امستردام - لحق المنتخبان البلجيكي والهولندي بنظيرهما الإيطالي إلى الدور ثمن النهائي لنهائيات كأس أوروبا في كرة القدم، بفوز الأول على مضيفه الدنماركي 2-1 في كوبنهاغن، والثاني على ضيفه النمساوي 2-صفر في أمستردام في الجولة الثانية لمنافسات المجموعتين الثانية والثالثة. وكانت إيطاليا أول المتأهلين إلى الدور ثمن النهائي بفوزها الكبير على سويسريا بثلاثية نظيفة الأربعاء في الجولة الثانية للمجموعة الأولى. وأنعشت أوكرانيا آمالها في التأهل بفوزها الثمين على مقدونيا الشمالية 2-1 ضمن منافسات المجموعة الثانية. - بلجيكا تقلب الطاولة على الدنمارك - في المباراة الأولى قاد البديل العائد من الإصابة كيفن دي بروين منتخب بلاده بلجيكا الى ثمن النهائي بعد أن صنع التعادل وسجل هدف الفوز على مضيفته الدنمارك 2-1، في أمسية التحية لنجم الأخيرة كريستيان إريكسن. وتقدم منتخب الدنمارك عبر يوسف بولسن بعد 99 ثانية من صافرة البداية، قبل ان تقلب بلجيكا الطاولة في الشوط الثاني بفضل دي بروين الذي دخل مطلعه مكان دريس مرتنز فصنع هدف التعادل لثورغان هازارد (55) ثم سجل هدف الفوز في الدقيقة 70. وكان دي بروين غاب عن المباراة الاولى لتعافيه من كسرين في الأنف ومحجر العين اليسرى تعرض لهما في الخسارة امام تشلسي في نهائي دوري ابطال اوروبا، قبل ان يعود بأفضل طريقة. ودخلت الدنمارك بطلة نسخة 1992 المباراة بعد الحادثة الصادمة لإريكسن الذي سقط ارضًا في الخسارة امام فنلندا السبت إثر سكتة قلبية، قبل ان ينجح الاطباء في إنقاذه، وقد توقفت مباراة اليوم في الدقيقة العاشرة تيمنًا برقم قميصه تحية له في ملعب "باركن" بحضور 25 الف مشجع. لم أحتفل احترامًا للدنماركيين وقال دي بروين "أدخلني (المدرب الاسباني) روبرتو مارتينيس الى المباراة وطلب مني أن أخلق المساحات، وسجلت. لكني لم أرد الاحتفال بهذا الهدف، لديّ احترام كبير للجماهير الدنماركية". وتابع "بإمكاننا أن نكون سعداء. كنا ندرك أننا سنواجه أوقاتا صعبة ضد الدنمارك وأمام جماهير مثل هذه وبعد كل ما حصل". ورفعت بلجيكا ثالثة مونديال 2018 رصيدها الى ست نقاط في صدارة المجموعة بعد فوزها الافتتاحي على روسيا، مقابل ثلاث للاخيرة الفائزة على فنلندا (1-صفر) الاربعاء، فيما بقيت الدنمارك من دون رصيد وفشلت في الوفاء بوعدها تحقيق الفوز من أجل إريكسن. وتلتقي بلجيكا، ثالثة مونديال 2018، في المباراة الثالثة مع فنلندا في سان بطرسبورغ الاثنين فيما تلاقي روسيا الدنمارك في كوبنهاغن. ثاني أسرع هدف في النهائيات وقبل بداية المباراة قدّم يان فيرتونغن قائد بلجيكا قميص منتخب بلاده مع اسم اريكسن والرقم 10 موقّع عليها من زملائه الى قائد الدنمارك سيمون كاير. ومرر جايسون ديناير كرة خاطئة قريبة من منطقته اقتنصها هويبرغ الذي مررها الى بولسن داخل المنطقة فسددها قوية زاحفة على يمين الحارس العملاق تيبو كورتوا بعد 99 ثانية من صافرة البداية، مسجلا ثاني أسرع هدف في النهائيات القارية بعد الروسي ديميتري كيريتشنكو ضد اليونان في يورو 2004 (65 ثانية). وتوقفت المباراة في الدقيقة العاشرة ووقف اللاعبون والجماهير والجميع تصفيقًا تحية لإريكسن وظهرت يافطات داعمة في المدرجات منها "كل الدنمارك معك كريستيان"، وأخرى من الجماهير الزائرة "كريستيان، بلجيكا تحبك". وقد تكون وصلت أصداء الهتافات والتصفيق الى إريكسن المتواجد في المستشفى على بعد قرابة كيلومتر فقط من الملعب ولديه نافدة تُطل عليه، وفق ما كشف مدربه. وبات إريكسن في حال أفضل وأعلن الاتحاد الدنماركي الخميس إنه سيتم تثبيت جهاز تنظيم دقات القلب في جسمه بعد الوعكة التي تعرض لها. وعادل "الشياطين الحمر" النتيجة عندما انطلق روميلو لوكاكو عن الجهة اليمنى ومرر الى دي بروين داخل المنطقة الذي راوغ ومرر كرة خالصة رائعة الى ثورغان هازار تابعها على باب المرمى (55). وسجل دي بروين الثاني بعد تبادل مميز للكرة بين اللاعبين قبل ان تصله على مشارف المنطقة من إدين هازار، بديل يانيك كاراسكو، فسددها بيسراه قوية على يمين الحارس كاسبر شمايكل (71). هولندا البطاقة والصدارة وفي الثانية، حجزت هولندا بطاقتها بفوز مستحق على ضيفتها النمسا 2-صفر على ملعب "يوهان كرويف أرينا" في أمستردام سجلهما ممفيس ديباي (11 من ركلة جزاء) ودنزل دمفريس (67). وهو الفوز الثاني على التوالي لهولندا، بطلة 1988، بعد الأول على أوكرانيا 3-2 في الجولة الأولى على الملعب ذاته، فرفعت رصيدها إلى ست نقاط بفارق ثلاث نقاط أمام النمسا وأوكرانيا التي كانت تغلبت على مقدونيا الشمالية 2-1 اليوم في بوخارست. وضربت هولندا التي غابت عن البطولتين الكبيرتين الاخيرتين (كأس أوروبا 2016 ومونديال 2018)، عصفورين بحجر واحد كونها حجزت بطاقتها الى ثمن النهائي وضمنت صدارة المجموعة قبل مواجهتها مقدونيا الشمالية في الجولة الثالثة الأخيرة، وستخوض ثمن النهائي في بوخارست في 27 حزيران/يونيو الحالي ضد أحد أفضل أربع منتخبات تحتل المركز الثالث في دور المجموعات. في المقابل، تلتقي النمسا مع أوكرانيا الإثنين المقبل في قمة ساخنة لتحديد وصيف المجموعة وبالتالي اللعب في ثمن النهائي على ملعب ويمبلي في 26 الحالي ضد متصدر المجموعة الأولى التي حجزت إيطاليا بطاقتها الأولى بعدما جمعت ست نقاط مقابل ثلاث نقاط لويلز الثانية ونقطة واحدة لسويسرا فيما تحتل تركيا المركز الأخير. وقال ديباي "نحن راضون عن النتيجة، لم نستقبل اهدافا، فزنا بهدفين، لكنني لست راضيا عن الطريقة التي لعبت بها، بإمكاني التحسن، كان يتعين علي ان اصنع فرصًا اكثر وأن أسجل المزيد خصوصًا الهدف الثاني من كرة امام مرمى مشرّع. لعبت الكرة وارتفعت، لم العبها بطريقة جيدة وهذه هي كرة القدم. في المرة القادمة سأسجل إن لاحت لي فرصة مثل هذه". وأكدت هولندا تفوقها التاريخي على جارتها النمسا حيث حققت اليوم فوزها العاشر في 20 مباراة جمعت بينهما حتى الآن، بينها سبعة انتصارات متتالية مقابل ست هزائم وأربعة تعادلات. ويعود الفوز الاخير للنمسا على هولندا الى 30 ايار/مايو 1990 عندما فازت 3-2 في مباراة دولية ودية. وهي ثاني مواجهة بين المنتخبين في بطولة كبرى بعد الاولى في مونديال 1978 عندما فازت هولندا 5-1 في طريقها الى المباراة النهائية. وهي الخسارة الخامسة للنمسا في ثالث مشاركة لها في البطولة القارية مقابل فوز واحد حققته في الجولة الاولى على مقدونيا الشمالية 3-1، وتعادلين. وفي المجموعة ذاتها، حققت أوكرانيا أول فوز لها في كأس أوروبا منذ العام 2012، وكان على حساب الوافدة الجديدة مقدونيا الشمالية 2-1 في بوخارست وعزّزت آمالها في بلوغ ثمن النهائي. وسيطر رجال المدرب أندري شيفتشنكو على الشوط الأول وسجلوا ثنائية عن طريق أندري يارمولنكو (29) ورومان ياريمتشوك (34). في الثاني، قلصت مقدونيا الشمالية الفارق عبر إزغيان إليوسكي متابعا ركلة جزائه الضائعة (57)، ثم أهدرت في المقابل أوكرانيا ركلة أخرى لرسلان مالينوفسكي (84). تخوض أوكرانيا نهائيات كأس أوروبا للمرة الثالثة تواليا، لكنها تأمل في بلوغ الادوار الاقصائية للمرة الأولى في تاريخها الحديث بعد مشوار لافت في التصفيات المؤهلة. استضافت النهائيات عام 2012 مشاركة مع بولندا، واستهلت مشوارها بفوز لافت على السويد، لكن المنتخب السوفياتي السابق، تراجع وخسر خمس مرات تواليا في باقي مبارياته في 2012 ونسخة فرنسا 2016.
مشاركة :