أشارت دراسة اقتصادية حديثة إلى تنامي الفجوة بين دخول الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة الأمريكية خلال العقود الأخيرة. وأوضحت دراسة موقع «24/7 وول ستريت» أن دخول الأغنياء زادت بأكثر من الضعف خلال الفترة بين عامي 1979 و2011 في حين ارتفع متوسط أجور العاملين الأمريكيين بنسبة 6% فقط خلال نفس الفترة، وشهدت الثمانينيات أكبر اتساع للفجوة خلال تلك الفترة، ويتركز أكثر من نصف الثروة في أيدي 3% من كبار المستثمرين في الولايات المتحدة. وجرى إعداد قائمة بأكثر الولايات الأمريكية من حيث اتساع فجوة الدخل بين الأغنياء والفقراء، واعتمد في التصنيف على عدة معايير منها: معامل «جيني» الذي يتراوح بين الصفر والواحد الصحيح، كما اعتمد على البيانات الرسمية فيما يتعلق بمعدلات الفقر والبطالة وعدد ساعات العمل ونسبة العاملين في كل صناعة وغيرها من البيانات الاقتصادية لكل ولاية. متوسط الدخل ومعدلات الفقر وأكدت الدراسة ان متوسط دخل الأسرة في جورجيا يبلغ 49.3 ألف دولار سنوياً، ويصل معدل الفقر الى 18.3%، ويساعد انتشار البطالة في ولاية «جورجيا» على انخفاض مستوى الدخل حيث يبلغ معدل البطالة 7.2% ويعتبر سادس أعلى معدل بالولايات المتحدة، وقد هوى متوسط أجور العاملين بالولاية بنسبة 12% منذ عام 2009. وفي تينيسي بلغ متوسط دخل الأسرة 44.4 ألف دولار سنوياً وتجاوز معدل الفقر نسبة 18.3% ويتمتع 5% من أغنى أثرياء ولاية «تينيسي» بـ 23.3% من إجمالي الدخل في الولاية، على الجانب الآخر يحصل 6.8% من العاملين بها على أجر أقل من الحد الأدنى الرسمي للأجور. أما بالنسبة لولاية تكساس بلغ متوسط دخل الأسرة 53 ألف دولار ومعدل الفقر 17.2%، وعلى الرغم من الثراء العام لولاية «تكساس» فإن لديها واحدا من أعلى معدلات الفقر على مستوى البلاد (17.2%)، وهناك ما لا يقل عن 6% من عامليها يتقاضون أجورا أقل من الحد الأدنى، وترفض السلطات زيادة الحد الأدنى للعاملين بالولاية. الا ان «تكساس» تتمتع بميزة لا توجد في غيرها من الولايات الأخرى على هذه القائمة وهي انخفاض معدل البطالة بين سكانها والذي يبلغ 5.1% أي أقل من المعدل القومي الإجمالي (6.2%). وكما بلغ متوسط دخل الأسرة بولاية رود آيلاند 54.9 ألف دولار ومعدل الفقر انحصر في 14.3% وتراجع متوسط دخل الأسر الأكثر فقرا والتي تقدر نسبتها بـ 20% في ولاية «رود آيلاند» خلال الفترة من 2006 وحتى العام الماضي في حين ارتفعت دخول الأسر الأكثر ثراء التي تمثل 20% أيضا من السكان بمعدلات تجاوزت المتوسط العام للبلاد خلال نفس الفترة. وتبلغ نسبة الأسر التي يزيد دخلها على 200 ألف دولار 5.9% بينما تبلغ نسبة من يتدنى دخلهم عن 10 آلاف دولار 8.4% من الولاية. وعن فلوريدا كان متوسط دخل الأسرة 47.5 ألف دولار ووصل معدل الفقر: 16.5%، وكما هو الحال في أنحاء الولايات المتحدة تنقسم ولاية «فلوريدا» إلى عالمين مختلفين، الأول يعج بالمنازل والفنادق الفخمة والشواطئ الخلابة والآخر يضم بعض أفقر الأحياء الأمريكية، ويستحوذ السكان الأكثر ثراء ونسبتهم 5% على 24% من إجمالي الدخل بالولاية، وقد زاد دخل هذه الفئة بـ11.8% منذ عام 2006 إلى نحو 323.9 ألف دولار في مقابل تراجع متوسط أجور الطبقة الأفقر التي تمثل 20% من الولاية بـ1.7% إلى 11 ألف دولار. المساواة الاقتصادية وفي ولاية ماساتشوستس تحظى الأسرة بمتوسط دخل بلغ 69.2 ألف دولار سنوياً، وانخفض معدل الفقر بها مؤخراً ليصبح 11.6%، حيث تعد ولاية «ماساتشوستس» إحدى أغنى الولايات الأمريكية، لكنها على الجانب الآخر تسجل أحد أعلى معدلات عدم المساواة في توزيع الدخل على مستوى البلاد، ولفت التقرير إلى قوة العلاقة بين مستوى التعليم وحجم الدخل، فسكان الولاية يتميزون بجودة التعليم مما انعكس على مستوى الدخل. وفي ولاية كاليفورنيا وصل متوسط دخل الأسرة الى 61.9 ألف دولار ومعدل الفقر: 16.4%، كما تشتهر ولاية كاليفورنيا بالتهاب أسعار سوقها العقاري، فمتوسط سعر المنزل بالولاية يبلغ 412.7 ألف دولار، كما أن 10% من منازلها تتجاوز قيمتها مليون دولار، على الرغم من ذلك فهي تسجل واحدا من أعلى معدلات الفقر والذي يتجاوز المعدل القومي الإجمالي (15.5%). اما ولاية لويزيانا فيعيش نحو خمس سكانها في فقر مدقع حيث يبلغ متوسط دخل الأسرة: 44.5 ألف دولار ووصلت معدلات الفقر الى 19.8%، ويعد سوء توزيع الدخل أحد أسباب ذلك، ويتقاضى 6.3% من عمال الولاية أجورا أقل من الحد الأدنى. وعلى النقيض حيث يبلغ متوسط دخل الأسرة في ولاية كونيتيكت 70 ألف دولار ولا يتجاوز معدل الفقر نسبة 10.8%. ويتميز سكان «كونيتيكت» بارتفاع المستوى المعيشي بشكل عام حيث تتمتع بأحد أكبر معدلات الدخل على مستوى البلاد، لكنها تتسم كذلك باتساع فجوة الدخل بين الفئات الأعلى والأقل دخلا، ويستحوذ الأكثر ثراء ونسبتهم 5% على ربع إجمالي دخل الولاية. وأخيراً بلغ متوسط دخل الأسرة 58.9 ألف دولار نيويورك ومعدل الفقر تجاوز 15.9%، ومؤخراً سجلت ولاية نيويورك أكبر الفجوات في مستوى الدخل على مستوى الولايات المتحدة، وتصل نسبة من يتقاضون أقل من 10 آلاف دولار سنويا بالولاية إلى 8.1% ومن يتقاضون أكثر من 200 ألف دولار 7.6%، ويستحوذ الأكثر ثراءً ونسبتهم 5% على أكثر من ربع إجمالي عائدات الولاية، كما أن الـ 20% الأكثر ثراء يستحوذون على 54% من إجمالي الدخل مقابل 2.6% للأكثر فقرا. 1000 دولار فقط ومؤخراً كشف مسح خاص أن معظم الأمريكيين يمتلكون أقل من ألف دولار في حساباتهم الادخارية، في إشارة إلى المخاطر التي قد تواجه المواطنين في حال حدوث أزمات مالية مفاجئة.