بعد أن فقدت الجماهير عندنا الفرصة في فوز المنتخب الوطني لكرة القدم ليتأهل لتصفيات كأس العالم وتصفيات كأس آسيا لم تجد أمامها وهي جالسة في بيوتها إلا مشاهدة ومتابعة مباريات مسابقات كوبا أمريكا وبطولة أمم أوروبا لكرة القدم من خلال النقل المباشر من قناة (بين سبورت) بعد أن دفعت الجماهير المحبة لمباريات كرة القدم اشتراكا خاصا ليتمكنوا من مشاهدة هذه القناة. ولكن ولنركز أكثر على كلمة ولكن وهذا هو المهم في حديثنا عن بعض المعلقين العرب على هذه المباريات في هذه القناة على الهواء مباشرة خرجوا عن ثقافة التعليق الرياضي على سير المباريات في داخل الملعب ليلقوا على المشاهدين والمستمعين لهذه المباريات محاضرات بمعلومات الكل يعرفها خاصة المتابعين لمباريات كرة القدم التي تقام في جميع دول العالم. إن هؤلاء المعلقين العرب مع احترامنا وتقديرنا لشخوصهم يبالغون كثيرا في تعليقاتهم على المباريات لدرجة تجعلنا نشاهد هذه المباريات بحركات اللاعبين فقط وهم يلعبون في الملعب بدون سماع أصوات المعلقين وهم في داخل الاستوديو الرياضي بأن يأتوا لنا بمعلومات عن اللاعبين والأندية والمدربين قبل عشرات السنوات بل أكثر من خمسين عاما وحتى تغيير ألوان تيشيرتاتهم يذكرونها بأنها لم تتغير منذ أكثر من خمسين عاما وعدد الأهداف التي أحرزها اللاعب الذي يحرز الهدف بالقول إن مثل هذا الهدف أحرزه اللاعب الفلاني قبل أكثر من خمسين عاما وإن هذا المنتخب حصل على بطولة كوبا أمريكا وبطولة أمم أوروبا قبل عشرات السنين وإن هذا الحكم الذي يدير المباراة كان يدير المباراة منذ أكثر من عشر سنوات ومعلومات رياضية ليس مكانها ملعب كرة القدم في أثناء اللعب. وإنما مكانها قاعات المحاضرات والندوات في إلقاء محاضراتهم والمشاركة في الندوات والمقابلات بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ليقولوا ما يشاؤون عن المعلومات التي يزعجوننا بها ونحن نشاهد هذه المباريات. فالجماهير التي دفعت رسوم الاشتراك في قناة (بين سبورت) لم تدفعها للاستماع لمحاضرات المعلقين العرب في داخل الملعب بصراخهم بهذه المعلومات عن عالم كرة القدم. وإنما دفعتها لمحبتهم لهذه القناة (بين سبورت) ليتابعوا المباريات المختلفة بالدوري الأوروبي والدوري الانجليزي وبطولات أوروبا ليأتي هؤلاء المعلقين العرب ليعكروا صفو مشاهدتنا لهذه المباريات. إننا نتمنى من المسؤولين في قناة (بين سبورت) أن تقدر مشاعر الجماهير الذين يحبون هذه القناة الرياضية ويتابعون المباريات من خلالها أن تهتم بكلامنا وكلام غيرنا وترجع لتعليقات المعلقين العرب حتى يتأكدوا أن الذي نقوله ونكتبه ليس كرها للمعلقين العرب بل من محبتنا لهم ولكن الطريقة التي يقومون بها بتعليقاتهم الخارجة عن الثقافة الرياضية في طريقة تعليقاتهم عن المباريات كأنهم يحاضرون في القاعات ليستمع إليها من يريد. وأما المعلقين العرب أيضا في داخل الاستوديو وهم يعلقون على المباريات بما في ذلك مباريات تصفيات كأس العالم وتصفيات كأس آسيا وكوبا أمريكا وبطولة أمم أوروبا فالحديث عنهم يطول لعدم حياديتهم في التعليق قبل وبين الشوطين وفي نهاية المباراة لعدم الحيادية في التعليق وإنما انحيازا إلى لاعبين معينين ونوادي ومدربين معينين وهذا خارج عن الروح الرياضية. يبقى أن نتمنى من المسؤولين عن قناة (بين سبورت) أن تتابع تعليقات المعلقين العرب على المباريات من خلالها وأن تعقد الندوات والمحاضرات للمعلقين العرب في الطريقة المثلى للتعليق سواء في داخل الملعب أو في الاستوديو الرياضي وأن تعرض لهم مشاهدات من القنوات الرياضية الأجنبية في مختلف اللغات في التعليق على المباريات الأوروبية والانجليزية التي يعلقون عليها المعلقون الأجانب في مختلف لغاتهم ليروا ويشاهدوا التعليق الراقي في الثقافة الرياضية والالتزام بحيادية التعليق ولا يتحدثون مثل المعلقين العرب عن المباريات قبل خمسين وستين عاما عن الأهداف التي أحرزها اللاعب وعددهم قبل مائة عام مثل ما يحصل عند المعلقين العرب بعيدين عن التعليق عن مايدور في الملعب. فكونا يالمسؤولين في قناة (بين سبورت) الرياضية من تعليقات المعلقين العرب مثل ما قلنا مع احترامنا وتقديرنا لشخوصهم ولكن استئنا من تعليقاتهم انصحوهم ألا يخرجوا عن التعليق الرياضي المقبول الذي لا يضايق الجماهير المتابعة للمباريات في قناتكم (بين سبورت). ونحن نتحدث عن المعلقين العرب يبقى أن نذكر بالقول في داخل الاستوديو عن المعلقين العرب إنهم دائما يكونون مع مقدم البرامج الذي يحاورهم ولم نر أي معلق يخالف رأي مقدم البرنامج برأيه وهذه قمة المجاملة لأن المعلق لا يقول رأيه المقتنع به. لقد أعجبني اللاعب الموهوب لاعب المنتخب الوطني ونادي السالمية الرياضي السابق بشار عبدالله في تعليقه على المنتخب الوطني الكويتي في داخل استوديو القناة الرياضية في محاورته مع مقدم البرنامج برأيه المقتنع به بعيدا عن المجاملات وهذه النوعية من المعلقين مثل بشار عبدالله هم الذين يريحون المستمعين إليهم بالتعليق الراقي لا بالمجاملات
مشاركة :