قال مستشار بارز بالأمم المتحدة في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) عبر البريد الإلكتروني مؤخرا، إن الولايات المتحدة، بدلا من أن تعترف بانتهاكاتها لحقوق الإنسان، تنتقد الدول الأخرى بتطبيقها "المتحيز" لحقوق الإنسان. وذكر جيفري ساكس، مدير شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، أنه "يتعين على جميع الدول أن تسعى جاهدة إلى احترام وتحقيق حقوق الإنسان المحددة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمعايير السياسية الواردة في ميثاق الأمم المتحدة". والولايات المتحدة لم تقم بذلك على ثلاثة أصعدة. "أولا، لم تحترم الولايات المتحدة الحقوق الاقتصادية الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مثل حق توفير الرعاية الصحية للجميع"، هكذا ذكر ساكس الذي يشغل أيضا منصب مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا. وتابع قائلا "ثانيا، لقد رسخ المجتمع الأمريكي العنصرية بعمق، وانتهك طوال تاريخه حقوق الأمريكيين من أصل أفريقي والأمريكيين الأصليين وغيرهم من مجموعات الأقليات". ثالثا، لم تلتزم الولايات المتحدة بمعايير ميثاق الأمم المتحدة، بل تقوم "بغزو دول أخرى أو الإطاحة بحكوماتها"، حسبما ذكر ساكس، مضيفا أن ميثاق الأمم المتحدة يدعو إلى الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وقال إن "الحكومة الأمريكية تدافع عن " القيم العالمية "، ولكن، للأسف، لا تفهمها جيدا". جدير بالذكر أنه في الفترة من 2001 إلى 2018، عمل ساكس مستشارا خاصا للأمناء العامين للأمم المتحدة كوفي عنان، وبان كي مون، وأنطونيو غوتيريش. ولفت المستشار المخضرم بالأمم المتحدة إلى أنه يؤيد البحث بشكل جاد لإيجاد أرضية مشتركة على الصعيد العالمي وتحديد واحترام القيم العالمية للبشرية جمعاء. وذكر "أنا ضد التطبيق المتحيز لحقوق الإنسان الذي تنتقد الولايات المتحدة بموجبه الدول الأخرى دون الاعتراف بعيوبها وانتهاكاتها العميقة لحقوق الإنسان". وأضاف ساكس قائلا إنه عندما تثار قضايا ومخاوف بشأن حقوق الإنسان، يجب أن يتم التعامل معها من خلال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، "وليس من خلال إجراءات أحادية الجانب تُتخذ من قبل أي دولة منفردة". كما أشار إلى أنه لا يعتقد أنه يجب على الدول إصدار تهديدات أحادية الجانب وعقوبات أحادية الجانب -- كما فعلت الولايات المتحدة ضد العديد من الدول -- أو فرض رسوم جمركية أحادية الجانب، كما فعلت الولايات المتحدة ضد منتجات صينية. وقال ساكس إنه "إذا كانت هناك عقوبات، فينبغي أن تطبقها الأمم المتحدة، وفقا لميثاق الأمم المتحدة، وليس من قبل دول منفردة". وأشار إلى أنه بما أن هذا هو القرن الـ21 ، فمن "الأهمية بمكان" أن يناقش الباحثون والقادة الأخلاقيون من جميع الدول بصورة فاعلة فكرة القيم العالمية، من أجل إيجاد مجالات اتفاق عبر الثقافات والأمم. ولدى وصفه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأنه "نقطة انطلاق" مهمة جدا، ذكر ساكس أن الإعلان استند إلى قيم العديد من الثقافات. وقال ساكس "أعتقد أنه من المهم لجميع الدول -- الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي وغيرها -- الالتزام بمعايير التعددية، بما فيها الركيزتان الرئيسيتان، وهما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة". وأضاف "بهذه الطريقة يمكننا أن نحظى بعالم يسوده السلام والتعاون والازدهار والكرامة الإنسانية".
مشاركة :