البحث التي تتضمن صورا لأشخاص عراة أو أخرى فاضحة جنسيا عند طلب هؤلاء الأشخاص المعنيين ذلك. وقال ميت سينغال، أحد المسؤولين عن محرك البحث التابع لمجموعة غوغل إلى أن "بعض الصور تستخدم على مواقع للابتزاز الجنسي يتم من خلالها إرغام الأشخاص على دفع مبالغ مالية لسحب صورهم منها". لكنه أقر بأن سحب الصور من محركات البحث "لن يحل المشكلة" لأن "هذه الصور ستبقى موجودة على المواقع الإلكترونية، لكن الاستجابة لطلبات الأشخاص الراغبين في سحب نتائج البحث من شأنها المساعدة على حل المشكلة. وتطبق غوغل سياسة صارمة للحفاظ على خصوصية المستخدمين وذلك بحماية بيانات حساسة لهم مثل التواقيع.
مشاركة :