أكدت فرنسا وكندا عزمهما على توحيد جهودهما للتصدي للتحديات متعددة الأبعاد الناجمة عن أزمة فيروس كورونا، استنادًا إلى صمود المواطنين وروح التضامن المشتركة، وذلك بعد أن عصفت جائحة كورونا (كوفيد-19) بشدة بالبلدين وخلفت خسائر بشرية فادحة. جاء ذلك خلال اجتماع عقده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، على هامش قمة مجموعة السبع في منتجع كاربس باي، في إنجلترا، حسبما أفاد بيان لوزارة الخارجية الفرنسية. وأشارت الدولتان إلى استعدادهما للتعاون مع شركائهم الدوليين، ولا سيما مجموعة السبع ومجموعة العشرين؛ للعمل من أجل التعافي المستدام والعادل بعد أزمة كورونا. واتفقا على تعزيز التعاون متعدد الأطراف والتضامن مع البلدان النامية، ولا سيما من خلال التبرع بجرعات من اللقاحات من خلال مبادرة (كوفاكس)، وكذلك تهيئة الظروف اللازمة للانتعاش الذي يرتكز على الشباب، والمساواة بين المرأة والرجل، والحقوق الأساسية، والعمل على تقليل التفاوت الاقتصادي، بالإضافة إلى العمل المشترك لإصلاح النظام التجاري متعدد الأطراف القائم على القواعد من أجل خلق مجال متكافئ للأعمال. وتعهدت الدولتان أيضًا بتعزيز التعاون في مجال الأمن والحوار الاستراتيجي في منطقة الساحل وفي حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والإسراع في إبرام اتفاق متعدد الأطراف بشأن الضرائب عبر الحدود، ولا سيما الضرائب الرقمية، وكذلك تطوير التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي في إطار الشراكة العالمية للذكاء الاصطناعي. وشددت كندا وفرنسا على التزامهما بتقديم مساهمات جديدة في مجال المساواة بين الجنسين في منتدى جيل المساواة، والعمل من أجل المساواة والتنوع ومكافحة جميع أشكال الكراهية والتمييز والعنف، بالإضافة إلى الترويج في بلديهما وعلى الساحة الدولية لأهداف طموحة المتعلقة بحماية التنوع البيولوجي في ضوء الاجتماع الخامس عشر لمؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجي في كونمينج الصيني، ومكافحة تغير المناخ والحياد الكربوني بحلول عام 2050 استعدادًا لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي عام 2021 المقرر في مدينة جلاسكو. كما أبدت الدولتان تمسكهما بتطوير التبادل الثقافي وتعزيز الفرانكوفونية كتعبير عن التنوع الثقافي وكمساحة للازدهار والديمقراطية، ولا سيما في ضوء القمة المقبلة للمنظمة الدولية للناطقين بالفرنسية المقررة في جربة. أما على صعيد العلاقات الثنائية، فقد دعا ماكرون وترودو وزراءهما لمواصلة عملهم من أجل التحضير للاجتماع الأول لمجلس الوزراء الفرنسي الكندي، الذي سيعقد قبل نهاية العام الجاري.
مشاركة :