أكد عدد من الكوادر الطبية العاملة في الصفوف الأمامية أنهم اجتهدوا وبذلوا كل ما بوسعهم منذ بدء جائحة كورونا «كوفيد-19»؛ خدمة للوطن وحفاظًا على سلامة وصحة جميع من عليه من مواطنين ومقيمين وزوّار. وعبّرت الكوادر عن شكرها وامتنانها للتقدير والاعتزاز من صاحب الجلالة الملك المفدى، بما يقدّمونه من جهود وتضحيات في سبيل التصدي لفيروس كورونا «كوفيد-19»، مشيدين بتوجيهات سمو ولي العهد رئيس الوزراء بمنح رتبتين استثنائية في الخدمة المدنية لهم. وتحدّث عدد من الكوادر الطبية عبر «الأيام» عن تجاربهم ومعاناتهم طوال فترة الجائحة التي فرضت عليهم نمطًا معيّنًا من الحياة يلتزم بالمسؤولية الكبيرة والاستنزاف للجهد النفسي والجسدي، في سبيل رعاية المرضى والمصابين بالفيروس ومعالجتهم والسهر على راحتهم من جهة، ومن جهة أخرى على صعيد حرصهم على حماية أسرهم وأطفالهم وأبنائهم وآبائهم من احتمالية انتقال العدوى إليهم؛ لكونهم الأكثر عرضة لالتقاط الفيروس. بدورها، وجهت الدكتورة أمينة ناصر لحمدة، طبيبة عائلة في مركز ابن سينا الصحي، جزيل الشكر لسمو ولي العهد رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة؛ على جهوده الطيبة في متابعة وإدارة الجائحة العالمية للتخلص من الوباء، وعلى المكرمة الكريمة بإعطاء أعضاء الصفوف الأولى رتبتين استثنائية. وتحدّثت الدكتورة أمينة عن معاناتهم في أثناء العمل، وقالت: «كانت الجائحة قاسية علينا كأطباء متطوعين ومشاركين في فريق البحرين للكورونا، ولكن ما يخفف التعب والخوف هو وجود سند وظهر وعزوة، وهو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد، الداعم الأكبر لنا». وتابعت «كانت أيامًا عصيبة منذ فبراير 2020، تمت إدارتها بحكمة من قبل سموكم الكريم، إذ كان هدفنا الأول البحرين والشعب. أنا زوجة وأم كنت ومازلت أترك أولادي في بيت والدي لخوفي عليهم من العدوى بسبب ذهابي إلى الوحدات المتنقلة والعمل في أرض المعارض. هي أيام وسوف تكون ذكرى، مع وجودنا في الصفوف الأمامية نلاحظ كمية الحزن والهلع عند بعض المصابين والمخالطين، ونحاول توجيه التعليمات وإيصالها بشكل صحيح، فكل معلومة نقدّمها لهم هي بمنزلة طوق للنجاة». وأضافت: «كانت نفسيتي متأزمة بسبب الأعداد التي نراها ونتواصل معها، فكلما رأينا هذه الأعداد زاد حرصنا على العمل الجاد بكل نشاط، لكن أكثر شيء يؤثر فيّ هو عند سماع خبر وفاة أي شخص بكورونا». من جهتها، وجّهت أخصائي جراحة أمراض النساء والتوليد وطبيب مقيم بمجمع السلمانية الطبي الدكتورة حنان حجازي عبداللطيف رسالة شكر لسمو ولي العهد رئيس الوزراء؛ على الدعم المعنوي الملموس لهم جميعًا -أطباء-، وحرصه على تكريهم، وجزيل الشكر على اللفتة التقديرية من سموه بمنح الأطباء رتبًا استثنائية في الخدمة المدنية. وقالت: «شهاده اعتزاز وفخر أقدمها لمملكة البحرين والقيادة الرشيدة؛ على كل الجهود المبذولة لمواجهة جائحة كورونا، بدءًا باتخاذ خطوات استباقية وتكريس كل الموارد لخدمة القطاع الصحي، وإبقاء صحة المواطن والمقيم فوق أي اعتبارات وخسائر مادية». وأضافت في تصريحها لـ«الأيام»: «أنا أفتخر بعملي تحت ظل الفريق الوطني وأن أكون جزءًا من هذه الخلية التي تعمل ليل نهار من أجل هدف واحد، وهو حياة الإنسان في مملكة البحرين. أسأل الله عزوجل أن تكلل هذه الجهود بتجاوز المحنة عن قريب، وثقتي بالله ثم بالحكومة الرشيدة أننا جميعًا في يد أمينة». وعن معاناتها كونها طبيبة في الصفوف الأمامية، أوضحت الدكتورة حجازي أنها تتمثل في زيادة عدد ساعات العمل والمناوبات منذ اليوم الأول للجائحة، «فساعات الراحة معدودة، والإنهاك بعد ساعات عمل تستمر حتى 32 ساعة متواصلة في المناوبة، وذلك خلاف ساعات العمل اليومية الأساسية صباحًا، وبطبيعة العمل في قسم الولادة أصبح على عاتقنا القيام برعاية المرضى من الحوامل المصابين بالفيروس بشكل منفصل وبمناوبات منفصلة، إضافة إلى العمل الأساسي للحالات الاعتيادية، والقيام بعمليات جراحية بشكل يومي ومكثف للحالات المصابة بكورونا والحرجة في ظل اللباس الوقائي الذي يعوقنا بشكل كبير في أثناء أداء الجراحات المختلفة، فأثر ذلك على حالتي النفسيه بشكل يصعب وصفه، شعور مختلط بين التعاطف الشديد مع الحالات المصابة ومحاولة إنقاذهم بأي شكل، والخوف من الإصابة بسبب التعرض الكثيف في أثناء العمل، الخوف الشديد على أن أنقل الإصابه إلى أفراد عائلتي، خصوصا بعد إصابتي بالفيروس نتيجة التعامل مع حالة مصابة، والرهبة من أن أتسبّب بضرر لأقرب الناس لي، ولكن بفضل الله صابرين وصامدين، عملنا وسنعمل بكل ما لدينا من طاقة حتى انجلاء الأزمة، واثقين بغد أفضل بإذن الله». وتقدم النقيب عبدالله علي الفاضل طبيب مقيم أول - قسم الأمراض الباطنية بالخدمات الطبية الملكية بالمستشفى العسكري بخالص الشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء؛ على هذه اللفتة الكريمة، وهذا ليس بغريب على سموه من الدعم والتشجيع المستمر للصفوف الأمامية وفريق البحرين. وقال: «كانت بداية مشواري في تغطية كورونا في شهر مارس 2020، إذ تطوعت وطلبت المشاركة مع زوجتي الطبيبة جواهر الجلاهمة، وكنا في ذلك الوقت نقوم بتغطية مراكز مختلفة، ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم شاركت في 3 مراكز علاج لمرضى كورونا». وأضاف: «واجهنا تحديات من ناحية أن ساعات العمل طويلة وابتعدنا عن أفراد الأسرة، إذ إن لديّ أقارب من الدرجة الأولى لم ألتقِ بهم منذ أكثر من سنة؛ خوفا عليهم من أن أكون مصابا وأنقل إليهم العدوى، ولكن كل الصعوبات والتحديات تهون من أجل البحرين وصحة وسلامة المواطنين والمقيمين». وأكد النقيب الدكتورعبدالله الفاضل «نحن في خدمة هذا الوطن، والحمد لله البحرين في أيدٍ آمنة بتوجيهات سامية من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إذ تم توفير الرعاية الطبية اللازمة لجميع المواطنين والمقيمين المصابين بفيروس كورونا، والدعم اللامحدود من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء». وتحدّثت الممرضة بتول من مجمع السلمانية الطبي عن معاناتها بوصفها ممرضة وأما جديدة، وقالت: «كغيري ممّن شملهم قرار العمل بنظام الـ12 ساعة، وصحيح أني مرضعة ولي الحق في الحصول على ساعتي الرعاية، أي ظاهرا يكون وقت العمل 10 ساعات، ولكن واقعًا 12 ساعة بالتمام، إذ أخرج من المنزل في حدود الثامنة صباحًا وأعود حدود الثامنة مساءً، تاركة خلفي طفلاً ذا عامين ورضيعًا بعمر الشهرين، ولا حاجة لذكر تفاصيل المعاناة كأم مرضع تفارق رضيعها لهذا الوقت الطويل وما يترتب على ذلك من آثار جسدية ونفسية، فمن تعيش الوضع تتفهم ذلك جيدًا». من جهته، عبّر رئيس قسم خدمات الإسعاف بمجمع السلمانية الطبي ياسر علي عبدالله المهدي عن فخره بأن وفقهم الله للعمل في هذا المجال الإنساني، مؤكدًا أن جائحة كورونا زادتهم عزيمة وإصرارًا، رغم الضغوط المستمرة في العمل المتواصل بـ12 ساعة. وقال في حديثه لـ«الأيام»: «من الجانب الأسري لا نستطيع الجلوس مع العائلة إلا بحذر شديد؛ خوفا من نقل أي عدوى إليهم -لا سمح الله-، كما حصل ذلك للمرحوم الغالي عيسى عاشور الذي تفانى في الخدمة لأجل حماية الإنسانية والوطن، وفقده ترك فراغًا كبيرًا في القسم، إلا أننا نضمد الجراح ونصبر ونعمل بكل همة وإصرار، مع كل هذه الضغوطات، لكنها تهون في سبيل خدمة الوطن وخدمة الإنسانية، ونشكر ملكنا ملك الإنسانية وفخر مملكتنا الغالية حمد بن عيسى آل خليفة، والشكر موصول لولي العهد رئيس الوزراء سلمان بن حمد بن عيسى؛ على منحنا رتبتين، وليس بالجديد والغريب، فهذا ما تعوّدنا منهم، ونشكر كل من أسهم ويسهم في حماية المملكة». وفي الشأن ذاته، ثمّن الدكتور محمد حسين أبوالعلا أخصائي التخدير بمستشفى الملك حمد الجامعي اللفتة الكريمة للعاملين في الصفوف الأولى، مشيرًا إلى أن هذا التكريم من لدن سمو ولي العهد رئيس الوزراء هو وسام وشرف لكل الطاقم الطبي، مجددًا العهد للقيادة الحكيمة وللوطن وشعب البحرين بالوفاء. وقال: «عشنا ظروفًا صعبة في الفترة الماضية، خاصة بعد ازدياد معدل الإصابات بهذا المرض، ومع شراسة المتحورات الفيروسية في البحرين كان لزامًا على أبناء الوطن الانخراط في الملحمة الوطنية ضد هذا الوباء، إذ كان دور أطباء التخدير حاسمًا في العناية بالحالات الحرجة وشديدة الخطورة التي كانت تستلزم وجود أطباء التخدير والعناية القصوى بالضرورة». وأضاف: «كنا نعمل لأكثر من 24 ساعة متواصلة لتقديم أقصى رعاية ممكنة خلال فترة الجائحة، إذ كان الإرهاق يصل بنا أحيانًا أن نعتمد في تنقلاتنا على سيارات النقل المخصصة للصفوف الأولى؛ وذلك لعدم قدرتنا على قيادة سياراتنا الخاصة من شدة الإعياء». وتابع «أصبحت في عزلة تمامًا عن أهلي، فلم أكن أراهم لفترات طويلة، وان الشعور بالخوف ينتابني دائمًا على والديّ والمتقدمين في العمر، إلا أن تشجيعهم لي لخدمة وطني كان حافزًا لمواصلة العطاء».
مشاركة :