وجدت دراسة جديدة أن الحالات المرضية المختلفة التي تؤثر على المصابين بـ”كوفيد-19″، قد تؤثر أيضا على مدة الفحص الإيجابي لاختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) لـ SARS-CoV-2. وتقول الدراسة إن الأفراد الذين يتم تشخيص إصابتهم بـ”كوفيد-19″، والذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما، ولديهم ثلاث حالات طبية مزمنة أو أكثر، لا سيما مرض السكري أو السمنة أو أمراض الروماتيزم أو زرع الأعضاء، يكون لديهم اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) إيجابية لفترات زمنية أطول مقارنة بالأفراد الأصغر سنا الذين لا يعانون من هذه الأمراض المصاحبة. ومع ذلك، لم تظهر البيانات أي اختلاف كبير في مدة نتائج اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل الإيجابية حسب درجة عوز المناعة (نقص المناعة) أو للأفراد الذين يتلقون العلاج الكيميائي أو المنشطات لعلاج “كوفيد-19”. ونُشرت هذه الدراسة على الإنترنت في Open Forum Infectious Diseases بقيادة باحثين في مركز بوسطن الطبي، وهي أكبر حجم عينة حتى الآن لإعادة اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل لـSARS-CoV-2 في كل من المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة وغير منقوصي المناعة، ما يتيح المقارنة بين هاتين المجموعتين . وقالت راشيل إبستين، طبيبة الأمراض المعدية في مركز بوسطن الطبي، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: “هناك بيانات محدودة حول المدة التي يستمر فيها الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة في اختبار كوفيد-19بعد الإصابة الأولية. وتتحدى هذه الدراسة ما إذا كانت التوصيات الحالية للنظر في إعادة اختبار الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة الشديد واستخدام نتائج اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) السلبية لـ SARS-CoV-2 لإنهاء العزلة ضرورية”. ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، من المحتمل أن يكون لدى الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة الشديد نتائج إيجابية لفترات طويلة في اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) لـ SARS-CoV-2. وتشمل الحالات التي تسبب حالة نقص المناعة الواردة في تعريف مراكز السيطرة على الأمراض: الأشخاص الذين يتلقون العلاج الكيميائي أو المنشطات بجرعات عالية، والمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية غير المعالج، وأولئك الذين يعانون من نقص المناعة الأولية، أو أولئك الذين خضعوا لعملية زرع أعضاء مؤخرا. وفحص الباحثون بيانات من 3758 شخصا أعيد اختبارهم باستخدام اختبار SARS-CoV-2 PCR بعد نتيجة إيجابية أولية. ووقع تقسيم الأفراد إلى مجموعات حسب العمر وكذلك شدة نقص المناعة: -شديد: العلاج الكيميائي النشط، أو فيروس نقص المناعة البشرية مع عدد CD4 (بروتين سكري عابر للغشاء الخلوي لـ خلية تائية ليمفاوية )أقل من 200، أو زرع الأعضاء في العام الماضي، أو الستيرويدات المزمنة بجرعات عالية (7.4% من مجموعة الدراسة). -معتدل: متلقي زرع أعضاء داخلية (مثل القلب والكلى والكبد والرئتين والبنكرياس) أكثر من سنة سابقة، فيروس نقص المناعة البشرية مع عدد CD4 أكبر من 200، وآخرون يتناولون أدوية بيولوجية مزمنة (4.2% من مجموعة الدراسة) -غير منقوص المناعة: (88.4% من مجموعة الدراسة) وكان متوسط المدة الزمنية للمرضى الذين يعانون من نقص المناعة الشديد لتلقي نتيجة اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل لـ SARS-CoV-2 سلبية 22 يوما، وبالنسبة للأفراد المعتدلين وغير المصابين بنقص المناعة، كان الوقت بين 20 و16 يوما على التوالي. أما بالنسبة للأفراد الذين خضعوا لعملية زرع أعضاء داخلية، والذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما، والذين يعانون من مرض السكري أو السمنة أو أمراض الروماتيزم ، وكذلك أولئك الذين يعانون من أكثر من ثلاث حالات مرضية مصاحبة، فقد استغرق الأمر وقتا أطول للحصول على نتيجة سلبية لاختبار SARS-CoV-2 PCR. وقالت إبشتاين: “إعادة اختبار الأفراد لإنهاء احتياطات العزل يمكن أن يؤخر الرعاية، وقد لا يكون ضروريا حتى بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة الشديد، خاصة وأن معظم دراسات انتقال العدوى تظهر أنه من غير المحتمل جدا أن ينقل شخص ما العدوى بعد أكثر من 20 يوما من المرض”. ولاحظ الباحثون أن إعادة الاختبار ربما يجب أن تأخذ في الاعتبار مجموعة من الشروط أو تشمل فقط مجموعات معينة من الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة الشديد.و كانت هناك حالات قليلة في الأدبيات العلمية تظهر نتائج اختبار “كوفيد-19” الإيجابية بعد أشهر من الإصابة الأولية في المرضى الذين خضعوا لزرع عضو داخلي أو زرع نخاع عظمي أو تلقوا العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضد الخيمري (CAR).
مشاركة :