رئيسي يتلقى التهنئة بالفوز في الانتخابات قبل صدور النتائج الرسمية

  • 6/19/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت أن الانتخابات التي أجريت الجمعة أفضت الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية من الدورة الأولى، بينما تلقى المحافظ المتشدد ابراهيم رئيسي تهنئة منافسيه الثلاثة في انتظار النتائج الرسمية. وكان رئيسي (60 عاما) الذي يتولى رئاسة السلطة القضائية منذ 2019، الأوفر حظا للفوز بالانتخابات التي أتت في خضم أزمة اقتصادية واجتماعية ورافقتها تساؤلات عن نسبة المشاركة. وأكد روحاني أن خلفه تم انتخابه، من دون أن يكشف الاسم في انتظار إعلان النتائج من وزارة الداخلية. وقال في كلمة متلفزة "أهنئ الشعب على خياره سأوجه تهاني الرسمية لاحقا، لكننا نعرف أن ما يكفي من الأصوات توافرت في هذه الانتخابات، و(ثمة) من تمّ انتخابه من قبل الشعب". لكن ما لم يكشفه روحاني، تكفّلت به بيانات تهنئة من المنافسين لرئيسي. ففي منشورات عبر مواقع التواصل أو بيانات أوردتها وسائل إعلام إيرانية، هنّأ المرشحان المحافظان المتشددان محسن رضائي وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، إضافة الى الإصلاحي عبد الناصر همتي، رئيسي على "فوزه" بالانتخابات. ويتوقع أن تعلن النتائج بحلول الظهر (07,30 ت غ)، بعدما بدأ فرز الأصوات فجر السبت بعيد إقفال صناديق الاقتراع في ختام عملية تصويت امتدت 19 ساعة. ودعي أكثر من 59 مليون إيراني إلى التصويت اعتبارا من الساعة السابعة صباح الجمعة. وأغلقت المراكز عند الثانية السبت (21,30 ت غ الجمعة)، بعد تمديد مهلة الاقتراع ساعتين. وخاض السباق أربعة من المرشحين السبعة الذين صادق مجلس صيانة الدستور على ترشيحاتهم بينما انسحب الثلاثة الآخرون قبل الاقتراع. وتعرض المجلس لانتقادات على خلفية استبعاده شخصيات بارزة، ما أثار امكان حصول امتناع واسع عن التصويت. وفي غياب منافس جدّي، كان رئيسي الأوفر حظا للفوز بولاية من أربعة أعوام خلفا للمعتدل روحاني الذي لا يحق له الترشح هذه المرة بعدما شغل منصب رئيس الجمهورية لولايتين متتاليتين. ويتوقع أن يعزز فوز رئيسي إمساك التيار المحافظ بمفاصل هيئات الحكم، بعد فوزه العريض في الانتخابات التشريعية العام الماضي. وكان حجة الإسلام رئيسي، رجل الدين الذي يعد مقربا من المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي، يخوض الانتخابات للمرة الثانية تواليا، وهو حصد 38 بالمئة من الأصوات في 2017. تولى مناصب عدّة على مدى عقود، خصوصاً في السلطة القضائية، وكان سادن العتبة الرضوية في مسقطه مدينة مشهد المقدسة (شمال شرق). كذلك، تطرح وسائل إعلام إيرانية اسمه كخلف محتمل للمرشد. المرشح الأكثر كفاءة وبعدما حسمت عمليا نتيجة التصويت، تبقى نسبة الاقتراع موضع ترقب، علما بأن أدنى مشاركة في انتخابات رئاسية بلغت 50,6 بالمئة (عام 1993). وقبل يوم الاقتراع، رجحت استطلاعات رأي ووسائل إعلام محلية أن تكون نسبة المشاركة بحدود 40 بالمئة. ولم تصدر أي أرقام رسمية بعد، بينما توقعت وكالة "فارس" التي تعد قريبة من المحافظين المتشددين ("الأصوليين")، الجمعة تجاوز النسبة 50 بالمئة. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل أربعة أعوام 73 بالمئة، في حين شهدت الانتخابات التشريعية في شباط/فبراير 2020، نسبة امتناع قياسية بلغت 57 بالمئة. وكان خامنئي دشّن الاقتراع أمس بتجديد الدعوة الى المشاركة الكثيفة لأن "ما يفعله الشعب الإيراني اليوم، يحدد مصيره ويبني مستقبله لعدة سنوات". وهو دعا مرارا في الآونة الأخيرة، الى المشاركة بكثافة وتجاهل حملات من معارضين في الخارج وعلى مواقع التواصل، للامتناع عن ذلك. وفي شوارع العاصمة الجمعة، تفاوتت آراء الناخبين بشأن الاقتراع من عدمه. وأكدت ممرضة اكتفت بذكر اسم عائلتها (صاحبيان) أنها ستصوت لرئيسي "المرشح الأكثر كفاءة". موقف مماثل أبدته زهراء فرهاني، ربة المنزل التي أكدت عزمها على التصويت لرئيسي بناء على "أدائه" في القضاء. وتنافس رئيسي مع المتشددَين محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري، والنائب أمير حسين قاضي زاده هاشمي، والإصلاحي عبد الناصر همتي، حاكم المصرف المركزي منذ 2018 حتى ترشحه. أولوية الاقتصاد استبعد مجلس صيانة الدستور مرشحين بارزين مثل الرئيس السابق لمجلس الشورى علي لاريجاني، ونائب رئيس الجمهورية اسحاق جهانغيري، ومحمود أحمدي نجاد الذي تولى رئاسة البلاد بين العامين 2005 و2013. وأعطى استبعاد المجلس أسماء كبيرة خصوصا لاريجاني الذي كان يُتوقع أن يكون أبرز منافس لرئيسي، الانطباع بأن الانتخابات حسمت سلفا. وبدا ذلك جليا في آراء بعض سكان طهران الجمعة. وقال النجار حسين أحمدي "الوضع الراهن لا يترك لنا أي خيار آخر سوى الصمت والبقاء في المنزل، على أمل أن يؤدي ذلك الى إسماع أصواتنا". ويحظى الرئيس بصلاحيات تنفيذية ويشكل الحكومة، لكن الكلمة الفصل في السياسات العامة تعود الى المرشد. وستطوي الانتخابات عهد روحاني الذي بدأ في 2013 وتخلّله انفتاح نسبي على الغرب توّج بإبرام اتفاق العام 2015 بين طهران والقوى الكبرى بشأن برنامج إيران النووي، بعد أعوام من التوتر. وأتاح الاتفاق رفع عقوبات عن طهران، في مقابل الحدّ من أنشطتها النووية. لكنّ مفاعيله انتهت تقريبا منذ انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018، وإعادة فرض عقوبات قاسية على إيران. وتترافق الانتخابات مع مباحثات في فيينا سعياً لإحياء الاتفاق. وأبدى المرشحون تأييدهم أولوية رفع العقوبات والتزامهم بالاتفاق في حال امتثال الولايات المتحدة لموجباته. وشهدت مدن إيرانية عدة احتجاجات على خلفية اقتصادية في شتاء 2017-2018 وتشرين الثاني/نوفمبر 2019، اعتمدت السلطات الشدّة في قمعها. وسيكون الوضع المعيشي أولوية للرئيس المقبل، وهو ما شدد عليه خامنئي. ويربط معارضون في الخارج ومنظمات حقوقية بين رئيسي وحملة إعدامات طالت سجناء ماركسيين ويساريين عام 1988، حين كان يشغل منصب معاون المدعي العام للمحكمة الثورية في طهران. وسبق لرئيسي نفي أي دور له في هذا الملف الذي كان أحد الأسباب المعلنة من قبل وزارة الخزانة الأميركية، لإدراجه على لائحة العقوبات في 2019. طهران - أدلى ملايين الإيرانيين بأصواتهم اليوم الجمعة في انتخابات من المرجح أن تسلم الرئاسة لقاض من غلاة المحافظين خاضع لعقوبات أميركية، رغم أن الغضب من المصاعب الاقتصادية يعني استجابة كثيرين لدعوات المقاطعة. ودعا كبار المسؤولين إلى مشاركة كبيرة في انتخابات يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها استفتاء على طريقة تعاملهم مع الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة بما في ذلك ارتفاع الأسعار والبطالة وانهيار قيمة العملة. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي وهو المرشح الأوفر حظا، قوله بعد الإدلاء بصوته "أحث كل فرد أيا كانت وجهة نظره السياسية على التصويت"، مضيفا "تظلمات شعبنا من بواطن الضعف حقيقية لكن إذا كان هذا هو سبب عدم المشاركة، فهذا خطأ". وفي حين أظهر التلفزيون الحكومي طوابير طويلة في مراكز الاقتراع في عدة مدن، نقلت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء عن مراسلها قوله إن 22 مليونا أو 37 بالمئة من الناخبين أدلوا بأصواتهم بحلول الساعة 7:30 مساء (1500 بتوقيت غرينتش). وقالت وزارة الداخلية إنها لا تستطيع تأكيد نسبة الإقبال. وقال التلفزيون الرسمي إن التصويت انتهى رسميا في الساعة 19:30 بتوقيت غرينتش. لكن وزارة الداخلية قالت إنها مددت التصويت لساعتين في بعض مراكز الاقتراع في جميع أنحاء البلاد للسماح للمتأخرين بالإدلاء بأصواتهم. ومن المتوقع صدور النتائج بحلول ظهر الغد السبت. ودعا الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي إلى المشاركة القوية في الانتخابات وقال بعدما أدلى بصوته في العاصمة طهران "كل صوت له وزنه... تعالوا وشاركوا واختاروا رئيسكم... هذا أمر مهم لمستقبل بلدكم". ويحظى رئيسي (60 عاما) بدعم صقور الأمن في مسعاه لخلافة حسن روحاني، وهو براغماتي لا يمكنه بموجب الدستور خوض الانتخابات لولاية ثالثة مدتها أربع سنوات. ويشرف الرئيس على أعمال الحكومة اليومية ويرفع تقاريره إلى الزعيم الأعلى. ويخضع رئيسي، المدعوم من الحرس الثوري القوي والحليف المقرب لخامنئي، لعقوبات أميركية بسبب مزاعم ضلوعه في إعدام معتقلين سياسيين قبل عشرات الأعوام. وقالت مريم (52 عاما) وهي مصففة شعر في كرج قرب طهران إنها لن تصوت لأنها "فقدت الثقة في النظام"، مضيفة "في كل مرة أدليت فيها بصوتي في الماضي، كنت أتمنى أن يتحسن مستوى معيشتي، لكنني فقدت الأمل عندما رأيت أعلى مسؤول في البلاد لم يكن شجاعا بما يكفي للاستقالة عندما لم يستطع تحسين الأمور"، في إشارة إلى روحاني. وقال وحيد (49 عاما) الذي يعمل في مجال صناعة الأخشاب في طهران "سأصوت لأن قائدي (خامنئي) يريد ذلك". ويعتزم التصويت لصالح رئيسي. وبسؤاله عن المرشح الذي يفضله، قال محمد (32 عاما) في مركز اقتراع في قرية صغيرة بجنوب إيران "صراحة لا أفضل أحدا منهم، لكن ممثلنا في البرلمان يقول إن علينا التصويت لصالح رئيسي كي يتحسن كل شيء". وقالت فرزانة (58 عاما) من مدينة يزد في وسط البلاد "صوتي هو لا كبيرة للجمهورية الإسلامية". وعلى النقيض مما عرضه التلفزيون الرسمي، قالت فرزانة "مراكز الاقتراع شبه خالية هنا". وقال محمد (40 عاما) وهو مهندس إنه لن يصوت لأن "النتائج معروفة سلفا والأهم من ذلك، إذا كان السيد رئيسي جادا في التصدي للفساد، لفعل ذلك". ويحق لأكثر من 59 مليون إيراني التصويت. ورغم أن مئات من الإيرانيين، وبينهم أقارب لمعارضين قتلوا منذ الثورة الإسلامية عام 1979، دعوا لمقاطعة الانتخابات، فإن أنصار المؤسسة الدينية المخلصين من المتوقع أن يصوتوا لرئيسي. ومن شأن فوز رئيسي أن يؤكد أفول نجم ساسة براغماتيين من أمثال روحاني الذي أضعفه قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات في خطوة قوضت التقارب مع الغرب. وأدت إعادة فرض العقوبات إلى تقليص صادرات النفط من 2.8 مليون برميل يوميا في 2018 إلى ما يقدر بنحو 200 ألف برميل في بعض شهور 2020، رغم أن الأرقام في تزايد منذ ذلك الحين. وفقد الريال الإيراني 70 بالمئة من قيمته منذ 2018. وتحتاج القيادة الدينية التي تتعرض لضغوط بسبب ارتفاع معدل التضخم الذي وصل إلى 39 بالمئة والبطالة التي بلغت 11 بالمئة، إلى إقبال كبير على المشاركة في التصويت لتعزيز شرعيتها التي تضررت بعد سلسلة من الاحتجاجات على الفقر والقيود السياسية منذ 2017. وتشير استطلاعات الرأي الرسمية إلى أن نسبة المشاركة قد لا تتجاوز 44 بالمئة وهي نسبة تقل كثيرا عن الانتخابات السابقة التي سجلت مشاركة بلغت 73.3 بالمئة. ولخامنئي وليس للرئيس، القول الفصل في سياسات البلاد النووية والخارجية ومن ثم فإن فوز رئيسي لن يعطل محاولة إيران إحياء الاتفاق النووي والتحرر من وطأة العقوبات النفطية والمالية القاسية. ويقول محللون إن سجل رئيسي كقاض من غلاة المحافظين متهم بارتكاب انتهاكات قد يثير قلق واشنطن والإيرانيين الليبراليين لا سيما في ظل تركيز الرئيس الأميركي جو بايدن على حقوق الإنسان في مختلف أرجاء العالم. وعين خامنئي في 2019 رئيسي، المنتمي لمرتبة متوسطة في تسلسل رجال الدين الشيعة، رئيسا للسلطة القضائية. وبعد بضعة أشهر من تعيينه، فرضت الولايات المتحدة عليه عقوبات بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان تشمل إعدام معتقلين سياسيين في ثمانينات القرن الماضي وقمع اضطرابات في 2009، وهي أحداث لعب فيها دورا، حسبما تقول جماعات حقوقية. ولم تقر إيران مطلقا بتنفيذ أحكام إعدام جماعية ولم يتحدث رئيسي نفسه علنا عما يتردد عن دوره في مثل هذه الأحداث. والمنافس الأبرز لرئيسي هو محافظ البنك المركزي البراغماتي السابق عبدالناصر همتي الذي يقول إن فوز أي مرشح من غلاة المحافظين سيؤدي إلى المزيد من العقوبات.

مشاركة :