كشفت استشارية علم الوراثة، رئيسة جمعية أمراض الدم الوراثية الدكتورة شيخة سالم العريض - الرئيسة السابقة لقسم الأمراض الوراثية بمجمع السلمانية الطبي - عن انخفاض كبير في معدلات نسبة الإصابة بالسكلر بين المواليد في البحرين بنسبة تفوق 95%. وأكّدت العريض أن هذا الإنجاز الكبير هو ثمرة لجهود جبّارة امتدّت على مدى أكثر من 30 عامًا قامت بها مملكة البحرين لمكافحة هذا المرض السكلر بالتوازي مع جهود أهلية ومجتمعية، بالإضافة إلى تشريعات وقوانين تدريجية ومتتابعة وقرارات تنظيمية من أبرزها لا فحص ما قبل الزواج والفحوصات على المواليد الجدد وغيرها. وذكرت في تصريح خاص بمناسبة اليوم العالمي لأنيميا الخلايا المنجلية «السكلر» والذي يصادف اليوم التاسع عشر من يونيو، بأن نسبة الإصابة بالسكلر في مطلع ثمانينيات القرن المنصرم في البحرين - حيث كانت بداية إجراء الفحوصات - حوالي 2% من المواليد، فكان يولد 210 أطفال مصاب سنويًا، بينما انخفضت النسبة بشكل كبير وأصبحت الآن 0.2% أي 20 طفل يولد مصاب سنويًا فقط. وتابعت: «بدأنا عمل مسح في عام 2007 لكل طفل يولد نأخذ منه دم من الحبل السري بعد الولادة مباشرة لفحص السكلر، واستمرينا بأخذ الفحوصات، إذ بينت الفحوصات أن الإعداد في انخفاض، فمنذ أن كانت الإعداد تصل إلى 210 مصابين سنويًا تدرجت في النزول الكبير لغاية أن وصلت الآن ما بين 20 إلى 30 طفلاً في السنة، ولولا تلك الجهود لازداد عدد المرضى وتزاحموا على مجمع السلمانية الطبي خاصة قسم الأطفال». وأكدت الدكتورة العريض بأنه لولا الجهود الكبيرة التي تقوم بها جمعية أمراض الدم الوراثية والتعاون الكبير بينها وبين وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم إلى جانب جهود وزارة الإعلام والصحفيين من تثقيف وتوعية ونشر الكتب وفحص الطلاب لما انخفضت تلك الأرقام. وشدّدت على الدور الكبير الذي قامت به الجمعية والفحوصات الوراثية للطلبة في الصف الثاني ثانوي أي قبل التخرج بعام واحد، بلغت نحو 95 ألف طالب خلال 16 سنة، والتي بدئت منذ العام 1998 الى 2014، مشيرة إلى أنهم توقفوا عن عمل الفحوصات في العام 2014، ولكن اقترح لهم المواصلة والاستمرار بالقيام به، وانهم فعلا وافقوا على إعادة عمل تلك الفحوصات لكنهم توقفوا حاليًا بسبب جائحة كورونا. وذكرت إن قيمة الفحوصات التي تقوم بها الجمعية لجميع الطلاب بلغ 14 ألف دينار سنويًا، مبينًا أن المبلغ يشمل شراء المواد المختبرية للفحص و الموظفين الصحيين المختبرات والتقنيين. وأشادت استشارية علم الوراثة الدكتورة شيخة العريض بالتطور الكبير في الخطة العلاجية لمرضى السكلر في البحرين، والذي انعكس على نوعية الأدوية، مبينة بأن مريض السكلر أصبح يستخدم دواء «هيدروكسي يوريا» والذي خفّف عليه بعض أعراض المرض، لكونه يرفع من نسبة هيموجلوبين اف الجنيني ويعادل السكلر، وعليه يصبح المريض أشبه بالحامل للمرض ويغنيه عن الأدوية.
مشاركة :