تعتبر مخازن غلال الامازيغ من أقدم النظم المصرفية في العالم وكانت تستخدمها مجتمعاتهم في المناطق الجبلية بجنوب المغرب في تخزين الحبوب وحفظ المقتنيات الثمينة بكل أنواعها. تعود هذه المخازن التي يطلق عليها اسم «ايكودار» الى قرون من الزمن. وتحت ادارة أمينة كان المواطنون يتمكنون من حفظ المقتنيات الثمينة والوثائق والمجوهرات وتخزين الحبوب والبقوليات والزيوت والتمور وغيرها. وقال سعيد أوفقير نائب رئيس جماعة تاسكدلت «سأتكلم عن أغادير (جمع ايكودار باللغة الاماريغية) الذي هو تراث قديم يعتبر مثل البنك بالمنطقة حيث يتم تخزين الحبوب كالشعير والقمح وكذلك المستندات كرسوم الأملاك والمجوهرات خاصة الفضة. ولكن مع الجفاف معظم الناس لم يعد لديهم ما يخزنونه. هناك رجل نسميه لمين (الأمين) الذي هو حارس المخزن أغادير وهناك أيضا لجنة تسمى انفلاس يمثلها شخص من كل قبيلة تتكون من 10 أشخاص أو أكثر حسب المنطقة لتدبير مخازن أغادير وسن قوانين وشروط عرفية تكتب على ألواح خشبية تحتوي على جميع القوانين والشروط لتدبير واستعمال الاغادير». من جانبه يقول خالد العيوض وهو أستاذ باحث وخبير جمعوي (في اللغة العربية) «أقول ربما هاته المخازن الجماعية قد تكون الارهاصات الاولى لنشوء الابناك (البنوك) لانه عندما نقول بنك هو مكان مؤمن لحماية الممتلكات. هي قديمة قدم هذه الجبال من الصعب حتى أن نحدد تاريخ بنائها. الذي نعرفه اليوم أن هذه المخازن عندما طورت ألواحها واللوح بالمناسبة هو العرف الذي يدير هذه المؤسسات أقدم لوح يعرفه الباحثون هو لوح أغادير أوجاريف كتب سنة 1492 ميلادية. المعلوم أن الكتابة لا تبدأ الا عندما يطور الانسان تاريخ هذه المناطق بمعنى تعود الى بداية استقرار الانسان». تشبه المخازن في تصميماتها القلاع الحصينة ويتم حراستها وتأمينها بطريقة تدل على ذكاء معماري شديد. كانت الايكودار تشيد في العادة في مواقع امنة ومعزولة عن تقلبات الطبيعة وتخضع لحراسة مشددة في حالة اندلاع الحرب أو التعرض لمحاولات النهب. يمكن مشاهدة هذه المخازن منتشرة عبر سهل سوس وجبال الاطلس الصغير. وأطلقت وزارة الثقافة المغربية مؤخرا خطة لتصنيف هذه الصوامع على أنها تراث وطني وادراجها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
مشاركة :