توفي السبت الشاعر العراقي سعدي يوسف عن عمر ناهز 87 عاماً، على ما أفاد اتحاد الأدباء والكتاب في العراق في بيان أمس، بعد مسيرة شعرية طويلة وضعته في صفوف أكبر أسماء الشعر في العالم العربي. وبعد معاناة مع المرض توفي يوسف المولود في البصرة في جنوب العراق عام 1934، في لندن التي استقر فيها بعد تنقل بين دول عربية وعالمية عدة منذ السبعينات بسبب مواقفه السياسية. فقد كان يوسف، الذي تخرج من معهد المعلمين في بغداد عام 1954، أحد الأعضاء البارزين في الحزب الشيوعي العراقي الذي كان معارضاً لنظام صدام حسين. ورغم قمع النظام السابق للشيوعيين، لم يكن يوسف مؤيداً لغزو العراق من قبل الولايات المتحدة في عام 2003 والذي أدّى إلى الإطاحة بنظام حزب البعث، ولذا فضّل البقاء خارج البلاد إلى حين وفاته. أثّرت السياسة على رصيده الأدبي، فبالإضافة إلى ترجمته مؤلفات لكتاب عالميين على غرار فيديريكو غارسيا لوركا، ألّف ديوان «الشيوعي الأخير» كما كان يصف نفسه، فضلاً عن دواوين أخرى مثل «الخطوة الخامسة» و«الأنهار الثلاثة». وعمل أيضاً في مجال التدريس والصحافة، فقد كان عضواً في هيئة تحرير مجلة «الثقافة الجديدة» التي تعد من أشهر المجلات الأدبية والثقافية في العراق في حقبة السبعينيات. ارتكز شعره على تجارب شخصية وانطباعات من الحياة اليومية وتحدّى فيه شعر التفعيلة التقليدي، وبات لأسلوبه تأثير كبير على الشعر العربي المعاصر. ووصفه الكاتب العراقي سنان أنطون في تغريدة باللغة الإنجليزية بأنه «واحد من أعظم وأكثر شعراء العرب تأثيراً»، آسفاً لموته «في المنفى في لندن» بعد حياة «من التحدي». وأضاف «ترك لنا إرثاً جمالياً فائضاً. وداعاً». في رصيد يوسف الحائز في عام 2005 جائزة فيرونيا الإيطالية كأفضل مؤلف أجنبي، عشرات الأعمال الشعرية والترجمات، فقد ترجم أشعاراً لكتاب عالميين على غرار فيديريكو غارسيا لوركا ويانيس ريتسوس وقسطنطين كفافيس وروايات للكيني نغوغي وا ثيونغو والبريطاني جورج أورويل وغيرهم، فيما ترجمت أعماله الشعرية إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية. وألّف ديوان «الشيوعي الأخير يدخل الجنة» (دار توبقال - الدار البيضاء -2007)، فضلاً عن دواوين أخرى مثل «الخطوة الخامسة» (2003- دار المدى) و«الديوان الإيطاليّ» (دار الجمل - بيروت - بغداد 2010)، الوحيد يستيقظ (1993- بيروت- المؤسسة العربية للدراسات والنشر) وغيرها العشرات.
مشاركة :