الدوحة - طارق الشيخ: أشاد سعادة عبد الله بن حمد العطية رئيس، مؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة، نائب رئيس الوزراء، وزير الطاقة والصناعة السابق بالتجربة القطريّة في صناعة الغاز الطبيعي المسال، وإقامة صناعة مُتقدّمة على المستوى العالمي، وإسهام قطر في توفير طاقة صديقة للبيئة باستخدام أحدث التقنيات في صناعة الغاز الطبيعي. جاء ذلك في كلمة لدى ختام أعمال منتدى العلوم والتكنولوجيا في المجتمع (STS) الذي انعقد في مدينة كيوتو اليابانية خلال الفترة من 4-9 أكتوبر. وقال عبدالله العطية " الكثير منكم يعرف عن قطر وعن جهودنا لتوفير الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة صديق للبيئة. حيث إن النجاح في إنتاج ونقل الغاز الطبيعي المسال يتطلّب جهدًا علميًا كبيرًا". وأضاف إن قطر قد حقّقت إنجازًا جوهريًا لصناعة الغاز الطبيعي المسال من خلال بناء مصانع للغاز الطبيعي المسال على المستوى العالمي ولتبلغ مستوى جديدًا باستخدام التقنيات الأحدث في معالجة الغاز وفي إنتاج المُشتقات المُختلفة منه. وأشار إلى أنه حاليًا هناك 6 مصنع من أصل 14 مصنعًا لإنتاج الغاز الطبيعي المسال لديها القدرة العالية، حيث يبلغ إنتاجها حوالي 7.8 مليون طن سنويًا، وهي الأكبر من نوعها على المستوى العالمي التي يتمّ تشييدها لإنتاج الغاز الطبيعي المسال. وقد مكّن استخدام هذه التكنولوجيا المتطورة من خفض التكلفة إلى مستوى لا مثيل له مقارنة مع المنتجين الآخرين، ما أعطى قطر ميزة تنافسية متقدمة في الأسواق العالمية. دور كبير وتطرّق عبدالله العطية إلى الدور الكبير الذي تلعبه التكنولوجيا المتقدمة في صياغة مستقبل الطاقة المستدامة والتي تأخذ في الاعتبار الآثار البيئية المترتبة على الوفاء بمطالب الطاقة في العالم والتي تؤكد على أن الحاجة لضمان هذه الاستدامة يستلزم ابتكار واستخدام تكنولوجيات طاقة ذات انبعاثات قريبة من الصفر. وأكّد العطية في هذا الصدد على الحاجة الملحة للأبحاث الكبيرة، والتنمية، والشروع في برامج تهدف إلى إطلاق تقنيات الطاقة المتقدمة. وقال إن بعض هذه التقنيات في متناول الجميع، بما في ذلك الثورة التكنولوجية في مجال توليد الطاقة، حيث إن دورات إطلاق الغاز الطبيعي المشتركة منخفضة التكاليف وذات كفاءة عالية وتأثير منخفض على البيئة. مشيرًا إلى أن محطات توليد الكهرباء الحديثة التي تعمل بالغاز تكون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فيها أقل بنسبة 50٪ من محطات الفحم، وأن هذه المحطات أكثر كفاءة بنسبة 40٪ في استخدام الطاقة. وقال إن الابتكارات الناشئة توفر القدرة على استخدام مصادر الطاقة التقليدية، لا سيما الوقود الأحفوري، بطرق تكون أنظف وأكثر كفاءة وأكثر أمنًا، ومرنة، وبأسعار معقولة. وقال عبدالله العطية " في قطر، نحن نفهم أن التنمية الاقتصادية يجب أن تقوم على تنفيذ التكنولوجيا الجديدة التي تنطوي في كثير من الأحيان على التحديات؛ ومع ذلك، مواجهة هذه التحديات بات ضروريًا من أجل الازدهار في سوق تنافسية بشكل متزايد". كما أن المبادرين من أصحاب المشاريع والشركات الصغيرة لديهم القدرة على تقديم حلول مبتكرة" فهم مفتاح لعهد جديد من الطاقة المعتمدة على التكنولوجيا المتطورة" ، مشيرًا في هذا الصدد إلى الدور الإيجابي للغاية الذي تقوم به في قطر واحة العلوم والتكنولوجيا، حيث توفر بيئة عمل فريدة من نوعها للشركات المبادرة في مجالات الطاقة، والبيئة، والعلوم الصحية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. تعاون في الأبحاث العلميّة وقال سعادة عبدالله العطية إنه قد تمّ إطلاق برامج للتعاون في مجال الأبحاث العلمية المتقدمة مع عددٍ من الشركات العالمية. مضيفًا " ونحن نرحّب بالفرص الجديدة للعمل وذلك للاستفادة من براعة الإنسان والابتكارات الجديدة في مجالات الطاقة والبيئة، التي أصبحت ذات أهمية متزايدة لتطوير التقنيات التي تمكننا من تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة بطريقة آمنة ومسؤولة بيئيًا". توفير المياه وتطرّق العطية إلى موضوع توفير المياه الذي جرى مناقشته في المنتدى، واصفًا إياه بأنه موضوع حسّاس وجوهري في منطقة الشرق الأوسط "وأشعر نحوه بحماس شديد". وقال إن الحقائق المتوفرة تشير إلى أن توفير المياه سيكون واحدًا من التحديات الكبرى في القرن الحادي والعشرين. فالماء ضروري للحياة. وإذا لم يتم حلّ قضايا توفير المياه قد يؤدي الأمر إلى الصراعات المسلحة، خاصة في المناطق المختلفة من العالم التي تعاني من الندرة في الموارد المائية. وقال " لذا فإن لدينا تحديات كبرى تواجهنا من ندرة المياه، والطاقة النظيفة، والتحرّر من الأمراض، ونشر التعليم.. حيث وصلتم بمنتدى STS إلى نجاح باهر ومدوٍّ، فنحن جميعًا نتمنّى مجتمعات أفضل. .على الأقل أن نقول إنها مجتمعات خالية من الحروب والمرض والجوع". إعلان الأمم المتحدة وكان العطية قد أشار في مطلع كلمته إلى إعلان الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان والمادة 25 منه، التي تقول : لكل شخص الحقّ في مستوى من المعيشة كافٍ للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته، ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية، وكذلك المادة 26، التي تقول " لكل شخص الحق في التعليم. يجب أن يُوفر التعليم مجانًا، على الأقل في مرحلتيه الابتدائية والأساسية"، والمادة 27، التي تقول " لكل فرد الحق في أن يشارك بحرية في حياة المجتمع الثقافي وفي الاستمتاع بالفنون والمساهمة في التقدم العلمي والاستفادة من نتائجه". مُؤكدًا على أن هذه كلها أهداف رائعة. لكنه أضاف: ومع ذلك نحن نعلم أننا نعيش في عالم من المجتمعات غير المتكافئة. داعيًا إلى أهمية النظر في الكيفية التي يمكن بها تحسين المجتمعات الإنسانية في العالم. وقال العطية إن هذا أمر ممكن من خلال تطبيق العلم الذي يعتبر الهدف الأساسي لهذا المنتدى، وهو "خلق مجتمعات أفضل من خلال تطبيق العلم". وأوضح أنه وخلال الأيام الثلاثة الماضية للمنتدى، أتيحت الفرصة للمشاركة في الخطاب الفكري الذي تناول التحديات المختلفة التي هي موضوع المنتدى. واختتم عبدالله بن حمد العطية حديثه، مشيرًا إلى الأهمية الكبيرة لانعقاد المؤتمر وما جرى تداوله فيه من الأفكار المثيرة للاهتمام والوقوف عند التحديات والمخاوف التي بحثها المشاركون في شفافية ووضوح وأسلوب بناء يليق بالمنتدى. "دعونا نعود إلى بلداننا ومضاعفة جهودنا لتطبيق العلم لتحسين مجتمعاتنا". المنتدى الذي عقد في كيوتو بحث العديد من قضايا العلوم والتكنولوجيا بمشاركة 100 من المسؤولين التنفيذيين في شركات عالمية عملاقة، وعلماء وحملة جائزة نوبل، والمديرين الممثلين للوكالات الحكومية والصناديق المالية الخاصة. وقد تناولت أوراق العمل في المنتدى العديد من القضايا الخاصة الطاقة والبيئة، وثورة النفط والغاز الصخري، والابتكارات الصناعية، والعلوم والتكنولوجيا والدبلوماسية والتعاون العلمي في العالم، والتحديات والحلول في مجال الطاقة المتجددة، والغذاء والمجاعات في العالم، وردم الهوة بين العلوم والتكنولوجيا والمجتمع والسياسة. كذلك تطرقت أوراق عمل المؤتمر للتغيرات التي أحدثتها التكنولوجيات على المجتمعات الإنسانية.
مشاركة :