أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم (الإثنين) أن هناك إرادة سياسية مشتركة بين بلاده وقطر لتطوير العلاقات الثنائية وطي صفحة الماضي واستكشاف آفاق التعاون. وقال شكري، في تصريحات لقناة (الجزيرة) الفضائية القطرية، إن زيارته الحالية للدوحة "تأتي في إطار ثنائي للتعبير عن وجود الإرادة السياسية المشتركة للدولتين لتنمية العلاقات وطي صفحة الماضي واستكشاف آفاق للتنسيق والتعاون بما يخدم مصلحة الشعبين". وأضاف أن حضوره إلى الدوحة ليس فقط للاجتماع الوزاري الذي ينعقد غدا الثلاثاء لمجلس الجامعة العربية، ولكن كان هناك حرص على هذه الزيارة بعد زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لمصر منذ حوالي ثلاثة أسابيع. وأكد أن البلدين يسيران بخطى ثابتة وواثقة في إطار لجنة المتابعة تنفيذا لـ "بيان العلا" الصادر عن القمة الخليجية الـ 41 في السعودية في 5 يناير الماضي، مشيرا إلى أن القاهرة والدوحة حققتا الكثير من الإنجازات في هذا الصدد. وكان وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن قد نوه اليوم بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين بلاده ومصر، مؤكدا أن هذه التطورات تصب في مصلحة تعزيز أمن واستقرار المنطقة. جاء ذلك خلال جلسة مباحثات عقدها الشيخ محمد مع شكري اليوم بالدوحة، واستعرضا خلالها علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، لا سيما في مجال الاستثمار، وتبادل الدعم بينهما في المحافل الدولية، وفق بيان لوزارة الخارجية القطرية. وبحث الوزيران أيضا آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة مستجدات القضية الفلسطينية والوضع الراهن في ليبيا، وشددا على أهمية تنسيق الجهود الإقليمية للتوصل إلى حلول تضمن أمن واستقرار المنطقة، وتشجع على التعاون المشترك. ويحمل شكري أيضا رسالة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تتمحور حول "التطورات الإيجابية" التي تشهدها العلاقات بين البلدين منذ "بيان العلا"، حسبما أفادت الخارجية المصرية في بيان. وكان شكري قد صرح السبت الماضي في مقابلة متلفزة مع قناة محلية بأنه "سيكون هناك خلال الأسبوع المقبل تطور آخر له تأثير إيجابي في نمو العلاقة مع قطر". لكن شكري لم يفصح عن طبيعة هذا التطور، واكتفى بالقول "سيكون واضحا الأسبوع المقبل ما نحن مقدمون عليه". وبشأن دعوة أمير قطر للرئيس السيسي لزيارة الدوحة والتي سلمها وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن للرئيس خلال زيارته للقاهرة في 25 مايو الماضي، أجاب وزير الخارجية المصري بأنها "دعوة مقدرة، وسوف يكون هناك تناول في الإطار الدبلوماسي للتوقيت المناسب لها وأي زيارة أخرى". ووصل شكري إلى الدوحة مساء أمس الأحد للمشاركة في الاجتماع الوزاري التشاوري للجامعة العربية حول الوضع العربي الراهن، والاجتماع غير العادي بشأن تطورات سد النهضة الإثيوبي، والذي يعقد بناء على طلب من مصر والسودان بعد تعثر مفاوضاتهما مع إثيوبيا. وتعد هذه الزيارة الأولى لوزير خارجية مصري إلى قطر منذ توتر العلاقات بين البلدين عقب ثورة 30 يونيو 2013، التي أطاحت بالرئيس الإسلامي الراحل محمد مرسي، الذي كانت تؤيده الدوحة بشدة. وتصاعد هذا التوتر حتى أعلنت مصر والسعودية والإمارات والبحرين في يونيو 2017 قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، قبل أن تعود العلاقات مرة أخرى في 5 يناير هذا العام حين وقع الجانبان على "بيان العلا" الخاص بالمصالحة خلال القمة الخليجية التي عقدت في مدينة العلا السعودية.
مشاركة :