أسدل الستار قبل أيام على عرس الإمارات الديمقراطي بتنافس راق بين المرشحين وتسابق مشرف في صفوف الناخبين، وبفوز أكيد للوطن الكبير، الذي احتضن هذا العرس، مؤكداً نهجه المتوازن الأصيل نحو التمكين السياسي المجتمعي، ومرسخاً خطته المثمرة نحو البناء الديمقراطي الحضاري. هذا البناء الديمقراطي أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أنه راسخ ومتجذر في مجتمعنا، منذ عهد الأجداد والآباء، وقد ورثناه عنهم بكل فخر وإيمان بموروثنا الاجتماعي والثقافي والديني دون تفريط في تراثنا العربي الإسلامي العريق. احتفاء جماهيري رائع بالعملية الانتخابية، منذ انطلاق شرارتها أبداه الجميع، رجالاً ونساء، وشيباً وشباباً، لأن الجميع يعلمون أن هذا المسار سيثمر بناء وطنياً راسخاً، تنال مكاسبه الأجيال، ويحصد ثماره الوطن العزيز، الحاضن لأبنائه بكل فخر بأناس أخلصوا لترابه، وقدموا أنفسهم للعالم حراساً للديمقراطية، أمناء على أصواتهم، حريصين على تمثيل مجتمعهم قريبين من مطالبهم، واعين لمشكلاتهم. انفض سامر العرس الانتخابي، ليبدأ معه قطار العمل البرلماني تحت قبة المجلس الوطني لفائزين من أبناء الوطن الأمناء بلا أدنى شك على الأصوات، التي تدافعت منذ ساعات الصباح الباكر، لتقول لهم: نحن نثق بكم، ونثق بأنكم صوتنا داخل أروقة المجلس الوطني الاتحادي لتنقلوا همومنا وتبحثوا قضايانا، وتقدموا للوطن ما يستحقه منكم، وتبادلوا الناس وفاء بوفاء، وإخلاصاً بإخلاص. انتهى دور الناخبين وبدأت مهمة أعضاء الوطني الجدد، وهم وإن سُجلت أسماؤهم في قوائم الفائزين، واحتفلوا بنصرهم وثقة الناس بهم، إلا أن فوزهم الحقيقي سيكون غداً حين يباشرون أعمالهم، حاملين أمانة الشعب في أعناقهم، متذكرين أفواج الناخبين المتدافعة لتقول لهم: نحن نثق بكم، ومدركين بكل وعي أن السنوات الأربع المقبلة من عمر الدورة البرلمانية هي الامتحان الحقيقي، وبعدها ستعلن نتائج الفوز الجماهيري الكبير، بأن عضو المجلس الوطني الاتحادي كان على قدر الأمانة الموكلة إليه، أو.. لا. لدى تفقد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أحد المراكز الانتخابية دعا الناخبين إلى نقطة جوهرية هي في مضمونها رسالة للفائزين اليوم مفادها أن على الناخبين أن يصوتوا للوطن ولدولة الإمارات العربية المتحدة، دون محاباة أو مجاملة لشخص المرشح، وعليهم واجب اختيار من هو كفء لخدمة الوطن والمواطن، وإيصال صوت المواطن إلى قيادته بكل أمانة وإخلاص. هذه الرسالة تقول للفائزين، إن كفاءتكم ليست في عدد الأصوات التي حصدتموها، ولكن كفاءتكم هي في خدمة الوطن، وإيصال أصوات الناس إلى القيادة، لأن سموه يعلم أن هذا هو النهج الذي تربى عليه أبناء الإمارات مع قيادتهم، التي أرست مبدأ الأبواب المفتوحة أمام الناس، والتواصل مع القيادة المباشر، بل وتشجيع الناس على نقل شكاواهم ومشكلاتهم إلى الوزارات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال الهواتف وعلى مدار الساعة، فالتشاور مع الناس مستمر وهموم الناس حاضرة بقوة أمام الحكومة. لا مكان لمن لا يخدم الوطن، ولا أمانة لمن قدم مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن، فالأيام تدور والوقائع شواهد، ومن أراد من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي أن يرد جميل الوطن إليه ويكافئ ثقة الناس فيه، فليسارع إلى تقديم مصلحة الناس على مصلحته، وليتذكر أن كرسيّ المجلس الوطني لا يدوم لأحد، ولا يبقى إلا إخلاص أعضائه، وحرصهم على خدمة أبناء الإمارات.. وفق الله الجميع لما فيه خير الوطن.
مشاركة :