العراق يفتح مقبرة جماعية لتحديد هويات ضحايا «مجزرة بادوش»

  • 6/14/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد‭ ‬–‭ ‬الوكالات‭: ‬أعلنت‭ ‬السلطات‭ ‬العراقية‭ ‬أمس‭ ‬رفع‭ ‬رفات‭ ‬123‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ ‬أسوأ‭ ‬المجازر‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ (‬داعش‭) ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مطابقة‭ ‬عينات‭ ‬من‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬مع‭ ‬ذويهم‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يجهلون‭ ‬مصيرهم‭. ‬ منذ‭ ‬أسابيع،‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬ومحافظات‭ ‬أخرى‭ ‬عملية‭ ‬أخذ‭ ‬عينات‭ ‬دمّ‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬ضحايا‭ ‬مجزرة‭ ‬سجن‭ ‬بادوش،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أفظع‭ ‬جرائم‭ ‬التنظيم‭ ‬الذي‭ ‬سيطر‭ ‬على‭ ‬ثلث‭ ‬مساحة‭ ‬العراق‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2014‭ ‬و2017‭. ‬ وفي‭ ‬يونيو‭ ‬2014،‭ ‬قام‭ ‬التنظيم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬بصدد‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬البلاد،‭ ‬بنقل‭ ‬نحو‭ ‬600‭ ‬رجل‭ ‬كانوا‭ ‬معتقلين‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬بادوش،‭ ‬وغالبيتهم‭ ‬من‭ ‬الشيعة،‭ ‬في‭ ‬شاحنات‭ ‬إلى‭ ‬وادٍ‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬عناصره‭ ‬بإطلاق‭ ‬النار‭ ‬عليهم‭. ‬ ولم‭ ‬تكتشف‭ ‬السلطات‭ ‬العراقية‭ ‬رفاتهم‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬نحو‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬ونصف‭ ‬من‭ ‬هزيمة‭ ‬التنظيم‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2017‭. ‬ وترك‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬ارتكاب‭ ‬‮«‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬بحسب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬الجرائم‭ ‬وفق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬نحو‭ ‬200‭ ‬مقبرة‭ ‬جماعية‭ ‬تضمّ‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬ضحية‭. ‬ وقال‭ ‬محافظ‭ ‬نينوى‭ ‬حيث‭ ‬يقع‭ ‬سجن‭ ‬بادوش‭ ‬نجم‭ ‬الجبوري‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬آلاف‭ ‬العوائل‭ ‬التي‭ ‬تنتظر‭ ‬مصير‭ ‬أبنائها‭ ‬المفقودين‮»‬‭. ‬ مطلع‭ ‬الأسبوع،‭ ‬التقت‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الطب‭ ‬العدلي‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬بعباس‭ ‬محمد‭ ‬الذي‭ ‬أوقف‭ ‬ابنه‭ ‬مهند‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأمريكيين‭ ‬قبل‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬بادوش‭. ‬ وقال‭ ‬الرجل‭ ‬حينها‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إجابة‭ ‬تريحني‭ ‬بعد‭ ‬17‭ ‬عاما‭ ‬لم‭ ‬أعرف‭ ‬فيها‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬ابني‭ ‬حيا‭ ‬أو‭ ‬ميتا‮»‬‭. ‬ ويعمل‭ ‬العراق،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أيضا‭ ‬يكتشف‭ ‬مقابر‭ ‬جماعية‭ ‬من‭ ‬عهد‭ ‬صدام‭ ‬حسين،‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬هويات‭ ‬ضحايا‭ ‬مراحل‭ ‬العنف‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬البلاد‭. ‬ وتجري‭ ‬مطابقة‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬المستخرج‭ ‬من‭ ‬عظام‭ ‬الفخذ‭ ‬أو‭ ‬الأسنان‭ ‬من‭ ‬رفات‭ ‬الضحايا‭ ‬مع‭ ‬عينات‭ ‬دم‭ ‬من‭ ‬أقربائهم‭. ‬ يعد‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬آثار‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬من‭ ‬الرفات‭ ‬المعرضة‭ ‬للأمطار‭ ‬والحرائق‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬لسنوات،‭ ‬أمرا‭ ‬صعبا،‭ ‬بحسب‭ ‬خبراء‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي‭. ‬ وأكد‭ ‬من‭ ‬بادوش‭ ‬صالح‭ ‬أحمد‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬الشهداء‮»‬‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬أمس‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ظروف‭ ‬العمل‭ ‬صعبة‭ ‬جدا‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬فيما‭ ‬وقف‭ ‬بين‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬موظفا‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬الموقع‭ ‬‮«‬نعمل‭ ‬تحت‭ (‬درجات‭) ‬حرارة‭ (‬مرتفعة‭)‬‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الرفات،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬جثثا‭ ‬ملتصقة‭ ‬مع‭ ‬أخرى،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬الأفاعي‭ ‬والعقارب‭ ‬في‭ ‬العراء‮»‬‭. ‬

مشاركة :