عمان – تُنتج الأردنية لارا الطيطي صابونا من حليب الإبل وتقول إنه بينما يعتبر ذلك الحليب من أكثر المواد الاستهلاكية شيوعا بين الأردنيين، فإن إنتاج صابون منه أمر غير مألوف في المملكة. وتجوب الطيطي، وهي أم لثلاثة أطفال، مزارع الإبل في محافظتي إربد والمفرق للحصول على الحليب. وأشارت الطيطي إلى أنها اختارت هذا الحليب ليكون المكون الرئيسي في صابونها نظرا لفوائده العديدة، موضحة أنه يحتوي على فيتامين (سي) بنسبة تزيد ثلاثة أمثال عن حليب البقر، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة. وبدأت لارا إنتاج صابونها الذي أطلقت عليه تسمية “أروماتيك لول” في المنزل بشكل يدوي قبل أن تتوسع إلى ورشة مستقلة أسستها لاحقا. وأكدت أن “تجربتها مع حليب الإبل تعد الأولى من نوعها في الأردن”، معتبرة أن الأمر لذلك لم يكن سهلا بالمرة بالنسبة إليها لعدم وجود منتوجات مشابهة يمكن أن تستفيد من الطرق المعتمدة في صنعها، بالإضافة إلى صعوبة تحصيل هذا النوع من الحليب. Thumbnail وبدأت فكرة المشروع تدور في ذهن الطيطي منذ نحو إثني عشرة سنة، وطورتها شيئا فشيئا، حيث انطلقت من منزلها، وشجعها الطلب الكبير على صابونها على إبرام عقود إنتاج مع مصانع في أنحاء المملكة، إلى جانب تأسيس ورشة مستقلة، ومع ذلك تحافظ في جزء من عملها على الاعتماد على الطريقة اليدوية. وقالت الطيطي “تعد أهم مرحلة وأولها في صنع الصابون الحرص على إدخال أنواع مختلفة من الزيوت في التركيبة بهدف تحقيق جودة وصلابة عاليتين، بالإضافة إلى توفير رغوة مناسبة، ثم نعكف على العمل على تزويد المنتج بمادة علاجية والتي تكون ضمن خطة تصنيع الصابون”. ولفتت إلى أن “الصابون يعتبر من المنتوجات التي تحمل مخاطر جمة على البشرة بالخصوص، لذلك فإن الدخول إلى عالم تصنيعه يتطلب دراية كافية بكل خطوة يخطوها حتى يجنب الناس مثل هذه المخاطر”. ويحظى صابون المنتجة الأردنية بإقبال كبير، وتقول إحدى الزبونات وتدعى هبة طبيشات إنها تفضل كثيرا استعمال هذه الصابونة لثقتها أنها مصنوعة من مواد طبيعية مئة في المئة وخالية تماما من المواد الكيميائية، وهو ما يضمن لها عدم تعرض بشرتها إلى أي تأثيرات جانبية غير مرجوة. وأضافت أن “الفتيات بالخصوص يهمهن كثيرا الحصول على منتوجات طبيعية تحفظ لهن بشرتهن، ولا تكون ضارة لاسيما عند إزالة مساحيق التجميل من الوجه”. وتنتج الطيطي حاليا نحو أربعة آلاف قطعة صابون شهريا تبيعها في الأردن وبعض الدول الأخرى.
مشاركة :