قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن روسيا وسورية، نفذتا ما يبدو أنه أول هجمات كبيرة منسقة على مقاتلين سوريين اليوم الأربعاء، مستهدفين مقاتلي المعارضة في الغرب بدلاً من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية. وأوضح المرصد أن الهجمات المشتركة أصابت بلدات قريبة من الطريق السريع الذي يربط بين الشمال والجنوب، ويمر بمدن كبرى في غرب سورية الذي تسيطر الحكومة على معظمه. وأضاف رامي عبد الرحمن مدير المرصد أن هجمات برية باستخدام صواريخ سطح-سطح استهدفت أربعة مواقع على الأقل للمقاتلين في المنطقة، ووقعت اشتباكات عنيفة على الأرض. واستدعت تركيا جارة سورية السفير الروسي للمرة الثالثة في أربعة أيام، بشأن ما قالت إنه انتهاك متكرر لمجالها الجوي من طائرات حربية روسية منذ بدأت موسكو حملتها الجوية الأسبوع الماضي. وأثارت الحملة الجوية الروسية في سورية -في وقت بلغت فيه العلاقات مع الغرب أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب أوكرانيا - قلق واشنطن وحلفائها وتخاطر بوقوع حوادث بين طائرات حربية روسية وأمريكية، تعمل في البلد ذاته للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية. وتقول موسكو إنها تشارك الغرب هدفه في منع انتشار متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على مساحات واسعة من سورية، منذ تفجرت الحرب الأهلية بعد المظاهرات المناهضة للحكومة في 2011. لكن مقاتلين على الأرض ودولاً غربية قالوا إن الحملة الروسية تركز بشكل رئيسي على جماعات معارضة أخرى، وتهدف لدعم الأسد بدلاً من محاربة التنظيم المتشدد. ولم تذكر وسائل الإعلام الرسمية السورية شيئاً عن هجمات منسقة، لكنها قالت إن طائرات روسية استهدفت مواقع الدولة الإسلامية في ريف حلب، حيث يسيطر مقاتلو التنظيم على أراض. وذكر التلفزيون الرسمي أن قوات الحكومة استهدفت متشددين في حقل الشاعر للغاز وقرية القريتين في حمص، إلى جانب بلدة عطشان إلى الشرق من الضربات الجوية الروسية في محافظة حماة يوم الأربعاء. أبلغ وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو الرئيس فلاديمير بوتين خلال اجتماع بثه التلفزيون يوم الأربعاء بأن أربع سفن حربية روسية في بحر قزوين أطلقت 26 صاروخاً على تنظيم الدولة الإسلامية في سورية. وقال أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي إن ضربتين جويتين فقط من أصل 57 ضربة جوية روسية أصابتا تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف، بينما استهدفت الضربات الباقية المعارضة المعتدلة، وهي القوة الوحيدة التي تحارب التنظيم المتشدد في شمال غرب سورية.
مشاركة :