أظهر بحث جديد، أن النساء اللاتي يتعرضن لمستويات أعلى من تلوث الهواء أثناء حملهن ، ينجبن أطفالاً ينمون بسرعة غير معتادة في الأشهر الأولى بعد الولادة، ما يزيد من الدهون التي تعرض الأطفال لخطر السمنة والأمراض ذات الصلة في وقت لاحق من الحياة. الدراسة التي أجريت على أمهات وأطفال من أصل إسباني، ونُشرت هذا الأسبوع في مجلة الصحة البيئية، هي الأحدث التي تشير إلى أن نوعية الهواء الرديئة قد تساهم جزئياً على الأقل في انتشار السمنة في العالم، خاصة بين الأقليات التي تميل إلى العيش في أماكن تعرضها للمزيد من الملوثات السامة. ويعاني حوالى 1 من كل 4 شباب من أصل إسباني في الولايات المتحدة من السمنة، مقارنة بحوالي 14% من الشباب البيض و11% من الشباب الآسيوي. وقال الباحثون، إن المعدلات المرتفعة للسمنة بين مجموعات معينة في المجتمع الأميركي، ليست مجرد نتيجة ثانوية للاختيارات الشخصية كممارسة الرياضة أو عدد السعرات الحرارية التي يتم تناولها، بل أكثر تعقيداً من ذلك، إذ تشير الدراسة ودراسات أخرى إلى أنها يمكن أن تتعلق أيضاً بكمية العبء البيئي الذي يتحمله المرء. وأظهرت الأبحاث السابقة أن النساء الحوامل المدخنات أو المعرضات بشكل كبير لتلوث الهواء ينجبن أطفالاً أقل وزناً عند الولادة، وخلال السنة الأولى من العمر، يميل الأطفال إلى السباق من أجل اللحاق بركاب النمو، ويزداد وزنهم بسرعة غير عادية. وتم ربط زيادة الوزن المتسارعة في مرحلة الطفولة المبكرة، بمرض السكري وأمراض القلب ومشكلات الوزن في الطفولة والمراهقة. وتُعد الفترة أثناء الحمل أو بعد الولادة بشهور قليلة، نافذة حرجة للنمو، ويمكن للظروف البيئية السيئة أن تتسبب في إكساب الرضيع مجموعة من المشكلات في وقت لاحق من الحياة. ولدراسة كيفية تأثير ملوثات معينة على مسار نمو الطفل، تابع الباحثون 123 من الأمهات والرضع، ثلث الأمهات يتمتعن بالوزن الطبيعي قبل الحمل، وثلث يعانين من زيادة في الوزن، والثلث الأخير يعانين من السمنة المفرطة. واستخدم الباحثون بيانات من نظام جودة الهواء التابع لوكالة حماية البيئة الأميركية، والذي يسجل بيانات جودة الهواء كل ساعة من محطات المراقبة المنتشرة في جميع الولايات، لتحديد مدى تعرض الأمهات قبل الولادة لـ4 فئات من الملوثات، هي الجسيمات العالقة التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر والجسيمات العالقة التي يقل قطرها عن 10 نانومتر، وثاني أكسيد النيتروجين المنبعث من السيارات ومحطات الطاقة، علاوة على الأوزون المكون الرئيس للضباب الدخاني. وتابع الباحثون الأطفال، وقاسوا بشكل دوري وزنهم وطولهم ومقدار الدهون في أجسادهم علاوة على أماكن تركزها. ووجدوا أن التعرض الأكبر لتلوث الهواء المحيط قبل الولادة، كان مرتبطاً بتغيرات أكبر في الوزن والسمنة، أو بدانة الجسم، في الأشهر الستة الأولى، وقال الباحثون إن الملوثات تؤثر على الذكور والإناث بشكل مختلف. فعلى سبيل المثال، كان التعرض لمزيج من الأوزون وثاني أكسيد النيتروجين في الرحم مرتبطاً بنمو أسرع حول منطقة الخصر عند الإناث، بينما في الذكور كان مرتبطاً بنمو أبطأ في الطول وتراكم أكبر للدهون حول منطقة الوسط. ومن المعروف أن الدهون الزائدة حول منطقة الوسط ترتبط بزيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكري. ويعتقد الباحثون أن هذه الملوثات يمكن أن تلهب الرئتين وتسبب التهاباً جهازياً للأعضاء، ما يؤثر على عمليات التمثيل الغذائي، مثل حساسية الأنسولين، والتي يمكن أن تؤثر على نمو الجنين. وثبت أن الملوثات تؤثر على التعبير الجيني عند الرضع، ومن المحتمل أن تكون لها تأثيرات طويلة الأمد. ويوصي الباحثون، النساء الحوامل باتخاذ احتياطات إضافية لتقليل تعرضهن لتلوث الهواء عن طريق إغلاق النوافذ للحد من التلوث داخل المنزل، وعدم ممارسة الرياضة في الهواء الطلق في أوقات ارتفاع تلوث الهواء، والابتعاد عن الأنشطة بجانب الطرق المزدحمة.
مشاركة :