شرطة هونغ كونغ تدهم مقر صحيفة مؤيدة للديموقراطية وتعتقل خمسة من مسؤوليها

  • 6/17/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وشارك أكثر من 500 شرطي في ساعة مبكرة من صباح الخميس، في عملية الدهم المرتبطة، حسب الشرطة، بمقالات نشرتها الصحيفة "تدعو إلى فرض عقوبات" على هونغ كونغ والقادة الصينيين. وقالت الشرطة في بيان إنّ المسؤولين الخمسة أوقفوا بشبهة "التواطؤ مع دولة أجنبية أو مع عناصر خارجية بهدف تعريض الأمن القومي للخطر". وأكّد كبير مفوضي الشرطة ستيف لي أنهم "جميعا مسؤولون في +آبل ديلي+، لذلك يعرفون جيدا النشاطات اليومية للمؤسسة"، موضحا أنهم "مسؤولون عن المضمون والأسلوب والقواعد في مجال نقل ألأنباء". وأعلنت الشرطة أيضا أنه تم تجميد أصول بقيمة 18 مليون دولار هونغ كونغ (مليونا يورو) لصحيفة "آبل ديلي" المؤيدة للديموقراطية بموجب قانون الأمن القومي الصارم الذي فرضته بكين في 2020. وقال ستيف لي للصحافيين "تم تجميد أصول ثلاث شركات هي +آبل ديلي ليمتد+ و+آبل ديلي برينتينغ ليمتد+ و+آبل ديلي انتيليكت ليمتد+ بلغ مجموعها 18 مليون دولار" محلي. وهي المرة الأولى التي تصادر فيها أصول لمجموعة إعلامية في هونغ كونغ. وبثّت الصحيفة عبر حسابها على موقع فيسبوك لقطات حيّة للمداهمة ظهر فيها عناصر من الشرطة وهم يفرضون طوقاً أمنياً حول المبنى ثم يدخلونه ويفتشون قاعة التحرير ويدققون في حواسيب الصحافيين. حكمان بالسجن 14 شهرا لقطب الإعلام جيمي لاي في هونغ كونغ - أياد مكبلة - قال أحد صحافيي "آبل ديلي" عبر البث الحيّ من دون أن يعرّف عن نفسه إنّ عناصر الشرطة وصلوا بأعداد كبيرة قرابة الساعة السابعة الخميس (23,00 ت غ الأربعاء) ومبنانا محاصر". وأضاف أن "الشرطة تمنعنا من استخدام كمّية كبيرة من معدّاتنا، لكن لا يزال بإمكاننا الاحتفاظ بهذه الكاميرا التي تبثّ على الهواء مباشرة وسيتمّ تحديث موقعنا على الإنترنت". وتابع "يمكننا الآن رؤيتهم ينقلون صناديق ومعدّات إلى سياراتهم". وأوقف معظم مسؤولي الصحيفة في منازلهم قبل نقلهم إلى الصحيفة. واقتيد رئيس التحرير راين لو والرئيس التنفيذي شونغ كيم هونغ مقيدي الأيدي إلى المبنى. ونشرت المنصة الإلكترونية المؤيدة للديموقراطية "ستاند نيوز" صوراً لباب منزل تشان بوي مان مساعد رئيس التحرير، وقد تم خلعه. وقال مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس إن الموقوفين الخمسة هم جميعاً مسؤولون تنفيذيون في "نيكست ديجيتال"، المجموعة الإعلامية المالكة لشركة آبل ديلي. وبعيد الإعلان عن توقيف المسؤولين الخمسة أعلنت بورصة هونغ كونغ وقف التعاملات بأسهم "نيكست ديجيتال" التي يملكها قطب الإعلام جيمي لاي. وخلال عام واحد تدهور المناخ السياسي بشكل كبير في المستعمرة البريطانية السابقة مع القمع المستمر للحركة المؤيدة للديموقراطية التي عبأت حشودا نزلت إلى الشوارع في 2019 ضد تدخل بكين. ولإحكام سيطرتها على المنطقة، تستخدم بكين قانون الأمن القومي الصارم الذي فرضته وكذلك إصلاحا يهدف إلى التأكد من أن وحدهم "الوطنيين يحكمون هونغ كونغ". وينص هذا القانون على عقوبة السجن مدى الحياة للجرائم المتعلقة بالانفصال والتخريب والإرهاب والتواطؤ مع القوى الأجنبية. في الواقع، سمحت صياغته المبهمة جدا بقمع أي صوت معارض. - دعم ثابت - يقضي جيمي لاي حالياً أحكاماً عدّة بالسجن صدرت في حقّه بسبب مشاركته في احتجاجات مؤيّدة للديموقراطية هزّت هونغ كونغ قبل عامين. وأثار لاي (73 عاماً) غضب بكين مرات عدة بسبب دعم صحفه للتحرّك الاحتجاجي المؤيّد للديموقراطية. وقد أعلنت سلطات هونغ كونغ في منتصف أيار/مايو تجميد أصوله لخرقه قانون الأمن القومي في المدينة. وقدمت صحيفة "آبل ديلي" دعما ثابتا لهذه الحركة منذ 2019. ولم تخف بكين يوما رغبتها في إخضاع الصحيفة لقواعدها أو على الأقل خنق صوتها. وتتهم وسائل الإعلام الرسمية باستمرار لاي بأنه "خائن" ومحرض على حركة الاحتجاج الضخمة. ويعتبر مسؤولون كبار في الحزب الشيوعي أنه ارتكب جرائم تتعلق بالأمن القومي. وبررت الشرطة بهذا القانون، تجميد الحسابات المصرفية للاي في أيار/مايو وحصته الكبرى في رأس مال "نيكست ديجيتال". وكانت هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها هذا النص لتجميد مساهمة بالجزء الأكبر في مجموعة مدرجة في البورصة. وحتى الخميس لم تمس السلطات بأصول الصحيفة ومن المستحيل معرفة ما إذا كانت "آبل ديلي" ستظل قادرة على دفع رواتب موظفيها. واتهم أكثر من مئة شخص بموجب القانون نفسه وقد يحكم عليهم بالسجن مدى الحياة في حالة إدانتهم بينما أفرج عن عدد قليل جدا منهم بكفالة. ويعتبر العديد من القوى الغربية أن إحكام بكين سيطرتها على هونغ كونغ أنهى مبدأ "دولة واحدة ونظامين" الذي اتفق عليه عند إعادة المستعمرة البريطانية السابقة إلى الصين في 1997. وكان يفترض أن يضمن هذا المبدأ حكماً ذاتياً واسعاً للمنطقة حتى 2047. وكان رئيس تحرير صحيفة "آبل ديلي" قال في أيار/مايو الماضي لوكالة فرانس برس إن الصحيفة تعاني من "أزمة" منذ سجن رئيسها، مؤكدا مع ذلك أن الصحافيين عازمون على مواصلة النشر. وخلال مناقشة عامة أخيرة ، سأله الموظفون عما يجب أن يفعلوه إذا تم توقيفه. و أجاب: "انشروها في بث حي".

مشاركة :