أصدرت ديلويت اليوم تقريرها السنوي بعنوان النساء العاملات: نظرة عالمية والذي رصدت فيه زيادة في نسبة عدم الرضاء بين الكثير من النساء العاملات من جراء ارتفاع أعباء أعمالهن ومسؤولياتهن المنزلية في جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) الأمر الذي ترك تأثيرات شديدة فيهن دفعت 51% من المشاركات في استطلاع ديلويت إلى الإعراب عن تراجع نسبة التفاؤل لديهن حول مستقبلهن الوظيفي، وانخفاض 35 نقطة في صحتهن النفسية، بالإضافة إلى تراجع 29 نقطة في الدافعية للعمل مقارنة بوضعهن قبل تفشي جائحة كورونا. وكشفت نتائج الاستطلاع الذي شاركت فيه 5,000 امرأة عاملة في 10 دول، عن حقيقة صادمة مرتبطة بالنساء العاملات وتتمثل بالتراجع الحاد في مستوى المساواة بين الجنسين في العمل في هذه الجائحة ما أدى إلى نسف سنوات من التقدم في هذا المجال، وإن كان تقدماً بطيئاً إلا أنه كان يسير بوتيرة مضطردة. كما عكست هذه النتائج انخفاضاً في مستويات الرضاء الوظيفي والولاء لمكان العمل بين النساء العاملات تحت وطأة ارتفاع حجم مسؤولياتهن الوظيفية والمنزلية في الجائحة مترافقة مع ثقافة عدم إدماج المرأة في مكان العمل. وقالت رنا غندور سلهب، الشريكة المسؤولة عن المواهب والاتصالات في ديلويت الشرق الأوسط: كانت السنة الماضية بمقام عاصفة حقيقية لعدد كبير من النساء العاملات إذ عانين فيها ارتفاعاً في حجم مسؤولياتهن الوظيفية والمنزلية مع انعدام الوضوح في الحدود الفاصلة بين هذين النطاقين من المسؤوليات، إضافة إلى استمرار معاناتهن سلوكيات عدم الاندماج في مكان العمل، الأمر الذي كانت له تأثيرات جلية في صحتهن النفسية ومستوى الدافعية والمشاركة في العمل. من جانب آخر، كشف البحث الذي أجريناه عن بعض المؤسسات التي تعاملت إداراتها مع هذه الأزمة بطريقة صحيحة، فكانت النتائج فيها مغايرة إذ أبدت النساء العاملات في هذه المؤسسات مستوى أعلى من المشاركة والإنتاجية والرضاء عن وضعهن الوظيفي. ومع بدء رحلة المؤسسات لإعادة بناء أماكن العمل للمرحلة المقبلة، لدينا فرصة ذهبية لتكريس المساواة بين الجنسين وإدماج النساء في مكان العمل على نحو صحيح وتجنب التراجع في التقدم الذي تحقق في هذا المجال في السنوات المنصرمة. انخفاض الراحة النفسية أعربت 77% من النساء العاملات المشاركات في استطلاع ديلويت عن ازدياد حجم أعباء العمل عليهن منذ بداية جائحة كورونا، كما شكت معظمهن من التغيير الذي طرأ على حياتهن بسبب هذه الجائحة إذ ترتب عليهن المزيد من مسؤوليات إدارة شؤونهن المنزلية والعناية بأطفالهن، فقد أجمعت المشاركات على أنهن يقضين وقتاً أكثر من السابق في أداء واجباتهن المنزلية (59%)، وفي العناية بأطفالهن (35%)، والعناية بأشخاص آخرين غير أطفالهن (24%). ونتيجة لهذا الوضع، أظهرت نتائج الدراسة انخفاضاً كبيراً في مستوى الراحة النفسية لدى النساء العاملات منذ تفشي الوباء، فقد وصف فقط ثلث النساء المشاركات صحتهن النفسية في الوقت الحاضر بأنها ”جيدة“ أو ”جيدة للغاية“ مقارنة بنسبة 68% ما قبل الجائحة. ومع هذا التراجع في مستوى راحتهن النفسية، فقد أعربت النساء من مختلف دول العالم عن قلقهن من تأثير صحتهن النفسية على مسارهن الوظيفي حيث أن 29% من النساء المشاركات اللواتي شكون من عدم تقدم مسارهن الوظيفي بالوتيرة التي يرغبنها قد عزوا هذا الأمر إلى تردي صحتهن النفسية باعتبارها أحد العوامل الرئيسية المساهمة في هذه المشكلة. وفي الوقت الذي تفاخر فيه الكثير من الشركات بالتزامها بسياسة إدماج المرأة في مكان العمل، يشكو عدد كبير من النساء العاملات من استمرار معانتهن من بيئات العمل غير المشجعة على إدماج المرأة؛ فقد أفاد أكثر من 50% من النساء المشاركات أنهن قد عانين من أحد أشكال المضايقات أو سلوكيات عدم الإدماج في مكان عملهن خلال السنة الماضية؛ وأوضحن أن هذه السلوكيات قد تراوحت من عدم الرغبة بالتواصل المادي معهن وتوجيه الملاحظات المهينة إليهن إلى التشكيك بقراراتهن وأحكامهن مع إتاحة فرص أقل بكثير لهن للتقدم في مجال عملهن على خلفية جندرية. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :