رحيل أيقونة النص الأنثوي «لميعة عمارة» ملوّحة بـ«دمها البدوي»

  • 6/18/2021
  • 14:44
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مثل ما بدأ الأسبوع بخبر رحيل الشاعر سعدي يوسف، ها هو يُختتم برحيل أيقونة النص الشعري الأنثوي الشاعرة لميعة عباس عمارة، في أحد مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية، إثر صراع مرضي مع عمر ناهز 92 عاماً، وكان آخر أعمالها «أنا بدويٌ دمي» الذي تغنت فيه بالعروبة من المحيط إلى الخليج. وتربت لميعة في بيت صاغة ذهب وفضة، فكانت نموذجاً فريداً بين شعراء القرن الماضي، من حيث الصياغة وعذوبة مفرداتها. وتعد لميعة المولودة في بغداد عام 1929، من أبرز شاعرات الحداثة الشعرية العراقية، ودرست في دار المعلمين العالية في بغداد، وزاملت بدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتي وابن خالها عبدالرزاق عبدالواحد. وكانت ترسل قصائدها إلى الشاعر المهجري إيليا أبو ماضي باعتباره صديق والدها، ونشرت مجلة «السمير» لها وهي في سن الرابعة عشرة أول قصيدة، وعززها أبو ماضي بنقد وتعليق مع إتاحة مساحة لها في الصفحة الأولى من المجلة، وقال عنها: «إن كان في العراق مثل هؤلاء الأطفال، فعلى أية نهضة شعرية مقبل العراق». ولدت لميعة على ضفة جانب الكرخ في بغداد، وصدقت تنبؤات الشاعر أبو ماضي؛ وغدت الطفلة شاعرة كبيرة، ومحط أنظار نقاد وشعراء وعشاق نصّها الخليلي والتفعيلي القريب من الذائقة، وأصدرت دواوين عدة منها «الزاوية الخالية» 1960، و«عودة الربيع» 1963، و«أغاني عشتار» 1969، و«يسمونه الحب» 1972، و«أنبأني العراف» 1980، و«البعد الأخير» 1988. نالت الراحلة عضويات الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء العراقيين في بغداد (1963-1975) والهيئة الإدارية للمجمع السرياني في بغداد. وكانت نائب الممثل الدائم للعراق في منظمة اليونسكو في باريس (1973-1975)، ومدير الثقافة والفنون الجامعة التكنولوجية في بغداد وفي عام 1974 منحت درجة فارس من دولة لبنان. كتبت الشعر الفصيح والعامي وأجادت، واستعذب الناس قصائدها فتحول بعضها إلى أغنيات.< Previous PageNext Page >

مشاركة :