بيروت - هنّأ الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الأحد رئيس ايران المنتخب ابراهيم رئيسي لفوزه في الاستحقاق الرئاسي، داعيا إياه إلى مواصلة "المقاومة" ودعمها ومساندتها. وفي برقية تهنئة وجهها إلى رئيسي الذي أظهرت النتائج النهائية السبت فوزه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، أشاد نصرالله بـ"الفوز الكبير في مرحلة حساسة ومصيرية من تاريخ إيران والمنطقة". ويعدّ حزب الله اللبناني المصنّف "إرهابياً" على لوائح الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية، أحد أطراف "محور المقاومة" الذي يضم إيران وسوريا وحلفاءهما المنخرطين في مواجهة اسرائيل والحضور الغربي في الشرق الاوسط. وتدعم طهران بشكل علني فصائل فلسطينية مسلحة مثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وتساند عسكريا وماليا حزب الله اللبناني، عدو إسرائيل المجاورة. وتأتي تصريحات نصر الله التي من شأنها أن تؤجج التوتر في المنطقة بعد أيام قليلة على وقف المواجهات الدامية بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى. وقاتل حزب الله ذو النفوذ الواسع في الحياة السياسية اللبنانية، إلى جانب النظام السوري المدعوم من طهران في النزاع في سوريا منذ 2011. وقدم الرئيس السوري بشار الأسد السبت "أحر التهاني" لرئيسي في برقية تمنى له فيها "النجاح والتوفيق لما فيه خير وصالح الشعب الإيراني المقاوم والصامد في وجه كل المخططات والضغوطات". وفي اسرائيل، قال المتحدث باسم الخارجية ليور هايات عبر تويتر إنّ إيران انتخبت "رئيساً هو الأكثر تطرّفاً حتى الآن"، مضيفا أن الرئيس الإيراني الجديد "ملتزم بالبرنامج النووي العسكري الإيراني الذي يتطوّر سريعاً، وانتخابه يكشف بوضوح النوايا الخبيئة لإيران وينبغي أن يثير قلقا كبيرا لدى المجتمع الدولي". وفاز رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية، بنيله 62 بالمئة من الأصوات وفق نتائج رسمية شبه نهائية أعلنت السبت، غداة اقتراع أتى في خضم أزمة اقتصادية واجتماعية ورافقته تساؤلات عن نسبة المشاركة. وأفاد رئيس لجنة الانتخابات جمال عرف في مؤتمر صحافي أن رئيسي حصل على "أكثر من 17.8 مليون" صوت من أصل 28.6 مليونا من أصوات المقترعين. وأوضح أن هذه الأرقام هي نتيجة فرز "أكثر من 90 بالمئة" من الأصوات، علما بأن العدد الاجمالي للناخبين الإيرانيين كان أكثر من 59.3 مليونا. ولم تحدد اللجنة العدد النهائي للمقترعين ونسبة المشاركة، إلا أن الأرقام المرتبطة بالأصوات التي تم فرزها تؤشر الى تجاوزها 53 بالمئة. وأشادت مجموعات إيرانية معارضة في المنفى بما اعتبرته "مقاطعة" غالبية الناخبين في إيران الانتخابات الرئاسية، واصفة الأمر بأنه "ضربة سياسية واجتماعية" للنظام الاسلامي في البلاد. وكانت تنظيمات معارضة إيرانية تتخذ مقار خارج البلاد قد دعت إلى مقاطعة الانتخابات التي أجريت بعد استبعاد أبرز منافسي رئيسي في عملية التدقيق قبل الانتخابات أو اعلان انسحابهم في وقت لاحق، في خطوات إقصائية قوبلت بانتقادات لاذعة داخل إيران وخارجها. ويواجه الرئيس الإيراني الجديد تركة ثقيلة من الأزمات المتناثرة الاقتصادية والدبلوماسية والمشاكل الاجتماعية من عهد سلفه الرئيس السابق حسن روحاني.
مشاركة :