انعقدت بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بالعاصمة تونس اليوم، أعمال المؤتمر العربي الرابع عشر لرؤساء أجهزة الإعلام الأمني الذي انعقد افتراضياً, بمشاركة رؤساء أجهزة الإعلام الأمني وممثليهم في الدول العربية, فضلاً عن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. وأكد معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، الدكتور محمد بن علي كومان، في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال المؤتمر أن هذا الاجتماع ينعقد في ظل هذا الظرف الدقيق الذي فرضته جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وما صاحبها من تحديات كبيرة في مختلف مناحي الحياة وهو ما فرض على الأجهزة الأمنية مسؤوليات جديدة. وأشار معاليه إلى أن أجهزة الإعلام الأمني ليست في منأى عن ذلك، بل إنها باتت مُطالبة أكثر من أي وقت مضى أن تلعب دورا حاسما في التصدي للشائعات وما يُصاحبها من بث الفتن والتحريض على العنف والجريمة ونشر الأكاذيب وتحريف الحقائق، والحيلولة دون استغلال الجماعات الإرهابية لوسائل الإعلام ووسائط التواصل المختلفة من أجل الترويج لعملياتها الدنيئة وبثّ فكرها المتطرف. وقال معاليه: إن البعد المزدوج لتعاطي الإعلام مع قضايا الإرهاب يطرح معضلة حقيقية أمام أجهزة الإعلام الأمني العربية، وأن هذا الموضوع سيُناقش خلال هذا المؤتمر الذي يتخذ من الإرهاب موضوعا محوريًا له، ويُعالجه من عدة جوانب. وأضاف معالي الأمين العام أن دور الإعلام في مكافحة الإرهاب سيستأثر بنصيب الأسد من مداولات الاجتماع ، من خلال عرض التجارب المتميزة للدول الأعضاء التي تعكس الاستثمار في الإعلام لمواجهة الإرهاب، وهو بند دائم على جدول أعمال المؤتمر يمثل فرصة لتقاسم التجارب الرائدة والممارسات الفضلى، وسيُدعم هذا التوجه برؤية متكاملة أعدها المكتب العربي للتوعية الأمنية والإعلام بالتعاون مع المكتب العربي لمكافحة التطرف والإرهاب، بما يُعطي صورة واضحة عن الدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في التصدي للإرهاب. وشدّد معاليه في كلمته، أنه بقدر ما يسهم الإعلام في مكافحة الإرهاب، فإن الجماعات الإرهابية تستغله في الترويج للإرهاب ونشر الفكر المتطرف وإشاعة خطاب الكراهية والإقصاء واستقطاب العناصر وتنفيذ عملياتها الإرهابية الجبانة، مشيرا إلى أنه أمرٌ يسترعي الانتباه لهذا البعد السلبي، وتدارسه بكل اهتمام. وتطرق معاليه، إلى برامج إعداد وتأهيل المتحدث الرسمي الأمني، الذي يمثل حلقة الربط بين المؤسسة الأمنية والجمهور، وتقع على عاتقه مهمة إيصال الرسالة الأمنية النبيلة ونقل الصورة الصحيحة للأحداث وتبصير الرأي العام وتنويره من خلال نشر المعلومات الموثوقة وترسيخ قيم المواطنة والانتماء لدى المواطن العربي ونشر ثقافة التسامح وتقبل الرأي الآخر والتعايش السلمي بين مختلف طوائف المجتمع، وإبراز دور الأجهزة الأمنية في مكافحة الجريمة، وتشكيل اتجاهات الرأي العام ضد الجريمة بشكل عام والإرهاب بشكل خاص. ويناقش المؤتمر وفق بيان للأمانة العامة للمجلس، عدداً من البنود المدرجة على جدول أعماله من بينها: رؤية متكاملة حول دور الإعلام في مكافحة الإرهاب، وتجارب متميزة لعدد من الدول العربية في هذا المجال، كما سيُناقش دور الإعلام في نشر الإرهاب والفكر المتطرف، وبرامج إعداد وتأهيل المتحدث الرسمي الأمني.
مشاركة :