أكد الدكتور سامر المارتيني، (أستاذ مشارك في الهندسة المدنية بجامعة أبوظبي)، أن الطقس الحار له أثر كبير على الخرسانة فور خلطها وبعد جفافها، وأنه يمكن للخرسانة غير المحضرة وفق المعايير اللازمة أن تتسبب في العديد من المشاكل، بما في ذلك صعوبة صبها ورصها، مما قد يؤدي إلى زيادة الفراغات في الخرسانة وانخفاض متانتها الميكانيكية وقدرة تحملها، مبيناً أن مشكلات قدرة التحمل التي يسببها الطقس الحار في كثير من دول العالم تشمل تآكل الفولاذ، وظهور تصدعات، والتكسير، وتكربن المواد، والتفاعلات الكيميائية والكبريتات، وما إلى ذلك، ويُعد ذلك من الأسباب التي قد تقلل قدرة التحمل لدى المباني في الدولة وبالتالي التأثير على عمر الخدمة لديها التي يستفيد منها الإنسان وبالتالي تتأثر البيئة وتزداد التكلفة المرتبطة بها. ناقشت كلية الهندسة في جامعة أبوظبي جملة من الموضوعات ذات الصلة، لما للموضوع من أهمية في دول الخليج بشكل عام والإمارات بشكل خاص.. وذلك أثناء فعاليات الدورة الثانية من منتدى البحث الهندسي 2021 بالتعاون مع كلية الهندسة المستدامة والبيئة الحضرية في جامعة ولاية أريزونا، تحت عنوان «الخرسانة في الطقس الحار: التصميم من أجل الاستدامة وعمر الخدمة». سامر المارتيني سامر المارتيني تقنيات متطورة وأوضح الدكتور سامر أن التقنيات التطويرية الحديثة لتصميم مواد خرسانية والطرق المبتكرة لصبها تعد عنصراً أساسياً لمواجهة أي تحديات قد يواجهها قطاع الإنشاء ونوعية البيئة في الدولة، وأن استخدام «الخرسانة» ذاتية الرص (SCC) لإطالة عمر الخدمة، إلى أكثر من 50 عاماً، يُعد أمراً بالغ الأهمية لتقليل الإسراف في استخدام الموارد المستهلكة بما في ذلك المياه، وتعزيز الجودة ، وتقليل التبعات الاجتماعية والاقتصادية لإعادة تأهيل أو استبدال البنية التحتية الحالية حيث ينعكس ذلك على حجم الإنفاق ومدى الضرر الذي يلحق بالبيئة. البناء المستدام وعن أهمية البناء المستدام، أكد أن الجهات المختصة في الإمارات تولي اهتماماً كبيراً لتطوير مواد البناء المستدامة من خلال إطلاقها العديد من المبادرات والجهود ذات الصلة، حيث أصدر كل من مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني وبلدية دبي لوائح جديدة لتشجيع استخدام الخرسانة الخضراء الصديقة للبيئة في مشاريع البناء، وتهدف تلك اللوائح إلى خفض البصمة الكربونية لقطاع الإنشاءات للحد من مخلفات البناء وإطالة عمر الخدمة للأبنية، وتركز هذه اللوائح على استبدال الإسمنت بمواد تكميلية، بما في ذلك «خبث الأفران العالية الحبيبية» (GGBS) والرماد المتطاير (FA). ولفت المارتيني، إلى أن صناعة الإسمنت وتطبيقاته ينتج عنها انبعاث ثاني أكسيد الكربون ومواد أخرى سامة بكميات هائلة تضر بالبيئة والصحة العامة والسلامة، مما دفع الجهات المختصة إلى استخدام مواد إسمنتية صديقة للبيئة في صناعة الخرسانة المستدامة، بحيث إنه ووفقاً لدراسة بيئية عالمية، إن مصانع الإسمنت عالمياً هي ثاني مسبب للوفيات في سرطان الرئة بعد الدخان، مما دفع العديد من الدول المتقدمة إلى استخدام مواد صديقة للبيئة لما لها من أهمية كبرى في الحفاظ على البيئة، ولما لها أيضاً من دور في الحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الضار بالصحة العامة والسلامة وبالبيئة، وعليه فإن العديد من الهيئات والمؤسسات والمراكز العلمية والبحثية والعلماء والشركات والجامعات والمعاهد والجمعيات توصي باستخدام مواد إسمنتية صديقة للبيئة. منتج ثانوي في تعريفه لمادة خبث الأفران الحبيبية المطحونة (GGBS) قال الدكتور سامر المرتيني إنها منتج ثانوي من الأفران العالية المستخدمة في صناعة الحديد، مؤكداً أنها مادة إسمنتية يمكن دمجها في الخرسانة لتحسين قوتها ومتانتها وإنتاج ما يسمى بالخرسانة الخضراء، أما عن لون GGBS فهو أبيض مائل للصفرة. أوضح أن الرماد المتطاير (FA) مادة إسمنتية تكميلية ناتجة عن حرق الفحم المسحوق في محطات توليد الطاقة الكهربائية، يمكن دمج هذه المادة في الخرسانة لتحسين قوتها ومتانتها وإنتاج ما يسمى بالخرسانة الخضراء، بينما لون (FA) من الرمادي الداكن إلى اللون الأسود.
مشاركة :