«قلعة شمسان».. إطلالة على تاريخ وحضارة أبها

  • 6/16/2021
  • 23:53
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تُعد «قلعة شمسان» الواقعة شمال شرق أبها معلمًا معماريًا لفنون العمارة التقليدية، وشيدت بتصميمها الأخير قبل أكثر من مئة عام على قمة جبل «شمسان» المرتفع بنحو 2200 متر فوق سطح البحر، فكانت البوابة الرئيسة لمدينة أبها من جهة عقبة شعار «شمالا»، وخط الدفاع الأول عن المدينة في حقب زمنية متتالية.تحصينات أبهاويشير د. محفوظ بن سعيد الزهراني في كتابه «تحصينات مدينة أبها في الفترة من 1288 - 1337هـ» إلى أن المساحة الإجمالية للقلعة تبلغ حوالي 5389 مترًا مربعًا، وذات أرض صخرية غير مستوية، ويأخد تخطيطها شكلًا غير منتظم، ويوجد في ركن القلعة الشمالي برج دائري، ويقع مدخلها في منتصف السور الجنوبي الغربي المطل على مدينة أبها، ويؤدي المدخل إلى ممر مسقوف تفتح عليه حجرتان من جهتيه اليمنى واليسرى، مخصصتان للحرس، ويتميز نظام التغطية في القلعة باستخدام الأسقف المسطحة، وهي عبارة عن عوارض خشبية من جذوع أشجار العرعر المنتشرة بكثرة في الغابات الغربية لجبال عسير، وتختلف أطوال تلك العوارض تبعًا لعرض كل حجرة من حجرات القلعة.شكل جماليوأوضح الزهراني أن القلعة تتكون من أسوار تحيط بها من الجهات الأربع، وترتكز عليها الحجرات، وكُسيت واجهة السور الغربي المطل على مدينة أبها والربع الغربي من واجهة السور الشمالي، بطبقة من الجص، وذلك لإكسابها شكلًا جماليًا، إضافة إلى أن الجص يساعد على تماسك الأحجار، ويختلف ارتفاع هذه الأسوار من جهة إلى أخرى تبعًا لتضاريس الأرض المشيدة عليها.أحجار جرانيتيةويرصد الباحث أسلوب البناء في القلعة بداية من قطع الأحجار الجرانيتية بأحجام مختلفة، ثم رصها بشكل بسيط مكونة وجهي الحائط من الداخل والخارج، ويظهر بعد ذلك على هيئة مداميك غير متوازية، مع حشو الفراغ عند عدم استواء أوجه الحجارة بين المداميك بقطع الأحجار الصغيرة على هيئة رقائق خفيفة تأخذ شكل طبقات في ذلك الفراغ وتسمى محليا «الكحل»، وروعي عند بناء كل مدماك ملء المحصور في المسافة بين وجهي الحائط بالأحجار الصغيرة والطين، الذي يعمل على سد الفراغ بين الأحجار من جهة وتماسكها من جهة أخرى.معلم سياحيوشهدت القلعة في السنوات الأخيرة مشروعات ترميم وإعادة تأهيل متعددة، من أبرزها مشروع أمانة منطقة عسير لتطوير محيط القلعة لتكون معلمًا سياحيًا مهمًا في مدينة أبها، تشمل بناء الجدران الحجرية، ورصف مسارات المشاة، وإنارة القلعة، وإعادة سفلتة الطرق المحيطة بها، وتنظيم المواقف، بتكلفة قاربت ثلاثة ملايين ريال.

مشاركة :