يترقب العالم القمة التي ستعقد اليوم بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في جنيف، خصوصاً أن العلاقة بين الجانبين اتسمت بالتوتر خلال الفترة الماضية وشهدت انتقادات واتهامات متبادلة. وقام الرئيسان بالتحضير جيداً قبل عقد اللقاء، لمعرفة كيفية التعامل مع الطرف الآخر، فهناك مجموعة من التكتيكات والخطوات التي يتبعها الرئيس الروسي خلال لقائه أي رئيس أميركي، وفق ما كتب غلين جونسون المساعد السابق لشؤون الاتصالات في عهد وزير الخارجية السابق جون كيري، في موقع "أكسيوس". فقد أوضح جونسون أن فرصة نادرة أتيحت له لمشاهدة بوتين خلال عمله فترة أربع سنوات أمضاها كمساعد اتصالات كبير لوزير الخارجية السابق جون كيري. بوتين يضع ضيوفه في موقف دفاعي وكشف أن الرئيس الروسي يستخدم مجموعة من الاستراتيجيات تهدف إلى وضع قادة الولايات المتحدة في وضع دفاعي وفي حالة رد، مشيراً إلى أن بوتين لديه عقود من الخبرة في هذا المجال. واشتهر ضابط المخابرات السابق بمحاولة تأكيد سلطته من خلال الظهور متأخراً في اللقاءات ثم التعبير عن مظالم أمته. إلى ذلك، أوضح أنه قام خلال فترة وجوده في الحكومة، بأربع رحلات إلى موسكو وواحدة إلى سوتشي، في روسيا، واجتمع خلالها مع بوتين بشكل متكرر. وأضاف أن بوتين أبقى كيري ينتظر لساعات في إحدى الزيارات، وأخيراً اتصل به الكرملين في الساعة 10 مساءً، لذلك تم التأكيد في بروتوكول القمة الحالية مع بايدن أن يصل بوتين أولاً. "تثليج ضيوفه" كما قال المسؤول السابق إنه وضع في كتابه عن الدبلوماسية "Window Seat on the World"، تفصيل أحد تكتيكات بوتين الرئيسية، وهي "تثليج ضيوفه" والمقصود بها ترك الضيف لفترة انتظار طويلة ثم التواصل معه، حيث قام كيري بجولة في ساحة القديس بطرس وجلس في غرفته بالفندق في انتظار استقبال بوتين له. وهناك طريقة أخرى يضع بها بوتين نظراءه الأميركيين في موقف دفاعي، وهي التعبير عن المظالم بما في ذلك عدم الاحترام الملحوظ لثمانية ملايين جندي روسي قتلوا في قتال النازيين في الحرب العالمية الثانية. من جهته، قال جون فينر رئيس أركان وزارة الخارجية سابقاً ونائب مستشار الأمن القومي لبايدن، إن "النصيحة التي كنا نميل إلى تقديمها للوزير كيري كانت أن لا نأخذ الطُعم بل التركيز والاستيعاب ثم محاولة التمحور والتركيز على جدول الأعمال الخاص حتى يمكنك الحصول على شيء ما من هذه الاجتماعات". قمة بايدن - بوتين وسيكون وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف داخل غرف الاجتماع التي ستجمع بايدن وبوتين، وسيتحدثان فقط إذا دعاهما رئيسا الدولتين. وأوضح جونسون أن لافروف شخصية غامضة يتحدث الإنجليزية بطلاقة ووجه خالٍ من التعبيرات ويرتدي نظارة طبية. كما أضاف أنه "غالباً ما تغرد السكرتيرة الصحافية للافروف ماريا زاخاروفا، بالصور أثناء الاجتماعات، وهو انتهاك للبروتوكول الدبلوماسي". تحديات التعامل مع بوتين لا تنتهي وبيّن جونسون أن بوتين لا يلتزم بالتعليقات العامة المتفق عليها بعد اللقاءات، بل يخبر الصحافة بما يرغب فيه. كما أن لافروف، الذي يقلق فقط بشأن إرضاء بوتين، كان يكتب في كثير من الأحيان بعض الملاحظات على بطاقة ويتقدم مباشرة إلى الميكروفون. ومن المرجح أن يسعى بايدن للحصول على تعليقات من بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان والسكرتير الصحافي للبيت الأبيض جين بساكي قبل مخاطبة الصحافة. وفي بعض الأحيان يتم استشارة وزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية أولاً حول تطوير الاجتماع. وختم المساعد السابق في شؤون الاتصالات مقالته بالقول، إن اختيار بايدن كان عدم مكافأة أو تضخيم بوتين بمؤتمر صحافي مشترك، وبدلاً من ذلك، سيدع بوتين أولاً ليقدم قصته المفضلة لوسائل الإعلام الدولية. ثم يمكن ترك بايدن يلعب في لعبة اللحاق بالركب ما لم يتمكن من التغلب على بوتين في لعبته الخاصة.
مشاركة :