الـشـاعـر الـعـراقـي الكبـيـر سعـدي يوسف فارق الحياة في لندن

  • 6/14/2021
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

توفي‭ ‬السبت‭ ‬الشاعر‭ ‬العراقي‭ ‬سعدي‭ ‬يوسف‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬ناهز‭ ‬87‭ ‬عاماً،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬اتحاد‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬أمس،‭ ‬بعد‭ ‬مسيرة‭ ‬شعرية‭ ‬طويلة‭ ‬وضعته‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬أكبر‭ ‬أسماء‭ ‬الشعر‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭. ‬ وبعد‭ ‬معاناة‭ ‬مع‭ ‬المرض‭ ‬توفي‭ ‬يوسف‭ ‬المولود‭ ‬في‭ ‬البصرة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬العراق‭ ‬عام‭ ‬1934،‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬التي‭ ‬استقر‭ ‬فيها‭ ‬بعد‭ ‬تنقل‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬وعالمية‭ ‬عدة‭ ‬منذ‭ ‬السبعينات‭ ‬بسبب‭ ‬مواقفه‭ ‬السياسية‭. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يوسف،‭ ‬الذي‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬عام‭ ‬1954،‭ ‬أحد‭ ‬الأعضاء‭ ‬البارزين‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬العراقي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬معارضاً‭ ‬لنظام‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭.  ‬ورغم‭ ‬قمع‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬للشيوعيين،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يوسف‭ ‬مؤيداً‭ ‬لغزو‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬والذي‭ ‬أدّى‭ ‬إلى‭ ‬الإطاحة‭ ‬بنظام‭ ‬حزب‭ ‬البعث،‭ ‬ولذا‭ ‬فضّل‭ ‬البقاء‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬وفاته‭.  ‬أثّرت‭ ‬السياسة‭ ‬على‭ ‬رصيده‭ ‬الأدبي،‭ ‬فبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ترجمته‭ ‬مؤلفات‭ ‬لكتاب‭ ‬عالميين‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬فيديريكو‭ ‬غارسيا‭ ‬لوركا،‭ ‬ألّف‭ ‬ديوان‭ ‬‮«‬الشيوعي‭ ‬الأخير‮»‬‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يصف‭ ‬نفسه،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دواوين‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الخطوة‭ ‬الخامسة‮»‬‭ ‬و«الأنهار‭ ‬الثلاثة‮»‬‭. ‬ وعمل‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التدريس‭ ‬والصحافة،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الثقافة‭ ‬الجديدة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬المجلات‭ ‬الأدبية‭ ‬والثقافية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬السبعينيات‭. ‬ ارتكز‭ ‬شعره‭ ‬على‭ ‬تجارب‭ ‬شخصية‭ ‬وانطباعات‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬وتحدّى‭ ‬فيه‭ ‬شعر‭ ‬التفعيلة‭ ‬التقليدي،‭ ‬وبات‭ ‬لأسلوبه‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الشعر‭ ‬العربي‭ ‬المعاصر‭. ‬ ووصفه‭ ‬الكاتب‭ ‬العراقي‭ ‬سنان‭ ‬أنطون‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬واحد‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬وأكثر‭ ‬شعراء‭ ‬العرب‭ ‬تأثيراً‮»‬،‭ ‬آسفاً‭ ‬لموته‭ ‬‮«‬في‭ ‬المنفى‭ ‬في‭ ‬لندن‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬حياة‭ ‬‮«‬من‭ ‬التحدي‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬ترك‭ ‬لنا‭ ‬إرثاً‭ ‬جمالياً‭ ‬فائضاً‭. ‬وداعاً‮»‬‭. ‬ في‭ ‬رصيد‭ ‬يوسف‭ ‬الحائز‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬جائزة‭ ‬فيرونيا‭ ‬الإيطالية‭ ‬كأفضل‭ ‬مؤلف‭ ‬أجنبي،‭ ‬عشرات‭ ‬الأعمال‭ ‬الشعرية‭ ‬والترجمات،‭ ‬فقد‭ ‬ترجم‭ ‬أشعاراً‭ ‬لكتاب‭ ‬عالميين‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬فيديريكو‭ ‬غارسيا‭ ‬لوركا‭ ‬ويانيس‭ ‬ريتسوس‭ ‬وقسطنطين‭ ‬كفافيس‭ ‬وروايات‭ ‬للكيني‭ ‬نغوغي‭ ‬وا‭ ‬ثيونغو‭ ‬والبريطاني‭ ‬جورج‭ ‬أورويل‭ ‬وغيرهم،‭ ‬فيما‭ ‬ترجمت‭ ‬أعماله‭ ‬الشعرية‭ ‬إلى‭ ‬الفرنسية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬والألمانية‭ ‬والإيطالية‭. ‬ وألّف‭ ‬ديوان‭ ‬‮«‬الشيوعي‭ ‬الأخير‭ ‬يدخل‭ ‬الجنة‮»‬‭ (‬دار‭ ‬توبقال‭ - ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ -‬2007‭)‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دواوين‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الخطوة‭ ‬الخامسة‮»‬‭ (‬2003-‭ ‬دار‭ ‬المدى‭) ‬و«الديوان‭ ‬الإيطاليّ‮»‬‭ (‬دار‭ ‬الجمل‭ - ‬بيروت‭ - ‬بغداد‭ ‬2010‭)‬،‭ ‬الوحيد‭ ‬يستيقظ‭ (‬1993-‭ ‬بيروت‭- ‬المؤسسة‭ ‬العربية‭ ‬للدراسات‭ ‬والنشر‭) ‬وغيرها‭ ‬العشرات‭.‬

مشاركة :