افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع مساء أمس الأول في قصر الإمارات في أبوظبي معرض الفن الروسي والسوفييتي خلال القرن العشرين الذي تقيمه مؤسسة فن روسيا للمرة الأولى في الإمارات تحت عنوان: الحرب والسلام، وذلك بحضور أندريه فيلا توف، مؤسس فن روسيا، وسعيد غباش، وألكسندر يفيموف السفير الروسي في الإمارات، ولفيف من الفنانين والمهتمين، ويستمر المعرض إلى 10 ديسمبر/كانون الأول. يجمع المعرض بين الحرب والسلام، ويقدّم صورة متكاملة عن التراث الفني لفترة مهمة من تاريخ روسيا، بالإضافة إلى أكثر من 100 عمل فني من مختلف الأنواع، ويعرض أساليب مميزة ومتعددة للفن الروسي تم تطويرها خلال القرن الماضي. وقال أندريه فيلا توف، مؤسس مجموعة فن روسيا: يسعدنا افتتاح هذا المعرض الحديث في عاصمة دولة الإمارات التي تعد مركزاً ثقافياً يضم متاحف عالمية، مثل متحفي اللوفر وغو غنهايم. وأشعر بالفخر لتواجدي في هذه المدينة العظيمة بهدف عرض عدد من الأعمال المميزة من مدرسة الفن الروسي التي لا نعرف عنها الكثير. وأضاف: عمل الاتحاد السوفييتي السابق، إلى جانب تطوير العلوم والقطاع الصناعي، على تعزيز الفنون التي تركت وراءها تراثاً ثقافياً غنياً. فقد برز خلال هذه الحقبة عدد من الرسامين والنحاتين الموهوبين للغاية وسوف تشكل مجموعة مختارة من أعمالهم أساس معرضنا. وشكر الشيخ نهيان على رعايته الكريمة للمعرض وكل من أسهم في إنجاح هذا الحدث التاريخي للفن الروسي في الشرق الأوسط، وأعرب عن أمله في أن يشجع هذا المشروع التبادل الثقافي والتعاون بين شعوبنا وأن يظهر كنوز روسيا الفنية لجمهور الشرق الأوسط. وبخصوص الأعمال الفنية المعروضة قال فيلا توف:بدأت جمع هذه المقتنيات منذ عام 2008 وكنت محظوظاً جداً لأنني تمكنت من اقتناء ثلاث مجموعات فنية مهمة من فنانين ومؤسسات فنية مرموقة، وأبحث دائماً عن الأعمال المميزة التي تدخل في صلب اهتمامي، سواء بواسطة المؤسسات أو الفنانين أو عن طريق مزادات خاصة. كما قمت باقتناء بعض الأعمال من العائلة المالكة في بريطانيا، وبالعموم فإن قيمة اللوحة وسعرها وأهميتها التاريخية التي تتوافق مع فكرتي عوامل تتحكم مجتمعة في اقتناء هذه اللوحة أو تلك. كما أن بعض الأعمال المهمة لم أستطع اقتناءها نظرا لغلائها المفرط أو لعدم رغبة ملاكها في بيعها، كما واجهت الكثير من العراقيل والصعوبات في سياق جمع هذا الكم من المقتنيات الفنية، وأخذت الكثير من وقتي وجهدي. وأضاف: أهدف من خلال هذا المعرض إلى التعريف بتاريخ بلدي وثقافتها وتراثها الغني من خلال عرض هذه الأعمال الفنية المهمة التي تضيء جوانب مهمة من تاريخه، واعتبر أن هذا عالمي الخاص الذي شغفت به كثيراً وغايتي هي تقديم صورة مشرقة وناصعة عن بلدي ونشرها على نطاق واسع، وتعريف الزوار على فنانين معروفين لدى ملايين مواطني الاتحاد السوفييتي السابق لكنهم لم يكونوا معروفين خارج هذه الدول حتى وقت قريب. وقد خرّجت مدرسة الفن السوفييتي مواهب فريدة اعترف بكفاءتها خبراء من جميع أنحاء العالم،ولكنها كانت معزولة عن السياق الثقافي العالمي بسبب سياسة الستار الحديدي. وأوضح أنه ركز في جمع هذه المقتنيات على كل ما يتعلق بالحرب والسلام والتي تعكس شعور الفنانين وأحاسيسهم ومواقفهم تجاه هذا الموضوع، خاصة أن من بينهم من عاش أو عايش الحرب والسلام بوجه من الوجوه، وهو شعور مؤثر،ولفت فيلا توف إلى أن احتفال روسيا العام الجاري بمرور 70 سنة على عيد النصر متذكرة ما فقدته من أرواح خلال الحرب العالمية الثانية يعتبر مؤشراً مهماً على آثار الحرب وخسائرها وتأثيراتها النفسية والمادية. وأكد أن المعرض يعزز فكرة السلام ونبذ الحرب وما ينجر عنها من أحزان ومآس ودمار كبير وخسائر فادحة حتى لا تتكرر مرة أخرى، والتغلب على الأجواء الحزينة والكئيبة التي تخلفها الحرب في نفوس المواطنين. ولفت إلى أن هناك الكثير من العروض المطروحة بخصوص تنظيم نسخ أخرى من هذا المعرض، وهي ما زالت قيد الدراسة والنظر، وقال سأقوم بالكشف عنها في الأيام المقبلة، كما سأقوم كذلك بتنظيم معرض صغير في بريطانيا يضم بعض هذه المقتنيات. يضم المعرض أربعة أقسام، يتمحور الأول، حول إرث الحرب، ويستعرض الأعمال المتعلقة بالنزاع وآثاره المباشرة ولغة النصر، ويتناول القسم الثاني موضوع الطبيعة والجمال، ويقدّم القسم الثالث لوحات كبيرة حول موضوع التأمل. أما القسم الرابع فيستعرض موضوع السعي والأعمال البطولية للرجال والنساء السوفيتيين في الحقول، وقاعات الحفلات الموسيقية، والمسابقات الرياضية. وتظهر الأعمال الفنية المعروضة جوانب مختلفة من روسيا خلال القرن العشرين مثل إرث الحرب والثورة ومواضيع مثل السلام والأسرة والعمل، والثقافة والجمال. كما يضم المعرض تماثيل لفيرا موخينا ويفغيني فو شيتيش، ولوحة للحياة الساكنة لالكسندر غيرا سيموف واليكسي غريتساي، وعمل المناظر الطبيعية لنيكولاي أندرونوف وسيميون شويكوف، ولوحات أسلوب الحياة لنيكولاي باسكا كوف وأركادي بلاستوف، ولوحات أبرام أرخيبوف وألكسندر بوبنوف، وتصميم المناظرالطبيعية لطاهر صلاحوف وفلاديمير ستوزهاروف، فضلاً عن روائع نيكولاي فيشين والأخوان تكاشيف ونيكولاي ريريخ وغيرها الكثير.
مشاركة :