ان التدخل الروسي في سوريا هو بمثابة الماء الذي يبعث الحياة في نظام الجزار بشار الذي أوشك علي السقوط فهو ﻻ يسيطر إﻻ علي 17% من مساحة سوريا ولم تنفع محاوﻻت الحرس الثوري الإيراني وحزب الشيطان وباقي المرتزقة من ضمان صمود النظام السوري امام هجمات الجيش الحر وجبهة النصرة وباقي فصائل المقاومة وايضا لم تتمكن داعش من القضاء علي المعارضة السورية مما دفع روسيا للتدخل بشكل سافر وعلني حماية للنظام السوري وحماية لمصالحها وﻻيخفى علي احد ان اكبر قاعدة بحرية روسية توجد في طرطوس وان سوريا هي منطقة نفوذ روسية منذ اﻻنقلاب الذي قام به الراحل حافظ اﻻسد في سنة 1970 الي اليوم وهذا اﻻمر متفق عليه بين الدول الكبري في العالم . النظام السوري احتضن تنظيم داعش وقدم له التسهيلات في محافظة الرقة ومؤخرا محافظة تدمر ووفرت له الملاذ اﻻمن حتي يضرب عصفورين بحجر اولهما توصيل رسالة للعالم ان النظام السوري يحارب اﻻرهاب المتمثل في تنظيم داعش وان المعارضة هي تنظيمات ارهابية وثانيهما دفاع داعش عن النظام السوري وحمايته من السقوط وذلك بمحاربة الجيش الحر وجبهة النصرة وكل التنظيمات التي تحارب نظام الجزار بشار. ان النظام السوري اليوم ليس بحاجة الي تنظيم داعش بعد تدخل روسيا بكل ثقلها لحماية النظام السوري وكما يقول المثل ( اذا وجد الماء بطل التيمم ) ولذلك نعتقد ان تنظيم داعش هو كارت احترق علي اﻻقل في سوريا وسوف تقضي عليه روسيا سواء بالضربات الجوية او حين تدخل القوات البرية الروسية المتوقع وصولها قريبا لسوريا لطرد داعش من سوريا التي تسيطر علي 50% من مساحة سوريا ولو استرجعها النظام السوري سيكون قطعا في موقف أفضل. ايضا هناك بدا يتشكل حلف من اربع دول هي العراق وسوريا وايران وروسيا وهو واضح انه سيكون في مواجهة تحالف تقوده الوﻻيات المتحدة اﻻمريكية المزعوم للقضاء علي داعش وهو قطعا لن يقضي علي داعش ﻻن داعش بالنسبة له الدجاجة التي تبيض ذهبا !! وليس هناك من يصدق ان امريكا تريد القضاء على داعش ﻻنها فقدت مصداقيتها في وجود رئيس ضعيف متردد مثل الرئيس اﻻمريكي الحالي باراك اوباما . اعتقد ان تدخل روسيا في سوريا ليس شر كله فهناك جوانب ايجابيه مثل القضاء علي تنظيم داعش اﻻرهابي وكذلك تنظيم جبهة النصرة اﻻرهابي الذي يمثل تنظيم القاعدة في سوريا وهناك ايضا فصائل ارهابية محسوبة علي الجيش الحر الذي هو بحاجة الي غربلة واعادة هيكلة حتي يكون حرا . ايضا من ضمن اﻻيجابيات ان روسيا ﻻتسعي لتقسيم سوريا ولكنها تسعي الي ان يبسط النظام السوري سيطرته علي كامل التراب السوري والمحافظة علي وحدة سوريا. اما اهم مساوئ النظام الروسي وتدخله في سوريا هو تمسكه ودفاعه المستميت عن النظام السوري الدموي الذي تسبب الي اﻻن في قتل 300 الف سوري وتشريد الملايين من الشعب السوري وارتكاب جرائم حرب باستخدام البراميل المتفجرة واﻻسلحة الكيماوية وكذلك محاولة فرض المجرم والجزار بشار علي اي تسوية سياسية للقضية السورية . نعتقد ان دعوة ونداء هيئة كبار العلماء في السعودية لنصرة المجاهدين في سوريا هي دعوة متسرعة من شانها ان تصب الزيت علي النار وتعقد اﻻزمة السورية اكثر فهي دعوة لنصرة المجاهدين وكل التنظيمات اﻻرهابية تتستر بالدين وتدعي انها تجاهد في سبيل الله يعني هذه الدعوة ينطبق عليها المثل ( يبي يكحلها عماها ) والمفروض ان تستثمر الدبلوماسية المصرية والسعودية واﻻماراتية العلاقات المتميزة في النظام الروسي والتي تطورت مؤخرا بعد توقيع عدد من اﻻتفافيات العسكرية والتجارية بين تلك الدول والنظام السوري باقناعه بتطبيق توصيات ومقررات جنيف 1 التي تنص علي فترة انتقالية وتشكيل حكومة وطنية الي ان يتم اجراء انتخابات رئاسية ويختار الشعب السوري رئيسه المنتخب الجديد. ان الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر ينبغي ان يكون لها دور مؤثر في اي تسوية سياسية للقضية السورية ﻻن الحل السياسي هو اﻻقرب واﻻفضل من الحل العسكري الذي سيكون مكلفا كثيرا بل قد يكون الشرارة التي تشعل حرب عالمية ثالثة فالمطلوب انقاذ سوريا والشعب السوري وليس تدمير المنطقة اكثر من ذلك والمثل يقول ان المطلوب سلة العنب وليس رأس الناطور .
مشاركة :