طهران - الوكالات: عشية الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي يرجح أن تنتهي بفوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، رأى مجلس صيانة الدستور أن المنافسة «جدية» رغم استبعاده مرشحين بارزين والتخوف من امتناع واسع عن المشاركة. دعي زهاء 60 مليون إيراني للتوجه إلى صناديق الاقتراع اليوم الجمعة لانتخاب خلف للرئيس المعتدل حسن روحاني الذي سيتم ولايتين متتاليتين كل منهما من أربعة أعوام، ولا يحق له دستوريا الترشح لولاية ثالثة. وتأتي الانتخابات في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية تعود بشكل أساسي للعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، وزادتها صعوبة أزمة جائحة كوفيد-19. ويعد حجة الإسلام رئيسي (60 عاما)، رئيس السلطة القضائية منذ 2019، الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية الـ13 في تاريخ الجمهورية الإسلامية. يخوض رئيسي الذي يعتبر مقربا من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الانتخابات للمرة الثانية. وهو نال 38 بالمائة من الأصوات في 2017، لكنه لم يحل دون فوز روحاني بولاية ثانية. لكنه يخوضها هذه المرة بغياب أي منافس وازن، بعدما استبعد مجلس صيانة الدستور مرشحين بارزين يتقدمهم الرئيس السابق لمجلس الشورى علي لاريجاني. وصادق المجلس على سبعة مرشحين، انسحب ثلاثة منهم الأربعاء. وبينما ترجح استطلاعات الرأي ووسائل إعلام محلية فوزا عريضا لرئيسي، رأى المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي أن المنافسة قائمة. وقال خلال مؤتمر صحفي إن «المناظرات التلفزيونية التي تم بثها» أظهرت أن «المنافسة السياسية جدية». وأضاف «وسائل الإعلام والشعب العزيز شهدوا أن الأمر يتعلق بمنافسة جيدة». وخاض المرشحون السبعة ثلاث مناظرات تلفزيونية غاب عنها إجمالا النقاش المباشر بشأن البرامج أو الأسئلة المشتركة. ورأت صحف عدة أنها كانت مملة ولم ترفع حماسة الناخبين. يشرف مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه المحافظون وضم 12 عضوا غير منتخبين على الانتخابات الرئاسية ويقرر أهلية المرشحين. ومن أصل نحو 600 مرشح، صادق المجلس على خمسة من المحافظين المتشددين واثنين من الإصلاحيين، قبل أن ينسحب الأربعاء للإصلاحي محسن مهر علي زاده، والمتشددان سعيد جليلي وعلي رضا زاكاني اللذان أيّدا رئيسي. وواجه المجلس انتقادات بعد استبعاده مرشحين بارزين مثل الرئيس السابق لمجلس الشورى علي لاريجاني، أو النائب الحالي للرئيس اسحاق جهانغيري. وبعدما توقعت وسائل الإعلام تنافسا انتخابيا بين لاريجاني ورئيسي، أثارت الاستبعادات انطباعا بأن الانتخابات شبه محسومة لصالح الثاني.
مشاركة :