حلف شمال الأطلسي يلتحق بمعركة مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية

  • 6/14/2021
  • 00:16
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اكتشفت دراسة أجريت عام 2019، أنه لو كان الجيش الأمريكي دولة لاحتل المركز الـ47 في قائمة أكبر دول العالم إطلاقا للغازات المسببة للاحتباس الحراري، وفقا لـ"رويترز". ورغم أن جامعتي لانكستر ودرم البريطانيتين لم تأخذا في الحسبان خلال الدراسة سوى الانبعاثات الناتجة عن استخدام الوقود فقد أشارت الدراسة إلى الأثر الهائل للقوات المسلحة في مختلف أنحاء العالم على مناخ كوكب الأرض. وفي مواجهة معركة مع ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية، قرر حلف شمال الأطلسي للمرة الأولى أن يجعل من هذه القضية محورا رئيسا في التخطيط والاستراتيجية. ومن المنتظر أن يتفق قادة التحالف العسكري الغربي اليوم، على خطة عمل بخصوص المناخ بما يحقق لقواتهم المسلحة الحياد الكربوني بحلول عام 2050 والتكيف مع التهديدات التي يفرزها الاحتباس الحراري. ويقول دبلوماسيون في حلف الأطلسي إن الجهود الرامية للتركيز على التغير المناخي واجهت عراقيل خلال رئاسة دونالد ترمب للولايات المتحدة، فقد دأب على وصف التغير المناخي بأنه "أكذوبة" وسحب بلاده من اتفاقية باريس الدولية لمحاربة التغير المناخي. كما أبدى ترمب عدم الثقة في حلف شمال الأطلسي نفسه وهدد في 2018 بانسحاب الولايات المتحدة من هذا التحالف الذي تشكل عام 1949 لاحتواء التهديد العسكري السوفيتي. والآن وفي ضوء إيلاء الرئيس الأمريكي جو بايدن الأولوية لتحرك على صعيد المناخ، قال دبلوماسيون إن الحلف قادر على معالجة المخاوف من خطر التغير المناخي على الأمن عبر الأطلسي وعلى أفراد التحالف. وتدرك القوات المسلحة للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، أن التغير المناخي سيكون له تداعيات أمنية كبيرة من المتوقع أن تشمل زيادة الهجرة وإغراق القواعد الساحلية التابعة للحلف وتزايد الوجود الروسي في الدائرة القطبية الشمالية مع ذوبان الثلوج البحرية. إلا أنه لتقليل الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري تحتاج الدول الأعضاء إلى إجراء إصلاحات في قلب التحالف لأن الحلف يحدد معايير الوقود في مختلف قطاعاته. وبالالتزام لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 فإن خطة العمل في الحلف ستضعه على الطريق لتحقيق هدف اتفاقية باريس للحد من ارتفاع درجة الحرارة عالميا بواقع 1.5 درجة مئوية. وتحقيق ذلك الهدف سيعني تقليل الانبعاثات الغازية العسكرية المستثناة في كثير من الأحيان من مستهدفات الدول فيما يتعلق بالانبعاثات الكربونية وهو إنجاز ليس بالهين لوزارة الدفاع الأمريكية أكبر مستهلك منفرد في العالم للبترول وفقا لبحث أعدته نيتا كروفورد في جامعة بوسطن عام 2019. ورغم أن الخبراء يقولون إن دول الاتحاد الأوروبي تميل للتهوين من انبعاثات جيوشها الوطنية فقد قدرت دراسة أجريت في شباط (فبراير) بطلب من البرلمان الأوروبي، أن البصمة الكربونية للإنفاق العسكري في الاتحاد الأوروبي خلال 2019 بلغت 24.8 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون أي ما يعادل الانبعاثات الناتجة عن نحو 14 مليون سيارة. وقال خبير دفاعي ألماني طلب عدم نشر اسمه إن دبابة قتالية رئيسة مثل الدبابة ليوبارد الألمانية تستهلك 400 لتر من وقود الديزل في الميدان لقطع مسافة 100 كيلومتر فقط. وبلغ متوسط استهلاك الوقود في الولايات المتحدة لسيارة مدنية للاستعمالات العادية 9.4 لتر لكل 100 كيلومتر في 2018 وفقا لدراسة أجرتها وكالة الطاقة الدولية في 2020. وكذلك فمن المحتمل أيضا أن تكون حرب الدبابات أصعب في ظل الاحتباس الحراري، وقد قال مصدر عسكري إن درجات الحرارة ارتفعت في الدبابات الألمانية "أوزيلوت" خلال مناورة أجراها حلف شمال الأطلسي في بولندا عام 2019 عن 40 درجة مئوية ولم يستطع الجنود أن يقضوا سوى بضع ساعات داخلها. ويعمل بعض أعضاء الحلف لتقليل استهلاك الكهرباء أو دمج نماذج التنبؤ المناخي في المهام العسكرية، ولدى ألمانيا أول ثكنة تتمتع بالحياد الكربوني، إذ تنتج الطاقة بالكامل تقريبا من وحدات تستخدم حرارة باطن الأرض أو من ألواح شمسية. ويمكن للجيش الهولندي استخدام ألواح شمسية بدلا من مولدات الديزل خلال العمليات. وصف ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي وأنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة التغير المناخي بأنه "مضاعف للأزمات". وقال دبلوماسيون إن ستولتنبرج مبعوث الأمم المتحدة السابق المختص في التغير المناخي بدأ يطالب باتفاق مناخي على مستوى حلف الأطلسي بعد أن حل بايدن محل ترمب. ويتعين على أعضاء الحلف، أن يقرروا حجم الاستثمارات المرتبطة بالمناخ لتمويلها جماعيا في الحلف. ولأن تطوير العتاد العسكري يستغرق عقودا، كما أن أعماره أطول من الأعمار الافتراضية للسيارات المدنية، يقول خبراء إن واحدا من أكبر مساهمات حلف شمال الأطلسي في الأجل المتوسط سيكمن في زيادة استخدام الوقود التركيبي بدلا من الوقود الأحفوري. وربما يبدأ الجيش الألماني في إضافة الوقود التركيبي إلى الوقود التقليدي خلال بضع أعوام، غير أن الدبابات الكهربائية ليست خيارا مطروحا. كما قال مصدر دفاعي ألماني طلب عدم نشر اسمه "سيكون من الصعب إنشاء محطات شحن في ساحة المعركة في وقت مناسب قبل بدء القتال".

مشاركة :