فائزة مصطفى (باريس) تحتفي أكبر وأشهر الأرصفة في وسط العاصمة الفرنسية بالطبعة الثامنة لمهرجان «ثقافة على الرصيف»، حيث يقام على جانبي رصيف «لولوار» المطل على نهر السين أكثر من مائتي وخمسين فضاء ثقافيا، وتتنافس أكبرُ المتاحف والمسارح والعشرات من الهيئات الثقافية على إبراز إصداراتها الجديدة وعروضها الفنية المنفردة، كما يمنح المهرجان فرصة لسكان الأحياء المهمشة للاحتكاك بالنخبة الفرنسية. يدير هذا الحدث الثقافي الذي تأسس عام 2008 كل من كلار روزويسكي، وبولين كوزان اللتان أسستا عام 2007 تظاهرة ثقافية تحمل عنوان: «فتيات فوق الجسر»، وتهدف إلى تنظيم جولات سياحية ثقافية تشترك فيها العائلات، وتشجع المبدعين على تقديم أعمالهم في الساحات العمومية، لتشرفان فيما بعد على إقامة تظاهرة مماثلة على أرصفة نهر السين، وتمييز هذه الطبعة بعروض عديدة على الهواء الطلق في حوض منطقة «لافيلات»، حيث تقدم أعمال إبداعية من توقيع المخرج المسرحي والتشكيلي الإيطالي الشهير روميو كاستلوتشي، والسينوغرافي الفرنسي جوال بوميرات والفرنسي كريستوف هونوري وجون ميشال ريب، كما يشرف آخرون على ورشات للأطفال تخص المسرح والموسيقى، والفنون السينمائية، وأتليهات الكتابة.. واللافت للانتباه خلال هذه الطبعة هو تحول العديد من المتاحف والقصور الباريسية إلى قاعات للعروض الراقصة، وأخرى للتجارب التشكيلية للشباب، ويلتف المؤرخون وعلماء الآثار حول التماثيل والكنوز الأثرية لسرد تاريخها للجماهير الواسعة، ويشارك الرسامون في انجاز لوحات كوليغرافية على الجدران، وتخرج العروض الأوبرالية من جدران المسارح العريقة نحو الشوارع الشعبية. كما تحولت الضاحية التاسعة عشر في قلب مدينة الأنوار إلى منصة عريضة لمغني الروك والإلكترو والميتال والموسيقى الكلاسيكية، وتحضر فرق للفنون الإفريقية والمغاربية والعربية أيضا أغلب روادها من أبناء المهاجرين، لتخلق فسيفساء تعبر عن مدى الانصهار الحضاري في فرنسا. الجديد في هذه الطبعة هو تخصيص قرية رقمية للتعريف بآخر التطبيقات التقنية التي أحدثت ثورة في الفنون، إضافة إلى إنشاء خيمة للفنون التشكيلية، وقريتين للاستعراضات وأخرى للمهرجانات الموسيقية.
مشاركة :