محللون نفطيون: ضبط المنتجين إيقاع المعروض يعزز تعافي السوق ومكاسب العقود الآجلة

  • 6/20/2021
  • 23:03
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

توقع محللون نفطيون استمرار مكاسب أسعار النفط الخام بعد أربعة أسابيع من المكاسب المتواصلة مع تعافي الطلب وانتعاش حركة السفر والطيران وتخفيف قيود الوباء في أغلب دول العالم. وتتلقى الأسعار دعما من توقعات نمو محدود للإنتاج الأمريكي، علاوة على استبعاد عودة الصادرات النفطية الإيرانية إلى الأسواق في وقت قريب نتيجة تعثر المفاوضات وصعوبة حسمها بعد ست جولات تفاوضية مكثفة، ويضاف إلى العوامل الداعمة للأسعار استمرار تقلص المخزونات النفطية الأمريكية وعودتها إلى المستوى المتوسط في خمسة أعوام، واستعادة الاستهلاك مستويات مقاربة لما قبل الجائحة. وتترقب السوق الاجتماع الوزاري لمنظمة "أوبك" 24 حزيران (يونيو) ويليه اجتماع "أوبك+" ومطلع تموز (يوليو)، الذي سيركز على تقييم الطلب والعرض على النفط الخام ودعم توازن السوق وبحث وضع سوق النفط بعد انحسار أزمة الوباء وآليات استعادة التوازن والاستقرار في سوق النفط العالمية. ويقول لـ"الاقتصادية" محللون إن أسعار النفط على الأرجح ستواصل وتيرة المكاسب الأسبوعية، ويدفعها إلى ذلك ظهور علامات قوية على تعافي الطلب العالمي بالتوازي مع انضباط العرض بين المنتجين المستثمرين، وهو ما عزز مكاسب العقود الآجلة في نيويورك 1 في المائة، هذا الأسبوع. وأشاروا إلى أن السوق في معنويات جيدة، وفي حالة تفاؤل نتيجة نمو الطلب القوي في الولايات المتحدة وأوروبا والأسواق الناشئة، كما بدأت الهند أيضا في إظهار التعافي النسبي من أزمة تفاقم إصابات الوباء. وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أيه" الدولية لخدمات الطاقة إن ضبط إيقاع المعروض النفطي مستمر، ويسهم في زيادة توقعات المكاسب السعرية السياسة، التي تنتهجها مجموعة "أوبك+" وهو ما جعل بنوكا استثمارية دولية مثل "مورجان ستانلي" تصدر توقعات مفرطة في التفاؤل بشأن أسعار النفط الخام على المدى القصير. وأشار إلى أن الجميع يتوقع انتعاش الطلب بقوة خلال النصف الثاني من العام الجاري نتيجة انتشار اللقاحات وطرحها بشكل واسع في جميع أنحاء العالم، كما يقود رواج الطلب انطلاق موسم القيادة في الولايات المتحدة وتخفيف قيود الإغلاق في دول الاتحاد الأوروبي لافتا إلى أن صعود أسعار النفط نحو 50 في المائة هذا العام مع زيادة التطعيمات ورواج الطلب. من جانبه، يقول دامير تسبرات، مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية إن حذر المنتجين يمنع تجدد وفرة المعروض في الأسواق مجددا، ويتيح لنمو الطلب أن يحقق تأثيرات أوسع على توازن السوق، وتعافي الأسعار، مشيرا إلى أن تحالف "أوبك+" يقود اتجاه الحذر بشأن عودة الإمدادات المتوقفة إلى السوق. ولفت إلى تراجع منتجي النفط الصخري في حوض بيرميان الأمريكي، حيث تشير أحدث البيانات إلى أن الولايات المتحدة تضخ نحو 1.9 مليون برميل يوميا أقل من المستويات العادية وذلك منذ أن تسبب فيروس كورونا في انهيار الأسعار في نيسان (أبريل) من العام الماضي وهو انخفاض أكبر من إنتاج نيجيريا وفنزويلا مجتمعين. من ناحيته، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة إن تطورات تعافي الطلب العالمي على النفط الخام سريعة الوتيرة، وتحصد مكاسب متلاحقة، حيث يشير بنك "جولدمان ساكس" إلى أنه من المحتمل أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 97 مليون برميل يوميا قريبا ارتفاعا من 95 مليونا قبل أسابيع قليلة، موضحا أن الاستهلاك قبل الوباء بلغ نحو 100 مليون برميل يوميا. وأشار إلى أن الإنتاج الأمريكي يفقد كثيرا من تنافسيته في الأسواق بسبب اقتراب الفارق السعري بين خامي برنت والأمريكي إلى أقل من دولارين للبرميل، وذلك للمرة الأولى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ويعود ذلك إلى ارتفاع إنتاجية التكرير في الولايات المتحدة واستمرار انضباط التوريد من قبل المنتجين الأمريكيين. بدورها ترى، أرفي ناهار، مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية أن "أوبك+" لعبت الدور الرئيس في انتشال صناعة النفط في ظل أزمة الجائحة، التي ألحقت أضرارا فادحا بالطلب العالمي، مشيرة إلى أهمية تصريحات محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة "أوبك"، التي أكد فيها استمرار الجهود المشتركة للمنتجين من أجل استعادة توازن السوق بالحفاظ على فاعلية واستمرارية تعديلات مستوى الإنتاج. ولفتت إلى أن "أوبك" و"أوبك+" تؤكد في كل الاجتماعات الدورية، التي تعقد بوتيرة شهرية أنها ستواصل على الحفاظ على الزخم الإيجابي في السوق وضمان التوافق الكامل بين المنتجين للتوصل إلى القرارات المشتركة المناسبة لتحديات السوق. وفيما يخص أسعار النفط الخام خلال تعاملات الأسبوع الماضي، ارتفعت العقود الآجلة الجمعة ماحية خسائر تكبدتها في وقت سابق ومسجلة رابع مكسب أسبوعي بعد أن قالت مصادر في "أوبك" إن المنظمة تتوقع نموا محدودا لإنتاج النفط الأمريكي هذا العام على الرغم من ارتفاع الأسعار. وقالت مصادر في "أوبك" إن مسؤولين في منظمة البلدان المصدرة للبترول حصلوا من خبراء في القطاع على توقعات الإنتاج الأمريكي. ويمنح هذا المنظمة مزيدا من القدرة على إدارة السوق قبل زيادة قوية محتملة لإنتاج الخام الصخري في 2022. وزادت العقود الآجلة لخام برنت 43 سنتا بما يعادل 0.6 في المائة، إلى 73.51 دولار للبرميل عند التسوية. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 60 سنتا أو 0.8 في المائة، إلى 71.64 دولار للبرميل. وسجل الخامان القياسيان مكسبا أسبوعيا بنحو 1 في المائة. وقال فيل فلين كبير المحللين في برايس فيوتشرز جروب بشيكاغو "أسواق النفط ترتفع لأن أوبك متشككة في أن الزيادة في إنتاج النفط الأمريكي ستكون كافية لتغيير خطتها في دعم الأسعار". والأربعاء، سجل برنت أعلى سعر تسوية منذ نيسان (أبريل) 2019 وحقق خام غرب تكساس أعلى مستوياته منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2018 عند التسوية، وكانت أسعار النفط قد تراجعت الخميس بضغط من قوة الدولار، ما جعل النفط أكثر تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى. وقالت مصادر لـ"رويترز" إن مسؤولين من مجلس اللجنة الاقتصادية لـ"أوبك" وممثلين خارجيين حضروا اجتماعا الثلاثاء يركز على الإنتاج الأمريكي. وتلقت "أوبك" إفادات من مزيد من الجهات المعنية بإصدار توقعات بشأن آفاق عامي 2021 و2022 في اجتماع منفصل عقد الخميس. وبينما ثمة اتفاق عام على نمو محدود للإمدادات الأمريكية هذا العام، قال مصدر في القطاع إن التوقعات لعام 2022 تراوح من نمو قدره 500 ألف برميل يوميا إلى 1.3 مليون برميل يوميا. وأوضح مصدر في إحدى الشركات، التي تقدم التوقعات لـ"أوبك" "الاتجاه بشكل عام فيما يخص (النفط) الصخري أنه سيعود، إذ إن الأسعار ترتفع لكن ليس بسرعة فائقة". ودفع ارتفاع أسعار النفط بعض شركات الطاقة الأمريكية إلى العودة لرفع نشاط الحفر، وأفادت شركة بيكر هيوز الجمعة بأن عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة ارتفع هذا الأسبوع ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 470 نظرا لأن الحفارات الأمريكية تمتلك أكثر من 100 منصة حفر إضافية هذا العام. وأشار تقرير الشركة إلى أنه في الأسبوع السابق، زاد عدد منصات النفط والغاز الأمريكية بمقدار خمس، بينما بلغ العدد الإجمالي لمنصات حفر النفط والغاز النشطة في الولايات المتحدة الآن 204 حفارات عن هذا الوقت من العام الماضي. ولفت التقرير إلى ارتفاع عدد منصات النفط بمقدار ثمان هذا الأسبوع إلى 373، بينما زاد عدد الحفارات الغازية بواقع 1 ويوجد الآن 97 حفارا وقد ظل عدد الحفارات المتنوعة على حاله. ونوه التقرير إلى ارتفاع تقدير إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في 11 يونيو- آخر بيانات متاحة- إلى متوسط 11.2 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى إنتاج شهدته الولايات المتحدة منذ مايو من العام الماضي.

مشاركة :